اليوم العالمى للمرأة ومشفاة الزعف
أشرقت شمس الثامن من مارس لهذا العام والذي يوافق يوم المرأة العالمي، غير أننا نتخذ من جميع أيام السنة منبراً نحترم فيه المرأة ونقدر جهودها ونكرمها بما يليق بها بحسب ما نصت به شريعتنا الإسلامية ، فالتحية للمرأة السودانية خاصة تلك التي وقفت بجانب زوجها تعينه على كسر جدار الظروف ذو البنية المتحجرة وقاسمته آلامه وأفراحه ولم يكن أمامها إلا خيار الصبر على المعاناة، فصنعت ما تستطيع من الصناعات البدائية إما من الفخار أومن زعف النخيل وقد أوهنت المشفاة نور بصرها ثم ذهبت بمنتجها الى السوق لتسويقه والشمس بأشعتها اللاسعة تتابعها في غدوها ورواحها وقد جفت شفاهها من اللعاب وتسربت ذرات الثرى بلا حياء الى فوهها فملأته وكلما ابتلعت ريقها أحست بطعم التراب على فوهها بدلاً أن تتذوق نكهة العلكة (اللبان) وتقلبها في فوهها تارة تحت الأضراس وأخرى تسطحها أمام الثنايا ثم تنفخ فيها .. معاذ الله أن يكون اللبان من نصيبهن .. كيف لا وهن المذكورات أعلاه الذي ينقضى يومهن بين انتاج أو تسويق .. فلم يستسلمن لكلابيب الفقر رغم ضعف بنيتهن وقوة تحملهن. كانت تلك إمرأة الأمس التي رسمت في خدودها علامات القبلية أما خطوط عرضية أو طولية أو تلك التي سلمت من هذا. أما امرأة اليوم فلم تسلم من منابر المعاناة رغم بزوغ فجر التكنولوجيا وما كان على ركابها، وبلا شك فقد خففت عليها بعض الجهد في مواطن كثيرة، وبكل جدارة وأحقية امتطت على صهوات التكنولوجيا ذو المنافع التي لا تحصى بكل جدارة وأحقية واتخذت منها آلية لتساعد في بناء الأمة وهي تحافظ على خصوصيتها وأنوثتها لأنها جديرة بموازنة الأمور، أليس هذا كله جدير بأن نجعلنا نحترم المرأة ؟؟ عزيزتى المرأة .. لا تغرنك الشعارات التي تدعوا إلى تحرير المرأة، ومعاذ الله أن تشهق نفوسنا بأنفاس التمنى عندما تنظر الى أحوال المرأة الغربية.. كلا .. بل نفتخر بأننا ننتمى الى لواء الإسلام الذي جعل المرأة هي الدرة المصونة وكفل لها حقوقها، ومن وصايا نبينا عليه الصلاة والسلام قبل موته (أوصيكم بالنساء خيراً).. وحسبنا أن نتخذ من مواقفه صلى الله عليه وسلم دستوراً ومنهاجاً نموذجياً حتى نحترف فن التعامل مع المرأة كي نفوز ببناء أسرة سعيدة ومجتمع مسلم..طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]