ضريبة الحُب والهيام للأعوام المنصرمة

ضريبة الحُب والهيام للأعوام المنصرمة
من العيب بمكان أن تبُوح بحبك تجاه فتاة ما!! هكذا نصت القوانين العُرفية في الريف في زمن سابق، لذا تحملت أسوار المدارس وجُدُر الفصول ذلك العبء فأبت نفسها إلا أن تصمد لتكون ساحة لشخبطاتنا ورسوماتنا الغراميه وغيرها.. رسمنا على الجدران ثم كتبنا بداخل رسْمِنا وعبّرنا عمّا يجُوش في خاطِرنا ويسيطر على لحظات سكوننا وقد تناسينا أن هذه الفصول رُمْمتَ على أكتاف الغلابة من مجلس الآباء بعُصارة كدِّهم وعنائهم.. غير أن ذلك لم يكن لها شفيع مما يبعثر سكونها فقد آل إليها كل من أرّقتْ المحبوبة مضجعه وآنست الليالي وحشته، ليعبّر عن خواطره علّها أن تغيض آلامه الغرامية، فيرسم ما شاء من أشكال القلوب التي يشُقها سهمٌ مُتلهِب ويقسمها نصفين كل نصف به حرف يحمل في خُطوطِه عِظم الحب الذي يعتصِر قلبه وكأن هذه الحوائط تحتضِن شهداء الحب وضحاياه وليس مؤسسة تعليمية. وكذا لم تقتصِر تلك الحوائِط على خواطر اللذين طرقت المراهقة أبوابهم وهم على أعتاب الثانوية بل تجاوزتها إلى رسومات البصات السفرية (السجانة ـ القولد ـ دنقلا) ومن ورائها شخيط مزدوج يدل على أثر محاورها فقد كانت حُلم الصبا في الثُمن الأخير من القرن الماضي، وغيرها من الخواطر والآمال التي تحمّلت عبئها حوائط الفصول وأسوار المدارس. ومما سبق نجد أن أحلامنا كانت تسبح في فلك محدود، فحاشا لآمالنا وطموحاتنا أن تكون متهورة لتحلم بالشاهقات من المبانى أو بمجموعة شركات مرابية، لذا سَلِمت الحوائط من رسومات أخرى.. كل ذلك كان يُشوه المظهر العام للمدرسة غير أنها لم تستاء لذلك بل نظرت إلى هذه الشخبطة بنظرة الأم التي يتبول عليها طفلها وتقابل ذلك بنظرات تختبئ بداخلها بسمات تنبئك عن آمال عميقة معقودةٌ على طلابها. عزيزي .. اسعد نفسك .. فقد مُنحت الصفح والغفران من قِبل مدرستك عما بدر منك بحقها، ولكن!! ماذا قدمت لهذه المدرسة التي زرعت فيك نواة العلم؟ إنها تطالبك بضريبة مستحقه قيمتها على قدر استطاعتك حتى ولو تهديها شعاراً تتجسد فيه روح الشكر والعرفان أو بتقديم إحدى الوسائل التعليمية من مُجسمات وغيرها مما يساعد في توصيل المعلومة للطالب فهي متوفرة بالمكتبات وأسعارها في متناول اليد، وهذا بداخله أمة من الدلائل والمعاني وخطوة لتطويع أياديك على رد الجمائل..

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]

Exit mobile version