ظل السودان منذ توقيع اتفاقية نيفاشا يدفع بعملية السلام الوطني من أجل وحدة الشعبين الشمالي والجنوبي أملاً- قبل وحدة الأرض، وحرصاً منه على وقف كل ما من شأنه أن يعيد القضية إلى المربع الأول- قبل الوساطات والمبادرات لتقريب وجهات النظر لإيجاد الحلول العاجلة، لقضايا ظلت عالقة بعد انفصال دولة الجنوب، وبالنفس الطويل والحكمة استطاع أن يدير كل المفاوضات حول هذا الشأن في اديس ابابا برعاية الاتحاد الافريقي.
واقع الحال يفرض ولو حفاظاً على الأمن والسلام الذي تحقق في دارفور وجنوب كردفان، ينبغي من الخرطوم أخذ الحيطة والحذر بشكل أكبر مما كان عليه سابقاً، بالرغم من محاولات رفع مستوى الثقة الذي كانت الخرطوم تتعامل به مع جارتها جوبا.. وما حصل في الأيام الفائتة دليل قاطع على أن اللعبة السياسية تحتاج إلى وجود فريقين أحدهما يتعامل مع دولة الجنوب بلغة دبلوماسية، والآخر بلغة واقعية.. الآن أحياناً اللغة الدبلوماسية تكون بعيدة عن مشاهد الواقع، وكيفية التعامل معه، واقتضى الأمر في العلاقات الدولية وضع وتوضيح المصالح التي يمكن أن تتحقق مع الطرف الآخر، وبأي أسلوب أفضل دون خلاف أو مواجهة أحياناً.
إذا كان الساسة مشغولين بقضايا المفاوضات والحوارات، بلغة متعارف عليها طابعها المرونة، وكان الجيش مستيقظاً لحماية الحدود ومستفيداً بقوة من محاولات كسلا وأم درمان البائسة من قبل الحركة الشعبية وحركة العدل والمساواة، اذاً ما هو المطلوب من الأحزاب والمجتمعات المدنية في ظل تحديات أمنية اقتصادية تواجه السودان، واستهداف واضح لا يحتاج إلى كثير تفسير، ونصوغ هذا الحديث من منطلق الحفظ على سودان موحد أرضاً وشعباً من كيد الأعداء، ولنعلم جيداً أننا إن لم نقف صفاً واحداً وبقوة مع قائد الأمة ورئيسها، فلا مكانة للندم بعدها، وكلٌ يسأل نفسه ماذا قدمت لهذا الوطن الذي يراد له الانقسام والخذلان.. المطلوب أن تؤجل كل الأحزاب برامجها وعملها، وتشمر سواعدها، وتدفع بشبابها للذود عن السودان، وأن تقوم المجتمعات المدنية والنقابية بعقد الندوات والمنتديات للحديث عن قيم الوحدة والسلام، والتضامن الوطني، وعن كيفية توحيد النسيج الاجتماعي، وإبراز معاني التضحية والاستبسال، دفاعاً عن العرض والأرض معاً.. رحم الله الشيخ ونسي حينما كان يبتدر خطبة الجمعة بمسجد جامعة افريقيا العالمية قائلاً: ثلاث لا تهاون فيها «الله.. الوطن.. العِرض»، ومن هذا المنطلق نذكر شباب السودان حماة العقيدة بوضع السودان نصب العين، ثم التفكير في المستقبل من زواج ووظيفة، وإن لم نحافظ على الأمن والاستقرار فلا زواج ولا وظيفة ولا سعد بأي حال، في ظل وطن مستهدف من أقرب الأعداء- إن صح التعبير-
ختاماً..إلى كل أم أعدت الرجال أن تدفع بهم إلى الأمام، مرددة بأن أرواحهم فداء لهذا الوطن الأبي..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]