يا ناس .. لكل مقام مقاس ولباس

[ALIGN=CENTER]يا ناس .. لكل مقام مقاس ولباس ![/ALIGN] في نهاية الاسبوع الماضي خرجنا بحثا عن متنفس لطاقة العيال الزائدة، ومحاولة اعطائهم فرصة لتبديدها بشيء من لعب الكرة والسك سك، علي الاقل حتى لا (يقلعوا صمغة دماغنا) بالجري والتنطيط وسط غرف البيت .. تخيرنا احدي المنتزهات العامة الجديدة وحطينا فيها الرحال وجلسنا لنراقب فعايل الـ (فكوهم وطاروا)، ولكن سرعان ما جذب رادار الشمار عندي، وصول حافلة ركاب ممتلئة بمجموعة من الصبايات وبعض الشباب .. يبدوا انهم يحتفلوا بعيد ميلاد احداهن .. تخيروا لمجلسهم مكانا بالقرب منا مما اتاح لي فرصة تأمل ما ترتديه الفتيات وطريقة تصرفهن على السجية المشوبة بشيء من التكلف وادعاء الرقة بسبب وجود الشباب معهن، وإن احتار شاويشي في طريقة توزيع الثنائيات فـ الاولاد ثلاثة والبنات عشرة .. شيء عجيب دي يوزعوها كيف؟!!
من بين الفتيات لفتت انتباهي واحدة منهن كانت ترتدي رغم – امتلاء جسدها – بطلون جينز ضيق مع (تونك) من الاسترتش الحريري مطرز بـ (السكسك) و(الترتر)، فكان يلمع ويتلاصف في عتمة الحديقة وتنعكس منه الانوار مع كل حركة من حركات الصبية .. ظللت اتابع لبعض الوقت حركتها مع المجموعة، من الحافلة للمجلس لانزال مستلزمات الرحلة .. فلاحظت انها كانت تحاول أن (تجر) التونك من الخلف للاسفل لتغطي به على ضيق البنطلون بين الفينة والأخرى .. بل أنها خلال الدقائق التي سبقت استقرارهم جلوسا على الارض قد قامت بشد التونك للاسفل اكثر من عشرة مرات!
دفعني احساس الصبية بعدم الراحة والثقة في نفسها، للتأمل في فهمنا نحن الحريم عن الموضة والاناقة، فمن المعلوم لدى المختصين بشئون الازياء أن هناك فرقا شاسعا بين متابعة الموضة والاناقة .. فالمتابعة العمياء لآخر صيحات الموضة قد لا تتوافق مع معايير الاناقة، ببساطة لان هذا الموضة قد لا تتناسب مع تقاسيم جسد المرأة وبنيته من طول وقصر ونحافة وسمنة .. وبالتالي فإن تعريف المرأة الانيقة يكون هي من تستطيع ان توفق بين مؤهلاتها الجسمانية وبين ما يناسبها من (لبس) ولو جانب ذلك اللبس صيحات الموضة .. وهذا بالضبط ما لا توفق فيه للاسف الكثير من الشابات المندفعات وراء تقليعات الموضة بدون أي اعتبار لتناسب تلك الموضة معهن.
كذلك فان عجز الكثيرات منّا في التوفيق بين لبس اللباس المناسب في المكان المناسب، قد دفعني لمحاولة رفع شعار (يا ناس .. لكل مقام مقاس ولباس)، فكثيرا ما تعكّر النساء صفو الذوق العام بـ (طبظات) وشتارة اللباس وعدم تناسبه مع المناسبة الملبوس لها .. فليس من المستغرب ان رأينا احداهن (تقدل في نص السوق العربي .. في نصت نهار بتوب شفون يرقش مع الشمس)، ولن يلفت نظرنا بالضرورة كعوجة البعض بـ مسمارالكعب العالي أثناء جريهن وراء الحافلات .. ببساطة لان الامر صار عادي بالذبادي .. هو الناس لاقية تاكل عشان تفكر في تلبس كيف؟
رغم ذلك لابد من ان تنتبه فتياتنا ونساءنا، وتفكر في اللبس الذي يناسبها ويجعلها تشعر بالراحة في الحركة والتلقائية والبساطة في التصرف .. فملابس السهرة في (بيت عرس) يجب ان تختلف تماما عن الملابس التي يمكن ان نرتديها في مناسبة عامة كحفل تكريم أو وداع مسئول أو استقبال مدير جديد مثلا .. كذلك فان اللبس العملي الذي يصلح في النهار للجامعة والعمل، يختلف تماما عن لبس الزيارات الاجتماعية في المساء وعن لبس الرحلات .. ففي الرحلات للحدائق وغيرها من الاماكن الترفيهية، يجب ان تلبس الفتيات الملابس البسيطة غير المتكلفة والمريحة في نفس الوقت بحيث تتيح لهن فرصة الحركة أو الجلوس على الارض دون حرج أو (عُقد) .. كذلك من ناحية فهم الجزمة البحت فلا يعقل أن تركب احداهن اسانسير الكعب العالي وتخرج لـ سك المواصلات .. فركوب المواصلات يحتاج لـ (الشباطة) و(الجزم الزحافي) ده لو ما قلنا (الاديدس) عديل .. أما الكعب العالي فلا يصلح إلا لركوب الصعب على شاكلة (ليلى علوي) وغيرها من الفارهات .. وبالعدم فهو يصلح لركوب التاكسي والهايس، أما لركوب الحافلات فلا وألف لا.
دفعت بتلك التداعيات لخاطري مكالمة تلفونية من مذيعة الاذاعة الرياضية الظريفة (داليا)، فقد اتصلت لتعبرعن اختلافها معي في الرأي حول لون فستان سيدة امريكيا الاولى الجديدة (ميشيل)، بطريقة لطيفة ومحببة ادخلتها لقلبي دون استئذان .. أما الفستان الاسود الذي اقام بيوت الازياء العالمية ولم يقعدها بعد، فـ ده موضوع ممكن نجيهو راجعين تاني .. وامكن لا .. علي كيفي !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version