قوى الإجماع الوطني.. ماذا بعد المائة يوم

[JUSTIFY] يصف غالبية المواطنين عقب انقضاء الفترة الزمنية لخطة المعارضة مائة يوم لاسقاط النظام بالدور الضعيف وان اصواتها عالية تصنع جعجعة بدون طحين.
وقال عدد من المواطنين الذين استنطقتهم «الصحافة» امس بعد مرور اكثر من مائة يوم علي خطة المعارضة التي عكفت علي تنفيذها منذ مطلع يونيو المنصرم لتعبئة الشعب ضد الحكومة وتغييره قال المواطنون بينهم محمد ،علاء ، علي وأحمد ان رؤس الاحزاب السياسية المعارضة ظلت تسجل غيابا تاما خاصة في ساحات المظاهرات التي تدعو لها لمناهضة القضايا التي تمس عصب المواطن ، وهو غياب ليس وليد اللحظة بل يعود الي سنوات مضت قبل وبعد الانفصال حسبما يشيرون ويستدلون ماخطته يد سكرتير الحزب الشيوعي الراحل محمد ابراهيم نقد علي كرتونة «حضرنا ولم نجدكم » في ميدان ابو جنزير وسط العاصمة القومية هو المكان الذي اختارته المعارضة السودانية مسرحاً لمسيرتها السلمية لمناصرة الثورات العربية في كل من مصر وتونس .
اكملت الخطة ايامها المعدودة لكن المعارضة تسوق مبررات منها صعوبة العمل في شهر رمضان ووجدت كثيرا من المضايقات والعراقيل من النظام وتسببت في اعاقتهم عن العمل مجرد سؤال حول ماهي الانجازات التي حققتها حتي اليوم الخطة؟ مع هذا يعودون بالاجابة انها حققت الاغراض المطلوبة في تعبئة الجماهير وتؤكد انها تمضي قدما في عمليات التنشيط لتعارض بقوة ومنطق .
ومثلما هو حال المواطن غير الراضي تماما عن مواقف المعارضة فقد شهدت الساحة السياسية في الفترات الاخيرة سجالا داخل منظومة التحالف وبرز تيار لم يكن راضيا هو الاخر عن ادائهم حتي ان رئيسة حركة حق هالة عبدالحليم ناحت ونعت المعارضة واعتبرتها مثالا للعجز والفشل في تقديم قيادات ملهمة للشعب كما ان رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ اشار الي ان قوى الإجماع تحتاج الي وقفة جادة وتقييم اداء حتي تتمكن من اسقاط النظام .
قبل كل ذلك ومنذ اعلان الخطة سارع زعيم حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي قلب الطاولة رأسا علي عقب وهو يعلن علي الملأ تبرؤة من الخطة مما اربك حسابات منظومة التحالف وجعلها متململة من الرجل حتي اليوم ورغما عن العلاقات المتوترة للقيادات السياسية البائنة مع الرجل وكتمها لاعلان مواقفها منه الا انها ظلت تطالع الرأي العام من حين الي اخر معلنة انضواء حزب الامة القومي تحت لواء منظومة المعارضة ويشارك في خططها ، لكن المهدي برر خطوة نفض يده من الخطة باعتبار ان الخطوة تنم عن عدم وعي سياسي لجهة ان الطرف الثاني والمقصود سيجد الفرصة كاملة للاستعداد والتصدي لهم.
الخطة في حد ذاتها كشفها المؤتمر الوطني الحزب الحاكم قبل ان تعلن عنها المعارضة وقلل من تأثيرها وانها قديمة دبرت في بعض عواصم الدول الاوربية وقال «لا جديد فيها ولا جدوى منها» بينما قوى التحالف المعارض ووفقا لناطقها الرسمي كمال عمر عبد السلام كان قد اوضح لـ«الصحافة » في حينها قبل منتصف يونيو انهم شرعوا في تنفيذ الخطة ومكث عليها اربعة ايام ، مبينا انهم لايريدون صدام الانقاذ وانما هو عمل سياسي لتحقيق اهداف منشودة عبر خطة محكمة لمواجهة مشكلات البلاد والعباد ووضع حلول عاجلة تمس حياة المواطن بصورة مباشرة.
وبحسب المصادر فان المعارضة الان اصبحت في مفترق طرق وليس بينهما أي تنسيق لخطوات مستقبلية وانما تحاول استغلال الظروف المواتية لصالحها ان حدث انقلاب شعبي ضد النظام او في حالة ان تغير الحكومة سياساتها لصالح المواطن.
بعض المصادر اشارت الي قرار سكرتارية قوى الإجماع الوطني حل اللجنة العليا لحملة المائة يوم والزام اخرين مثل فاروق ابو عيسى بالظهور اعلاميا، بينما تؤكد مصادر اخري ان البعض حاول تحجيم الناطق الرسمي كمال عمر عن الظهور للتحدث في اجهزة الاعلام وتأتي الخطوة من دوافع الغيرة حسبما
يشير الناطق الرسمي للمعارضة كمال عمر عبدالسلام ان المعارضة تعكف علي تنفيذ خطط ما بعد المائة يوم وتعمل علي تنشيط هياكلها السابقة وتختبرها ، فضلا عن قيامها بالتعبئة لتعارض بقوة ومنطق، وقال عمر ان حزبا سياسيا لم يسمه مات قلبه لكن مناسيبه وبقية هياكلهم مع المعارضة ، لكن القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي يقلل من شأن المعارضة في انها محلولة ومفككة وقال انها كما الذي يزرع البذور في الهواء او كما يحرس في البحر . وزاد لاتوجد معارضة او مائة يوم ،ويري ان المعارضة داخلة في مرحلة اللاوعي وان كل حديثها تذروه الرياح ، بيد ان الناطق الرسمي كمال عمر يري ان المعارضة استطاعت تحقيق كثير من تطلعاتها وتوحيد الخطاب ورغما عن محاولات التشويش استطاعت ان تمضي بصورة اقوى . واظهر عمر تحديات قال انها قادمة وان المعارضة سوف تلبي تطلعات الناس من التصرفات الخرقاء علي حد تعبيره، كما انها اصبحت علي قلب رجل وامرأة واحدة وان الحكومة اصبحت تخشي المعارضة.
من ناحيته يري المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر ان معارضة الانقاذ اعتراها الخلل وتواجه صعوبات كما انها محاصرة بالنظام نفسه وانه لايمكن ان يقول ان المعارضة استسلمت وفقا للظروف العارضة التي تعترض طريقها ، معتبرا ان خطة المائة يوم نبهت الي وجود معارضة، ويري ان الانقاذ لايمكن ان تستمر بهذا الوضع باي حال من الاحوال وهي ظروف لن تخدم المواطن واذا كانت المعارضة لم تفعل شيئا فان المواطن بامكانه ان يفعل اشياء. وتساءل خاطر هل الحكومة ذاهبة في اتجاه رفاهية المجتمع السوداني ام في رفاهيتها ومن ينتمون اليها؟ ورأى انه سيأتي يوم من الايام و يحدث صدام بين المواطن والحكومة متمنيا ان يعدل النظام سلوكه ويبتعد عن استفزاز المعارضة والمواطن.

تقرير :فاطمة رابح: صحيفة الصحافة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version