وقد أقر مجلس الوزراء في جلسته أمس برئاسة الرئيس “عمر البشير” البرنامج الإصلاحي الاقتصادي، كما أصدر الرئيس توجيهاً بتقديم دعم خاص لولاية الخرطوم يخصص لقطاع المواصلات لتخفيف حدة الأزمة فيها.
{ وقد استجاب قطاع النقل والمواصلات بولاية الخرطوم أمس سريعاً لزيادة أسعار المحروقات بإصدار تعرفة جديدة لخطوط النقل الداخلي في المدن الثلاث. وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من زيادة تعرفة المواصلات، فيما أشار سائقو حافلات إلى أن الزيادة التي أقرتها غرفة النقل – بين (20% إلى 25%) – غير كافية مقارنة مع الزيادة الكبيرة في أسعار الوقود، وطالبوا بتعديلها.
{ وكان وزير المالية والاقتصاد الوطني “علي محمود” قد أعلن عن ارتفاع سعر البنزين من (12,5) للجالون إلى (21) جنيهاً، فيما بلغ سعر جالون الجازولين (14) جنيهاً بزيادة (6) جنيهات عن السعر السابق، وارتفع سعر (أبنوبة الغاز) إلى (25) جنيهاً بدلاً عن (15) جنيهاً.
{ وأفاد مصدر بالإدارة العامة للنقل والبترول (المجهر) بأن الزيادات على التعرفة طبقت ابتداءً من يوم أمس بنسبة (20%) حسب الخطوط، وأكد أن هنالك زيادات في التراخيص التجارية بالنسبة لمركبات (الهايس) بحوالي جنيه إلى جنيهين حسب طول مسافة الخط.
{ ورصدت (المجهر) احتجاجات من بعض سائقي الحافلات على عدم التوازن بين زيادتي الوقود والتعرفة، وقال السائق “طارق عبد الرحمن” (يعمل بخط بحري – الميناء البري): إن التعرفة الجديدة لا فائدة كبيرة منها، لأن سعر الوقود ارتفع بنسبة كبيرة، وأنا أحتاج من (8) إلى (10) جالونات خلال اليوم لتشغيل مركبتي، يعادل الفرق فيها (140) جنيهاً.
{ فيما بدا الاستياء واضحاً على أصحاب (التاكسي)، وقال السائق “حاتم علي حسن” – الذي استطلعته (المجهر) وهو يقوم بإصلاح عطب بعربته: إن الحكومة بسياستها حمّلت أصحاب المركبات عبئاً، ونحن بدورنا سنحمّله للمواطن. وأضاف “حاتم”: (بعد هذه الزيادة سيصبح الشغل غير مغطي، لكننا مجبورين على هذا العمل لسد احتياجات طلاب المدارس).. وأضاف قائلاً: (دايرة صبر)!!
{ وقال سائق (تاكسي) آخر – رفض ذكر اسمه ووافق على التقاط صوره له – إنه ظل منتظراً لست ساعات دون أن يقترب منه (زبون)، وأضاف: خلال اليوم استهلكت جالوني بنزين بسعر (42) جنيهاً بدلاً عن (24) بالأمس، وبالتالي ضاعفت قيمة المشوار من بحري إلى الخرطوم من (15) جنيهاً إلى (30) جنيهاً بسبب تأثير رفع الدعم عن المحروقات على عملنا).
{ وتوقع “أمير آدم إبراهيم” (موظف بمكتب سفريات بالميناء البري بالخرطوم)، تراجع أعداد المسافرين من وإلى الولايات في حال تمت زيادة أسعار التذاكر بنسبة كبيرة هذه المرة، وقال إن أوضاع المواطنين الاقتصادية أصبحت لا تحتمل مزيداً من الزيادات خاصة في أسعار التذاكر، مشيراً إلى أن أعداد المسافرين قلت كثيراً من السابق قبل رفع الدعم.
{ ويبدو أن حمى الزيادات في الأسعار طالت كل السلع والخدمات، ويقول “خليفة حماد” (عامل درداقة بالسوق) إنه رفع من سعر النقل من جنيهين إلى ثلاث جنيهات تماشياً مع الجميع، وقال ساخراً: (أسعاري الجيدة بدأت منذ اليوم)!
{ وفي جولة (المجهر) بأسواق ولاية الخرطوم أكد التجار عدم وجود أية زيادة في أسعار السلع الاستهلاكية، لكنهم توقعوا ذلك في الأسبوع القادم بنسبة قد تصل إلى (30%) لجهة ارتفاع تكاليف النقل.
وقال الشاب “حذيفة عثمان النور” في حديث مقتضب: (بعض المواصلات الفرعية زادت التعرفة 50%، ومشاوير الركشات زادت بنسبة 70% إلى 100% والمواطن مغلوب على أمره وربنا يستر)!
وأعرب المواطن “الجزولي محمد” عن خشيته من عدم تأثير المعالجات الاقتصادية للحكومة إيجابياً على الاقتصاد، وقال إن التجار بالأسواق استبقوا القرار بارتفاع كبير في أسعار السلع. وقال: نحن نتمنى أن تسد وتعوض فروقات الموازنة. وعن الزيادة في تذاكر المواصلات قال “الجزولي”: إنها ليست بالكبيرة حيث لم تتجاوز (20) إلى (30) قرشاً ونتطلع أن توجه هذه الزيادات لرفع الإنتاجية ودعم القطاع الزراعي.
{ وحصلت (المجهر) على نسخة من التعرفة الجديدة لمجموعة خطوط مدينة الخرطوم بحري من أحد (الكماسرة)، وبينت ارتفاعاً نسبياً في قسيمة تذكرة الحافلات، حيث ارتفعت تعرفة مواصلات (الكدرو ـ الدروشاب الخرطوم) من جنيه ونصف إلى جنيهين، و(الشعبية الخرطوم) بواقع قرشين، و(بحري – السامراب) بواقع جنيه وسبعة قروش، و(بحري ـ الحلفايا) بواقع جنيه وثلاثة قروش.
{ ورصدت (المجهر) حالة ازدحام وتكدس للمواطنين بالمواقف مساء أمس بالخرطوم، في انتظار المواصلات، واضطر البعض إلى استقلال سيارات (الأمجاد) كـ( طرحة) لندرة المواصلات، وكانت بواقع (5) جنيهات من محطة الشهداء بأم درمان إلى الخرطوم. وقال سائق الأمجاد “وائل حسن” إنه أضاف زيادة (10) جنيهات في المشاوير داخل الخرطوم.
{ وفي السياق، أكد الأمين العام لغرفة البصات السفرية “فيصل عثمان” أن التعرفة الجديدة لم تصلهم بعد لحافلات السفريات والبصات السياحية، وتوقع زيادة خلال الأيام القادمة.[/JUSTIFY]
الخرطوم – سيف جامع – نجدة بشارة
صحيفة المجهر السياسي