كما أنني قبل الكتابة أريد أن أناشد السيد رئيس الجمهورية بعدم السفر إلى نيويورك ليس بسبب أن الأمريكان أو غيرهم ربما يخططون للتواطؤ ضد السودان ممثلاً في رمزه وسيادته ولكن لسبب موضوعي وجوهري وهو أن هذا التردد والتماطل في منح التأشيرة فيه مقدار من الإهانة للسودان وللرئاسة السودانية.
أولاً: ليس من حق أي متحدث باسم واشنطون أن يدعو رئيس أي دولة للتنازل من حقه وواجبه الدستوري في تمثيل المتبعة للسفر.
على سبيل المثال لو كانت أمريكا قد قررت عدم منح التأشيرة فإن هنالك واجبات أخرى تنتظر الرئيس ومنها رحلة إلى دارفور أو زيارة تفقدية لسير العمل في مشاريع التنمية .. ستيت وأعالي عطبرة أو التعدين في بربر أو…
كيف يمكن أن يعرف الآن؟ أليس هذا إضاعة لحقي كمواطن في دولة ورئيس يقوم بأعبائه كاملة؟.
هل يمكن أن يسافر الرئيس مثلاً يوم الثلاثاء داخل السودان ثم يسافر الأربعاء ليدرك نيويورك الخميس صباحاً وهو مرهق فيلقي خطابه وعليه أثر السفر؟.
دعكم من الرئيس أو بقية المسئولين، أنا شخصياً تأخرت لي تأشيرة من قبل مما أدي إلى تعديل تذكرة السفر ودخلت في المؤتمر من المطار مباشرة ولم يكن هنالك فاصل سوى وضع الحقائب في الغرفة والاستحمام وشرب كوب نسكافيه بالحليب.
وفوراً دونت احتجاجي وسلمته لإدارة المؤتمر وطلبت تأجيل مداخلتي من ورقة إلى أخرى لأنني لا يمكن أن أعمل في يوم السفر وبعد نقاش تم لي ما أريد وأعتقد أن الشكوى أحيلت للإعلام الخارجي ثم للخارجية لأنني التقيت سفير الدولة المعنية في الخرطوم فسلم علي باسمي ثلاثياً .. وأنا متأكد أن السفراء أو المسؤلين الذين يعرفونني عبر الإعلام يعرفون الأم الأول واسم العائلة فقط الاسم الكامل أوحي لي بأن الرجل تم تنبيهه للخطأ لأنه قرر بالإنابة عن شخصي أنني لا أحتاج ليوم قبل المؤتمر وقرر أنني أستحق دخول بلاده وكأنني ماكينة أو طرد نم ضمن مرفقات المؤتمر.
كأنني مجرد قنينة مياه توضع على الطاولة جوار رئيس الجلية، يمكن شرؤاها صباح المؤتمر.
هذه ((الجهجهة)) وحدها إهانة كافية تستحق إلغاء الرحلة واستدعاء القائم بالإعمال والاحتجاج له وتقديم شكوى للأمم المتحدة وتحميل أمريكا مسئولية غياب الرئيس من القمة.
ويمكن أن تتبني هذه الشكوى الكتلة الأفريقية بالأمم المتحدة.
كما يمكن ضم هذه الشكوى إلى عشرات الشكاوي والمطالبة بنقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك إلى أي مكان في العالم أو انعقاد الجمعية العامة المقبلة في أفريقيا لتثبيت الحق والاحتجاج.
مجرد وجود مقترحات من هذا القبيل سيؤدي إلى جدل حقيقي بغرض إلجام هذه الغطرسة والبلطجة الأمريكية … مجرد وجود هذه الأفكار في الصحف والمقالات له أثر كبير.
لا يوجد رئيس في الدنيا نسمع بأخبار طلبه للفيزا من سفيرة في الأمم المتحدة تدين طلبه للفيزا. هذه إهانة غير مقبولة.
صحيفة السوداني
مكي المغربي