> .. والأستاذ حسين خوجلي وطرفة من نكات الأطفال كلهم يقود الحديث إلى ما وراء الحديث
> وفي الحكاية الطفولية .. أحدهم يملك مزماراً سحرياً.. ينفخ فيه فترقد الأسود تحت قدميه..
.. ويلقى أسداً.. ويشرع في نفخ المزمار.. لكن الأسد يظل يمشي نحوه
> وقردان على شجرة أحدهما يضحك
> والأسد يضرب المزمار ويقتله
> والقرد الضاحك يقول للآخر
: ما قلت ليك الأسد الأطرش رايح يكتلو!!
> والدولة الآن تنفخ مزمارها والأسد يمشي نحوها
> والأستاذ حسين خوجلي في لقاء وزير المالية يوجز بعضاً من المشهد وهو يقول للحضور
: خطة الإصلاح هذه.. نرفضها ولو جاءت مبرأة من كل عيب.
(2)
> ووزير المالية يحدث لأسبوعين ويسكب الأرقام
> والبشير يحدث ويسكب الحروف
> والناس يرفضون أرقام وزير المالية.. لأن «المصدر» مرفوض في ذاته
> والناس يرتبكون عند حديث البشير وهم يتخبطون بين مصدر مقبول وحديث مرفوض.
> ومصير قائم عند الرفض (قفزاً) .. ومصير مؤلم عند القبول قفزاً..
(3)
> والناس كان لهم حديث
>.. وحديث البدائل (الحبل) الذي يتعلق به الناس يذهب إلى انفلات حبال كثيرة
ـ والدولة تقول لا بدائل
قالوا: مصانع السكر تكسب من الإيثانول أضعاف مكسبها من السكر
> والبرازيل = تقيم مائة وثلاثين مصنعاً للإيثانول =
>.. والإيثانول الذي يخلط النفط الآن بنسبة 40% يتجه ليصبح هو (نفط) العالم الأول
> والإيثانول نموذج لألف آخر..
> قالوا وقالوا..
> قالوا إثيوبيا التي ترتبط مع السودان بشريان تجاري ينقل العافية السياسية والاقتصادية تتجه جراراتها الآن الى جيبوتي .. بعد أن أصبحت الجرارات = في طريقها إلى بورتسودان تعيد مشهداً في مسرحية سودانية
> في المسرحية .. السائح الأجنبي الذي يدخل على ملك السودان يقول له
: أما يا مولاي بلدكم دي كبيرة بشكل.. تصور.. دخلت السودان بي قطر.. ما وصلتك إلا بالصامولة دي
> وشاحنات إثيوبيا تجد من الضرائب التي تفرضها المحليات في كل متر مايجعلها تصل إلى بورتسودان بصامولة
> وإثيوبيا تتحول إلى جيبوتي..
> والرئيس يحدث عن استحالة ضريبة الحدود
قالوا: لو أن الدولة تضع موظفاً (نظيفاً) في كل (منبع) للمال .. لما كانت هناك حاجة لحراسة الحدود
قالوا.. لو أن الدولة تجمع كل الرسوم في (أورنيك) واحد لاختفى كل الخراب
> قالوا.. قالوا
(4)
> قالوا إن كلمة واحدة هي ما يوجز كل شيء الآن.. في العالم.. وفي السودان
> الإرهاق
> ..وفي الدائرة الكبيرة قالوا
> هذه الأيام هي ذكرى صابرا وشاتيلا.. الثلاثين.. وهذه الأيام هذ ذكرى أوسلو العشرين
> وهذه هي ذكرى نيفاشا السابعة.. و…
> لكن الناس يتجاهلون كل هذا لأنهم أرهقوا
> وصناعة (الإرهاق) التي تنطلق الآن وتدير المشهد في سوريا هي ما يدير كل شيء في العالم العربي كله
ـ وفي اليمن الاقتصاد يغوض إلى درجة قاتلة.. ورجل واحد اسمه (فرج بن عاني) ينقذ الاقتصاد كله
> والبنك الدولي يظل يطالب بإبعاده..
> والحكومة هناك تبعده بعد أن أرهقها الإرهاق
> واليمن عادت إلى الهاوية
> .. في الحرب.. في الاقتصاد.. في خراب المجتمعات.. في كل شيء .. ما يقود الأمر الآن هو صناعة الإرهاق.
> الصناعة التي تدار بدقة من الخارج
> .. قالوا: السودان الآن وتحت الارهاق يصل إلى خطة تشبه خطة العبقري اليمني
> وتحمل المزمار المسحور
> لكن هل الدولة «متأكدة» أن الأسد ليس (أطرشاً)؟.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]