ندلف مباشرة لسياسة وزير الصحة ولاية الخرطوم بروفيسير مأمون حميدة بنقل الخدمة للأطراف.. لماذا تجاوزت تلك الخدمة جبل أولياء وهي مدينة عريقة وكبيرة ولهذا السبب هي أولى بالخدمة من الخرطوم نفسها رغم أن المدينة تمتلك أعرق مستشفى هو مستشفى جبل أولياء الملكي ولكن كل التحسينات التي أُدخلت عليه لم تتجاوز «الحيطان» ولا أدري إن كان هناك اختصاصيون أم لا فكلما ذهبت لم أجد غير أطباء الامتياز بل حتى صالة انتظار المرضى خالية من الكراسي والموجودة «أحسن الوقوف من الجلوس عليها» وحسب علمي كانت هناك وحدة أسسها فاعل خير وأهداها لروح والدته المتوفاة لتكون وحدة لغسيل الكلى ولكن يبدو أنها استُخدمت في غير غرضها! أما مستشفى مدينة الأمل فحوله أكثر من علامة تعجب وأكثر من علامة استفهام، المستشفى كبير وفخم بكل ما تحمل الكلمات من معانٍ ولا بد أن الدولة خسرت المليارات في سبيل تشييده ولكنها ضنت عليه بالخدمة ومقدمو الخدمة خلا طبيبتي امتياز ومعمل متواضع و«موظف التذاكر» وآخرين لا يتجاوزون أصابع اليد! لماذا لم ينتبه حميدة لهذا المستشفى الكبير الذي باستطاعته استيعاب كل التخصصات الطبية وفي أعلى مستوياتها؟ لماذا يهاجر مرضى الفشل الكلوي مرتين في الأسبوع من جبل أولياء ليغسلوا السموم من أجسادهم؟ وقد يموت أحدهم في لحظة تشنج قبل أن يجد سيارة إسعاف تنقله للخرطوم! لماذا تموت النساء قبل أن يفرحن بمواليدهن؟ من يدفع ثمن روح خنساء البريئة؟ صحيح هذا قدرها ولكن لا نستطيع تجاوز الإهمال.. أين همتك وحماسك يا «ود أبوكساوي» اللذين بدأت بهما عند توليك مهامك كمعتمد وقد استبشرنا خيرا أن تولى أمر جبل أولياء أحد أبنائها «يحس بحسها»؟ نرجو ألا تخذلنا فيك..
صحيفة الإنتباهة
هويدا حمزة