«أبيى» .. البشير وسلفاكير .. ماذا سيفعلان ؟!

[JUSTIFY]تصريحات اعتبرها مراقبون ايجابية ودبلوماسية أطلقها نائب سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم كاونك مفير، قائلا «لا حاجة لوساطة بين الخرطوم وجوبا لحل مشكلة أبيي» المتنازع عليها بين البلدين ،وزاد مؤكدا بان الفرصة لا زالت متاحة للحل في اطار الحوار بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ،فيما اكد المبعوث الامريكي الجديد دونالد بوث خلال لقائه مؤخرا بجوبا رئيس دولة جنوب السودان ان الولايات المتحدة الامريكية ستدعم مبادئ مقترح لجنة الاتحاد الافريقية رفيعة المستوى الخاص باستفتاء ابيي وقال انه متفائل بالاجراءات التي اتخذها الرئيس كير حيال ابيي ، وكانت الحكومة السودانية قد رفضت بشدة أي تدخل للمبعوث الأميركي في قضية ابيي، ولوحت بعدم التعاون معه .

الا ان الاوضاع فى جوبا لم تسر على هوى الخرطوم ، ففى خطوة وصفها مراقبون بتكثيف الضغوط على المجتمع الدولى رفع متظاهرون فى جوبا الجمعة لافتات طالبت من خلالها زعماء العالم الموافقة بشكل عاجل على اقتراح اجراء الاستفتاء فى اكتوبر المقبل ،كموعد نهائي بشأن تقرير مصير أبيي ، وقالت بان لمشيخات دينكا نقوك الحق فى ان تقرر وتعلن من جانب واحد المستقبل السياسي لمنطقة أبيي ، وطالب المتظاهرون في عريضة سلموها للاتحاد الافريقي موجهة الى الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم و الأمن لوقف الحكومة السودانية ضخ النفط في المنطقة، الى حين الاتفاق على آليات لتقاسم عائدات النفط بصورة منصفة وعادلة لأجل التنمية المستدامة فى المنطقة ،وقال المتظاهرون ويبدو ان معظمهم من الشباب من زعامات دينكا نقوك التسع في المنطقة ، ومنظمات مختلفة للمجتمع المدني أبيي ،جمعيات الطلاب بجوبا واتحادات معلمين وجمعيات حقوقية وغيرها ، قالوا ان العرب البدو ولعلهم يقصدون بذلك قبيلة المسيرية انهم ليس لديهم أي حقوق قانونية ودستورية للشؤون السياسية في أبيي ، كما طالب المحتجون تكوين لجنة استفتاء أبيي سيما ترشيح الرئيس من قبل الاتحاد الافريقي على وجه السرعة .

الا ان المبعوث الأمريكى لم يذهب بعيدا عن هذا الاتجاه فعبر عن تفاؤله بقرار الرئيس سلفاكير «تأسيس ادارة انتقالية في أبيي»، وزاد نحن نود ان نرى حلا نهائيا وحاسما في توقيته سبتمبر 2013 الجارى فى أبيي كخطوة لاجراء الاستفتاء المقترح اجراؤه فى أكتوبرالمقبل ،بينما شدد نائب السفير على ان مصلحة البلدين تقتضى تجنب نشوب حرب بينهما وقال ان أطراف القضية اذا جلست، وتبنت جدولا زمنيا مقبولا ومحترما وقابلا للتنفيذ، فلن تكون هناك مشكلة في أبيي .

الحكومة السودانية من جانبها وجهت انتقادات حادة على لسان وزير الخارجية علي أحمد كرتي للمبعوث الأمريكى في اولى جلساته وتصريحاته المزعجة التى أطلقها كما وصفها مراقبون ، واتهمت الحكومة بالسعي الى فتح «باب من الجحيم بين السودان وجنوب السودان» بسبب قضية ابيي مضيفا ان المبعوث دونالد بوث غير مرحب به اذا كان يعتزم فتح ملف ابيي ، فيما لم تتوقف الحملة الشعبية بجوبا والتى يقودها أبناء وقيادات أبيى ، تروج لقيام استفتاء فى أبيى من طرف واحد لتحديد مصير منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان وتدعو الحملة لاستفتاء قبيلة دينكا نقوك من طرف واحد .

قيادات سياسية تقول فى حديثها لـ«الصحافة» ان الموقف السودانى بشأن قيام استفتاء أبيى واضح ولن يرضخ لتلك الممارسات التى يحاول المبعوث الأمريكى ودول الترويكا ممارستها وترى ذات القيادات ان المظاهرات التى اندلعت بجوبا ما هى الا تكملة لذات السيناريو الغربى وتلك الخطوات التى ظلت تبذلها مجموعة الخبراء المعروفة بـ«القابلات» التى عملت على ميلاد دولة جنوب السودان ، فيما حذرت قيادات ورموز وأعيان قبيلة المسيرية من التلاعب بالنار ،وقالت ان أبيى دونها المهج والارواح وهددت باشعال المنطقة حربا فى حالة اقصاء منتسبيها من حقوقهم الكاملة فى أبيى ، وقالت انها تحمل دول الترويكا وعلى رأسها أمريكا تبعات خطوة استفتاء أبيى فى اكتوبر ،او ان استفتاء لا يشمل قبيلة المسيرية ،بينما أبان رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة لأبيى «أجوك» الخير الفهيم المكى من جانبه ان موقف السودان من ذات مقترح الآلية الأفريقية الرفيعة حول استفتاء أبيى فى اكتوبر مرفوض ولم توقع عليه الدولة السودانية .

من جانبه ،قال رئيس دولة جنوب السودان ان الخلاف بينه ورئيس السودان البشير مصر على ضرورة تقديم تكوين المؤسسات المدنية بينما يرى سلفاكير الاولوية لتكوين آلية الاستفتاء ،بينما يقول رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة لأبيى «أجوك» الخير الفهيم المكى فى حديثه لـ«الصحافة» ان تكوين المؤسسات المدنية ضرورية ويجب ان تسبق اي عمل لتنظيم الحياة المدنية، موضحا فى ذات الوقت ان للاستفتاء آليات ومفوضية مشتركة توافق عليها الدولتان برئاسة الاتحاد الأفريقى ، وزاد الاستفتاء ذاته يجب ان يستند على الدستور السودانى لان أبيى سودانية ! ولها بنود فى صلب الدستور ، ويؤكد الفهيم بشدة ألا استفتاء لأبيى فى اكتوبر المقبل وفق المعطيات على واقع الأرض ، وحذر الفهيم من اي تفلتات وقال انها ستدخل المنطقة فى كارثة وستؤدى لانهيار العلاقة بين الدولتين ، الا ان الفهيم حمل دول الترويكا مسؤولية انهيار الاوضاع فى المنطقة .

اذا هل ستقدم جوبا على الانتحار وتكمل اجراء الاستفتاء من طرف واحد ، أم سينتفض سلفاكير ويحزم أمره ويتفق مع البشير على آليات محددة بجنبان بها المنطقة شبح الحرب ، فماذا يجب على الرئيسان ان يفعلا لتجنب بلديهما شبح الحرب ؟ يقول الفهيم من جانبه ان المطلوب من الدولتين والمجتمع الدولى تهيئة الجواء على الأرض بالمنطقة ويراها الفهيم انها لاتتم الا فى ظل تكوين المؤسسات المدنية ومزيد من مؤتمرات التعايش السلمى للمكونات المجتمعية بالمنطقة لازالة المرارات حتى يمكنها تجاوز المحنة ، بينما يرى المحلل السياسى بجوبا قبريال شداد ان الرئيسين يلعبان فى الزمن الضائع ويقول فى حديثه لـ«الصحافة» ان البشير لا يستطيع التنازل عن اي حق للمسيرية ،والرئيس سلفاكير كذلك لا يمكنه التنازل عن حق الدينكا نقوك ، ويكشف شداد عن بوادر انفراج للأزمة من قبل حكومة الجنوب بقبول تأجيل الاستفتاء، ويشدد سلفاكير على ان يتحمل الاتحاد الأفريقى قراره الذى وصفه بالهش بقرار آخر يحدد موعدا جديدا للأستفتاء فى أبيى ، الا ان شداد عاد قائلا ان الرئيسين لا يمكن ان يحلا قضية أبيى لوحدهما دون المجتمع الدولى والاتحاد لأفريقى على وجه الخصوص ،فلابد من اتخاذ قرارات صارمة وبموجهات أكثر جدية تراعى فيها استقرار وأمن المنطقة .

صحيفة الصحافة
ابراهيم عربى

[/JUSTIFY]
Exit mobile version