إسحق احمد فضل الله : ألف شخص من المتمردين يتسللون من «كالنج» إلى الخرطوم ومدن أخرى لتحويل المظاهرات إلى شيء آخر

[JUSTIFY].. والسؤال حارق
> ولا الأحداث ولا الوجوه في الأحداث هي من يقدم الإجابة
> التوقيت المتلاحق للأحداث هو من يجيب
> و1949 ـ سوريا ـ حسني الزعيم يقوم بأول انقلاب في العالم العربي
> والمخابرات الأمريكية التي تجد العالم العربي يسأل
: لماذا نحن متخلفون..
> تبدأ في صنع الإجابات التي لا تقود أبداً إلى الإجابات
> والمخابرات الأمريكية تستغل لهفة البعض للحكم من هنا ولهفة الناس لإجابة السؤال من هناك
> وحسني الذي يقول «أتمنى لو أحكم الشام ليوم ثم أُقتل» يحصل على ثمانين يوماً من الحكم ثم يُقتل.
بعدها بعام نوري السعيد في العراق يُعدم بانقلاب.. عام 1951
بعدها بعام انقلاب ناصر في مصر 1952
> بعدها بعام انقلاب الشاه ضد مصدق في إيران 1953
> ثم عبود 1958
> بعدها بعامين عدنان مندرس في تركيا يُشنق.
> بعدها بن بيلا.. وانقلاب.
… و…
> تلاحق الأحداث ـ في زمان مزدحم ـ وليس ذات الأحداث هو ما يصبح حدثاً
> والناس تستمر في السؤال «لماذا نحن متخلفون عن العالم»
> والدوار يجعل الناس يصفقون لحسني الزعيم حين يأتي ـ يظنون أنه الإجابة ـ
ثم الناس يصفقون لإعدام حسني الزعيم ـ بعد خيبة الأمل
وقاسم يُطلق الرشاشات على العائلة المالكة عند خروج العائلة من باب القصر «الملك وزوجته وطفلاته» يجعلهم لحمًا.
> والناس يصفقون ـ ظنوا أنها الإجابة.
> ثم المهداوي يحاكم قاسم بعد الانقلاب عليه.. والمهداوي «والمحاكمة تذاع على الهواء ينهال على قاسم وعلى الشهود بأقذع الشتائم.. ثم يصدر الحكم في الجلسة الأولى..
> إعدام..!!
> ثم القاضي يجذب رشاشاً من تحت مقعده ويحصد المتهمين الجالسين أمامه
> والناس صفقوا.. بعد خيبة الأمل
> و… و…

«2»

بعد فترة الرؤساء الذين تصنعهم المخابرات.. المخابرات تطلق فترة «الدول التي تديرها المخابرات».
> وأوفقير مدير المخابرات الرهيب في المغرب.. الرجل يبلغ درجة تجعل ماركيز ينقل صورته وهو يصف مدير مخابرات في إحدى رواياته
> والسافاك في إيران
> وصلاح نصر والآخرون حتى عمر سليمان في مصر.
> وكلهم ينتهي نهاية بشعة.. وأوفقير يُعدم ثم يدفن دون صلاة «لأنه كفر بالملك!!»

«3»

> وجمع وطرح الملاحظات شيء يجد أن الذين يبقون من الرؤساء هم الذين اشتهروا بعداء واضح للإسلام.
> ناصر والقذافي وبورقيبة والشاه وغيرهم.
> هل يبقى السيسي؟؟
> وفترة جديدة تبدأ.
> والمخابرات التي تدعم الرؤساء هؤلاء كانت تجد السلاح الذي يقتل الضحية وهي ترقص من الطرب.
> الإعلام!!
> والسلاح الذي يقتل الضحية وهي تتلوَّى من الذل.. الحصار الاقتصادي
> وأعظم كتاب يروي مخطط الغرب لطحن العالم الثالث هو مؤلف «من يدفع للزمار» عن المخابرات الأمريكية والإعلام والحرب الباردة الثقافية «الطبعة الأولى 2002»
> وأعظم كتاب يقص حكاية المال هو كتاب «القاتل الاقتصادي» الذي يروي كيف جمعت أمريكا بترول العالم في يدها.
> لكن الرؤساء يذهبون .. والسؤال الذي يجعل العالم العربي يتلوَّى ما يزال باقيًا.
> ودولة المخابرات تذهب
> ودولة الإعلام والمال تطحن العالم الآن
>والسؤال ما يزال.. السؤال عن .. «كيف الخلاص»

«4»

> والإخلاص ـ عند الرؤساء وعند الشعوب يصبح شيئاً لا يكفي للخلاص
> فالنميري بعد يومين من الانتفاضة يتدفق قادة الانتفاضة إلى بيته «المحامي ع.. و المحامي الشيوعي «م» و فلان وفلان.. يدخلون غرفة نومه وكشافات المحطات التلفزيونية تُغرق المكان بالإضاءة والكاميرات
> ومهندس من الجيش يكسر الخزنة الشخصية ـ بعد ساعة مرهقة كانت كافية لصنع الأفلام في ذهن الحاضرين»
> والمهندس يفتح الباب الذي يصرصر بخفوت.
> ويندفعون
> كان«الرف» الأعلى من الخزانة يحوي ظرفاً واحداً «وصية النميري».. مكتوباً عليها: (تسلم إلى مصطفى النميري بعد وفاتي مباشرة)
> والرف الآخر ترقد عليه قلادة من الخرز مكتوب عليها «قلادة الوالدة»
> ثم لا شيء
> قبلها نحدِّث عن أن الأزهري ما يجدونه في خزانته الخاصة هو نسخة من خطاب يرسله إلى النفيدي يطلب فيه «سلفية مائة جنيه ليصبح مالك عندنا مائة وسبعين جنيهاً».
> و…
> والإخلاص والفقر والسؤال المحير «لماذا نحن متخلفون.. و كيف الخلاص» أشياء تبقى
> والحيرة تلفت الناس بعنف إلى الدعوة الإسلامية
> و«الفقر» في الخطاب الإسلامي يصبح سؤالاً آخر.. الفقر في الإجابات الحديثة على الأسئلة الحديثة.
> وفي جلسة مثقفين ــ أحد المحامين الذين عُرفوا بعداء صريح للإسلام يسأل شيخاً معروفاً .. و يتحدث عن «عجز الإسلام».
>الحاضرون تهيأوا لمحاضرة يلقيها الشيخ.. لكن الشيخ ينظر إلى المحامي ـ الذي كان معجباً بأم كلثوم ـ ثم يترنم بأغنية أم كلثوم
: يا للي ظلمتو الحب
وقلتو وعبتو عليه
قلتو عليه مش عارف إيه
العيب فيكم
يا ف…. حبايبكم
أما الحب.. يا روحي عليه
يا روحي عليه
> الحاضرون صفقوا
ليست الإجابة هي ما صفقوا له
> ما صفقوا له هو الأسلوب
> فما لم نعرف ما هناك .. لن نعرف ما هنا أبداً.
ولا إجابة للسؤال القاتل
٭٭٭
تحت أمطار رفع الدعم.. والمظاهرات المنتظرة.. ألف شخص من المتمردين يتسللون من «كالنج» إلى الخرطوم ومدن أخرى لتحويل المظاهرات إلى شيء آخر.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version