فنادق الدوحة .. هل من مزيد ؟!

[JUSTIFY]ما بعد الجيلي عالم يشد الأزر والعزيمة ويمنح العريكة قوة لا تردعها شكائم الرغبة والرهبة في عوالم (شيلني واشيلك) بكل ابتذالها وبطولاتها الزائفة وعوالمها المزيفة.
والدابة تمخر عباب الإسفلت، والعوالم تتبدي أنصع، والشمس أسطع، يمتد بك الخيال نحو اتفاقية جديدة مهرت لتوها بعد جولات وجولات اعتادت خلالها فنادق الدوحة وجوه وفودنا، وحفظت حواسب الجوازات أرقام جوازات أمين حسن عمر ووفوده ومن ينضم إليهم من المستوعبين، إن يكن من باب الاستلطاف والزرف أو الدعم القبلي أو الجهوى.
فصيل آخر وقع باسم العدل والمساواة ولا أعلم كم من فصيل قبله وقع! .. هامسني ضاحكاً أحد الأصدقاء من المقربين من الملف قائلاً: إن من كنت تناظرهم بالأمس القريب عبر القنوات وتقف لهم (ألفاً أحمر) منافحاً عن الحضارة الغالبة هم الآن من كبار المسئولين، وفيما استغرق في ضحكته تساءلت: هل سيطول الزمن قبل أن تجد وراق أو الباقر العفيف أو غيرهم ممن ناظرنا وهويتسنم المنصب عبر اتفاقيات مماثلة بمعزل عن صناديق الاقتراع؟!
أقول ذلك ولا يحق لكائن من كان أن يشكك في حق أي من هؤلاء في تسنم المناصب حتى في أعلي أهرامها عبر الفوز الجماهيري، وكم هو بعيد ما بين الفرز الجماهيري وما بين ما أطلق عليه اصطلاحاً (مقتضيات المرحلة)..
ذات سبت مضي تناول معي الأستاذ دياب خلال برنامج (خطوط عريضة) الاتفاقية الأخيرة التي مهرت، فاقترحت عليه أن ينقل أمين ووفده مكاتبهم إلى الدوحة، فما تزال المزيد من الفصائل تنتظر الوساطات لتوقيع المزيد من الاتفاقيات، ثم يتبع السناريو المعروف من استقبالات بالمطار وترحيب دولي.
حتى إذا أستقر المقام بالموقعين الجدد وتم (توفيق أوضاعهم)!
حزم أمين ووفده الحقائب نحو الدوحة أو أديس لتوقيع اتفاقية جديدة تتلوها المزيد من البيانات الصحافية المرحبة (والداعمة لطريق السلام) ثم تتكرر السير والصور تكرار حبات المسبحة.
وغداً سيمضي الوفد الآخر للمنطقتين لتتطاول الجولات والانشقاقات، طالما أن الوفود جاهزة والوساطات جاهزة والفنادق تتسع للمزيد من الحركات المتشظية من حركات منشقة تتعدد مسمياتها حتى يتشابه البقر على محرري الأخبار.
وبعض الذين مهروا اتفاقية الشرق يخرجون بين الفينة والأخرى بتصريحات حول النفاذ مفادها ومنتهاها (نحن هنا)!.
وعلى الرغم من القناعة المبرمة لدي كل حادب أن الصلح الوطني العريض هو ضالة البلاد، إلا أن ما يحدث لدينا يمثل سابقة في تاريخ عمليات التصالح في العالم..
وفقط على القارئ أن يتصور كم من الاتفاقيات مهرنا منذ اتفاقية الخرطوم مع السيد مشار ثم فشودة مع الدكتور لام أكول ثم نيفاشا وحتى الدوحة الأخيرة.
في ظني أنها تفوق كل ما مهره العالم على المستويات السياسية بين الحكومات ومن تمردوا ضدها.
وتبقي ولاية نهر النيل .. وواهم من يتصور أن الغاب والجبل هما السبيلان الوحيدان للتفاوض.

صحيفة القرار
سيف الدين البشير

[/JUSTIFY]
Exit mobile version