إسحق أحمد فضل الله : حين نصلي خلف وزير المالية

[JUSTIFY].. ومؤتمر ضجاج في دار الوطني حول رفع الدعم.. أمس
> وفي المسجد نجد وزير المالية يؤم الزبير.. وحين نصلي خلف وزير المالية يغمزنا شيء..
> وشاعر الخوارج القديم حين يصلي خلفه عبد الله بن عمر يجمع بين الرفض والقبول بقوله
(ألم تر أن الله أظهر دينه وصلت قريش خلف بكر بن وائل)
>.. والحديث الاقتصادي الذي تزحمه الأرقام يتحول عندنا إلى حديث تزحمه مشاعر أخرى
> والسيد وزير المالية يغرق الناس عن (هذا أو الطوفان).. رفع الدعم أو الهلاك.
> ولما كان يضج كنا نستعيد ما نقول يوماً لدكتور عبد الرحيم حمدي
> نقول يومها للرجل قبل سؤال هناك
: نحن أفضل من يسأل في الاقتصاد لسبب بسيط هو أننا لا نفقه شيئاً في الاقتصاد.. وهكذا فنحن نوجه سؤال المواطن الذي ما يعرفه هو الخبز الرخيص فقط.
> وزحام النفس بين الرفض والقبول (رفض وقبول مخطط رفع الدعم) يغمز بعينه وهو يعيد إلى الذاكرة جملة يقولها عجوز لنقابة المهندسين
> وهناك بعد اجتماع يبحث الخيار بين إرسال إسحاق فضل الله أو محجوب سيد حسن للاجتماع بالوزير
> العجوز يقول للمجتمعين
: إذا عايزين الإقناع والمنطق .. رسلوا إسحاق.. وإذا عايزين تجيبوا حقكم.. رسلوا محجوب.
> محجوب كان زميلاً لا يعرف الجدال لكنه كان يصل إلى ما يريد.
>.. والنفس = والوزير يتحدث كانت تغمز لنا وهي تقول
: إذا عايزين حجة ومنطقاً رسلوا إسحاق.. واذا عايزين إصلاح للاقتصاد رسلوا علي محمود.

(2)

> اللقاء كان زحامه يقول
: كنا نستورد (300) طن قمح والآن نستورد مليون وربع المليون.
> والنفط مثل ذلك.
ـ والغمز الذي يتآمر علينا يجعل كتاباً بين أصابعنا يقول
: الكلمات البسيطة تصبح قاتلة لأنها في حقيقة الأمر ليست بسيطة، فأنت حين تسمع كلمة نميري واقتصاد يرسم ذهنك صورة المجتمع الآن..
> بينما تعداد السكان أيام نميري كان يبلغ عشرة ملايين مواطن.. والآن يبلغ أربعة وثلاثين مليوناً.
> والكتيب ينطلق يرسم منطق (الخيول المربوطة في عربة واحدة والتي ينطلق كل واحد منها في اتجاه مختلف)..
> وكتاباً يرسم العوامل المحلية والدولية حول اقتصاد السودان أيام النميري والآن.
> ونجيب الكتاب بإغلاقه
> قالوا في اللقاء
> نشتري برميل النفط بمبلغ (147) دولاراً ونبيعه للمواطن بسبعة وأربعين..
> قالوا في الأمثلة
: قبرص الشهر الأسبق يجعلها الاختناق الاقتصادي تفرض ضرائب (10%) على ودائع الناس في المصارف.. بمنطق (ما دمت تودع أموالاً فأنت لست ممن يستحق الدعم من الدولة).
>.. النفس تغمز لتذكرنا بأن عبد الرحيم حمدي كان يبدأ أمره بحجز أموال الناس.
> والنفس نجيبها بأن أول مقال نكتبه في حياتنا كان هو حديثاً ضد الحجز هذا..
>.. ضجيج الحديث كان يذهب إلى مخصصات الدستوريين الهائلة..
> وعن (اختلاس النفوذ) وأنه ما من مسؤول إلا وعنده تجارة تدور الآن في السوق.
> ونافع حين يدافع عن بعض هذا تقفز إلى الذاكرة إبل عبد الله بن عمر التي (يصادرها) أبوه.
> وعبد الله حين يحتج بأنها من حلال يقول له عمر
: ألا يقول الناس.. اسقوا إبل عبد الله بن عمر.. أعلفوا إبل عبد الله بن عمر.
>.. وإبل عبد الله بن عمر تلتهم الآن نصف مشروعات الدولة.
> ونحدث اللقاء لنقول
: شركات الأدوية تخصص نصف ميزانياتها الضخمة لصناعة تغليف الدواء.
> لنقول
: التغليف المطلوب للسياسات هذه (مهما كانت صحيحة ولا مفر منها) هو أن تقوم وجوه جديدة بتقديمها للناس.
> وأن يذهب السيد علي محمود ووزراء المالية الخمسة الذين صنعوا الأزمة.. ويصنعون الحل الآن..
> والوزير الذي توجعه الملاحظة والذي يجيب كل أحد بدقة يتخطى ملاحظتنا هذه عند الرد ويجمجم فيها
> .. والأرقام والجدال نعود إليه.
> والسيد وزير المالية يقدم للحاضرين دعوة تشبه أن تكون شخصية للقاء في مكتبه.
> .. وهكذا.. فنحن لن نذهب.
> ونقبل مبرراته ونصلي خلفه لأننا من قريش وهو من بكر بن وائل.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version