نظرية ست الشاي

صديقتي تبصرني بنظرياتها التي تستمدها من الواقع الماثل دون زيادة أو نقصان.. فتهديني نظريتها الأخيرة قائلة (البلد دي تدار بنظرية ست الشاي).. فاأقول لها: «يا زولة… الإستراتيجية الربع قرنية والبرنامج الثلاثي والمؤتمرات القاعدية ومجالس الشوري دي شنو؟.. حبوبتي مثلاً».. ترد عليّ «يا زولة بس ست الشاي.. شفتي كيف.. تجي بدري تكنس محل بتخت بنابرها وماليها دخل بالحتة حولها إن شاء الله تبقى كوشة.. المهم زبائنها يلقوا محل يقعدوا دا نظيف..». رغم انتفاضي عليها إلا أنني بدأت أعتقد بنظريتها تلك عندما حاولت إمعان النظر في كثير من ما يدار حولنا من أمور.. فوجدت أن كل ممسك بملف لا يعنيه النظر الكلي للأمور.. فكل ما يهمه هو حدوده الخاصة في الملف فقط.. لذلك أضم صوتي إلى صوت صديقتي «المنظراتية» وبلاش منها «تلك المراجع وحقو تبلوها وتشربوها موص ما دام مرجعيتنا نستمدها من حوى البنابر التي تتكيف في بيئه محاطة بالنفايات والأوساخ..».. فمتى نخرج من حوى الأفكار الضيقة وننظر بصورة أكثر اتساعاً حتى وإن لم نقرأ أسفار الإستراتيجيات والبرامج السياسية وغيرها.. «أها رايكم شنو في كباية شاي منعنعة في كوشة كاربة».

ü التلاعب بالألفاظ

وصديقتي الأخرى تدمن القدرة الخارقة على فن التلاعب بالألفاظ التي رديفتها التلاعب بالأوتار في المشاعر الإنسانية.. ولأنها «حريفة» تعرف من أين تؤكل أكتاف الإنسانية البريئة.. استقصدتها لأسباب كثيرة وصارت ترميها بأدوات خبث الأنثى لتنال منها مقاصد خارج وداخل إطار الاجتماعيات والعمل.. وفي آخر لقاءاتها معها غلفت لها الأحاديث السم في الدسم.. والخبيث في الصالح دون تدري أنها بالنسبة لها عبارة عن لعبة مكشوفة الأبعاد.. فيا هذه دعي عنك الدثار الذي يكشفك أكثر من ما يستر حالك.. فقد بلغتِ ما تريدين بجملة واحدة لا تملك الأخرى حيالها إلا «حسبي الله ونعم الوكيل».

ü أكثر من رديف

أمسك بالملف «مغمضاً» فاكتشف أن ذات الملف وذات المحاور يمسك بها آخر وآخر.. والحقيقة الوحيدة التي توصل لها أن يطور رؤيته نحو ذات الملف بممارسة «البله وعدم التركيز» ما دام العمل يقوم به آخرون.. فلماذا التطوع والمبادرة.. التزم السكون والبرود ولم يعد يكترث كثيراً للانتقادات أو الملاحظات المطالبة بالحراك لاعتقاده أن كل «الشغلانة دجل في دجل».

ü آخرالكلام:

أخطر حالة يصل إليها الإنسان هي حالة استواء كل الأمور عنده.. الصحيح والخطأ.. والواجب وغيره والخير والشر.. الخبيث والطيب.. وقولوا يا لطيف.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]