اتفق علماء دين وفنانون موسيقيون مغاربة على استنكار أغنية أصدرها في الآونة الأخيرة “مرزوق منغي” وهو مطرب مغربي شاب يحمل الجنسية الاسبانية في ألبومه الغنائي “دي لا نادا”. وتتضمن بداية الأغنية خلفية صوتية يرتل فيها أحد القراء الآيات السبعة الأولى من سورة القلم: (ن، والقلم وما يسطرون..).
واعتبر العلماء أن الأغنية امتهان لكلام الله تعالى وعبث به وأن مؤديها طالب شهرة لا غير، في حين قال فنان موسيقي إنها شهرة باطلة وأن هناك حدودا وقواعد لكل عمل إبداعي لا يمكن تجاوزها لكون القرآن له حرمته وقدسيته.
إساءة لكلام الله
وقال رئيس المجلس العلمي لمراكش محمد عز الدين الإدريسي، في حديث للعربية.نت إنه من العبث بالقرآن الكريم أن يتم تصوير أغنية بخلفية صوتية تضم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، مبرزا أن السحرة والمشعوذين أيضا يعبثون بالقرآن حين يتبولون ويتغوطون عليه من أجل التقرب أكثر إلى الشيطان.
واعتبر الإدريسي ما قام به المغني الشاب بكونه إساءة لكلام الله ومس بالقرآن وبمعانيه السامية، مضيفا أنه أساء أيضا إلى نفسه لأن المغاربة لا يقبلون أن يُمس القرآن الكريم بسوء أو بلهو أو بتدنيس مهما كان نوعه.
وخلص المتحدث بالقول إنه يخاف على هذا الشاب من غضب الله تعالى، داعيا إياه بالتوبة عاجلا من فعلته بعد تمرده على القرآن.
واستشهد الإدريسي بقصة الشاعر الأندلسي يحيى الغزال الذي أراد معارضة سورة الإخلاص بالشعر، لكن نوبة أصابته كادت تودي بحياته فتاب إلى الله وأناب.
“ثقافة دينية ضحلة”
واستنكرت عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نعيمة بنيعيش، تنفيذ الأغنية بخلفية صوتية للقرآن الكريم، مطالبة الهيئات العلمية بالمغرب العمل على منعها من التسويق مع الاتصال بالشاب لإبراز الحق له وتبصيره به، سيما أن الثقافة الدينية أصبحت ضحلة وضعيفة لدى كثير من الشباب المغربي على حد تعبير بنيعيش.
وقالت الناشطة الإسلامية إنه لا يجب أن يُتخذ القرآن الكريم كغناء ولا كفن ولا ككتاب تاريخ، ولا ينبغي أن يُستغل كلام الله في أي اتجاه تجاري وإعطائه صبغة جديدة من أجل نجاح جماهيري وتجاري.
وقالت الناشطة الإسلامية إنه لا يجب أن يُتخذ القرآن الكريم كغناء ولا كفن ولا ككتاب تاريخ، ولا ينبغي أن يُستغل كلام الله في أي اتجاه تجاري وإعطائه صبغة جديدة من أجل نجاح جماهيري وتجاري.
واعتبرت عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الأغنية بالشكل الذي غنيت به امتهان لكلام الله، مبررة ذلك بكونه ربما طريقة للوصول إلى الشهرة.
شهرة باطلة
وندد من جهته الملحن المغربي أحمد العلوي، نقيب الموسيقيين بالمغرب، بما قام به المغني الشاب، معتبرا أن الشهرة التي يسعى لها هذا المغني من خلال أغنيته هي مجرد شهرة باطلة لأنها تقوم على حساب القرآن الكريم.
وأكد الملحن المغربي المعروف لـ”العربية.نت” أنه لا ينبغي التغني بالقرآن ولا مزج تلاوته بأداء أغنية ما، مضيفا أن هناك حدودا وقواعد لكل عمل إبداعي لا يمكن تجاوزها لكون القرآن له حرمته وقدسيته، وأن هذا تجاوز فادح لحرية التعبير.
وتساءل الملحن المغربي ماذا يريد هذا المغني من وراء ما قام به، هل يرغب في أن يبرهن على أنه مسلم أكثر من المسلمين، أم أنه طالب شهرة ولو على حساب القرآن المحفوظ بعناية الله..
جدير بالذكر أن المغني الشاب مرزوق منغي سجل أغنيته في مدينة “مليلية” المحتلة من طرف اسبانيا، وأوردت وسائل إعلامية أن بعض المحتجين الغاضبين داهموا المكتب الذي سجل فيه المطرب أغنياته، غير أن الشرطة الاسبانية تدخلت في الوقت المناسب. ويترأس منغي فرقة “ريف الملك” التي تعتبر إحدى أشهر ﻓﺮﻕ “ﺍﻟﻔﻮﺯﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺍﺏ” في شمال إفريقيا
العربية نت