٭ طلاب يتركون الدراسة نسبة لظروفهم الأسرية:
أيمان النور (جامعة أم درمان) إبتدرت حديثها قائلة: أنها لم تسجل بعد للسنة الرابعة حتى تاريخ اليوم ولكنها قلقة بشأن هذه الإضافة لكونها تقيم في سكن جامعي (داخلية) وأن متطلباتها كثيرة وأن مصروفها محدود لايتحمل أي حسابات أخرى، وتضيف أنها لديها ثلاث أخوات يدرسون بالجامعات إضافة الى أخوتها في مرحلة الأساس، فكل هذه النفقات تقع على عاتق والدها، وتقول إيمان هناك أسر فقيرة لا تستطيع توفير نفقات الدراسة لطالب واحد وتؤكد إيمان بأن هناك عدد من الطلاب تركوا الدراسة نسبة للظروف والضغوط والمتطلبات الدراسية التي لاتستطيع الأسر توفيرها للأبناء.
٭ المصروف محدود وأي زيادة في الرسوم تزيد الأعباء:-
أما الطالب عبدالسلام شمس الدين (جامعة السودان) أكد أن زيادة رسوم التسجيل تزيد الى الطلاب أعباء أخرى، فالطالب لديه متطلبات كثيرة غير المصروف اليومي، ويوضح عبدالسلام أن هناك مراجع وشيتات يلجأ الطالب الى شرائها رغم مصروفه المحدود حتى لو أدى الأمر الى ترك وجباته اليومية، وغالباً ما نفعل ذلك من أجل التحصيل الأكاديمي، وختم عبدالسلام حديثه قائلاً (لكل شخص أهداف وطموحات يسعى الى تحقيقها ليصبح ناجحاً في حياته الدراسية والعملية).. ويتساءل عبدالسلام، ما الهدف من هذه الزيادة؟ والمواطن يعاني من الضغط الحاد في حياته الإقتصادية.
٭ مواقف مؤلمة لطلاب يكافحوا من أجل العلم:
الطالب أحمد بشير وهو نموذج للطالب المكافح من أجل توفير لقمة العيش لأسرته التي توفي عنها والدها وتركها عبئاً على عاتق أحمد، لديه ثلاث أخوات يدرسن بالجامعة بالسنة الثانية ويعمل في السوق في الفترة المسائية حتى يستطيع أن يصرف على نفسه وأسرته، يقول أحمد إنه أكمل السنة الأولى بكل مشقة وعناء رغم مساعدة والدته له بالصناعات المنزلية اليدوية التي تجلب منها دخلاً لا بأس به، ويواصل أحمد قائلاً: إنه مر بموقف حرج وحزين في نفس الوقت حينما منعه موظف الاستقبال من دخول الجامعة لأنه يرتدي حذاء (سفنجة) ويقول أحمد إنها قيمة في نظري إلا أنها بلاستيكية، وقال إنه لم يغضب بل خرج الى الشارع وخلع الحذاء ثم حضر مرة أخرى وعندما منعه الموظف من الدخول قال أحمد: لا توجد لائحة تمنعني من الدخول حافياً. وبعدها أحضر له أحد زملائه حذاءه الى داخل الجامعة فالناظر لمثل هذه الظروف القاسية التي يمر بها الطالب هل يصدق بأن لا تؤثر أي زيادة رسوم على مصروفاته حتى لو كانت رمزية.
٭ قرارات غير معمول بها وغير منفذة:
أما المواطنة منال عبدالله قالت إن في بداية الأسبوع الماضي وجّه الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم بأن لا يحرم أي طالب من الجلوس للامتحان أو يمنع من الدراسة بسبب الرسوم إلا أن هذه القرارات لا تجد طريقها للتنفيذ حتى تاريخ اليوم حسب منال، وتؤكد بأن هناك طلاب يحرمون من الامتحانات حتى ولو كانوا في السنة الأخيرة بالجامعة ويجمد لهم العام الدراسي بسبب الرسوم الدراسية.
وهذا الأمر يطول طلاب مراحل الأساس والثانوي أيضاً وتؤكد منال هناك من يضربون ويطردون نسبة لعدم سداد الرسوم المفروضة، وتوضح بأن الإدارات بالمدارس تقر بأن هذه الرسوم مفروضة من قبل مجلس الآباء فلا يعقل أن يفرض الآباء رسوم على أنفسهم ويعجزون عن سدادها وتوجه رسالة الى الاتحادات والوزارات التي تصدر هذه القرارات متابعتها والتأكد من صحة سريانها في المدارس والجامعات ومعاقبة الذين لا ينفذون هذه القرارات حتى لا يتسببوا في ضياع مستقبل بعض الطلاب الذين يتركون الدراسة نسبة للظروف القاهرة التي تمر بهم.
٭ مراعاة ظروف الطلاب:
الأستاذ محمد يحيى محمد مسجل كلية الدراسات التجارية بجامعة السودان والذي أفاد بأن قرار زيادة الرسوم لم يتم أخطارهم به رسمياً من قبل التعليم العالي ويوضح بأن الرسوم الدراسية ورسوم التسجيل السنوية تفرض من قبل الشؤون العلمية وتحدد هذه الرسوم بعد المقارنة بالجامعات الأخرى والتي أوضحت لهم أن جامعة السودان تعتبر أقل من حيث الرسوم الجامعية من بقية الجامعات الخاصة، ويضيف الأستاذ محمد بأن رسوم الدراسة والتسجيل ثابتة نسبة لمراعاة ظروف الطلاب والحد الأدنى للطلاب الجدد 006+ رسوم البطاقة الالكترونية+ بطاقة التأمين الصحي + رسوم التسجيل، ويؤكد بأنهم في إدارة التسجيل يقسطون حتى رسوم التسجيل ولم تكن هناك أي ضغوط من قبل إدارة التسجيل وذلك مراعاة لظروف الطلاب الإقتصادية، ويؤكد بأنهم يدعمون الطلاب المعسرين بشيكات تدفع من قبل الكلية كما يدرسون حالة الطالب وظروفه الاقتصادية من قبل مشرف الطلاب ومسجل الكلية التي تتاح له صلاحيات من قبل العميد أحياناً وحتى نصل الحد الأدنى الذي يستطيع الطالب أن يسدده وقد يصل المبلغ الى 05 جنيهاً، ويوضح الأستاذ محمد بأن رسوم التسجيل لا تشكل هاجساً وإنما يعجز الطالب عن سداد المصروفات الدراسية في الغالب. وهي التي تحول دون مواصلة الطالب لدراسته فهؤلاء الطلاب الذين تجبرهم الظروف على ترك الدراسة نقف الى جانبهم.
٭ مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالتعليم العالي:
وذكر الأستاذ أسامة مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم العالي بأن زيادة الرسوم لم تشمل كل الجامعات، فهناك جامعات مستقلة بكيانها وعندما تحدث أي زيادة من قبل الجامعة يتم إخطارنا بعد تبرير أسباب الزيادة، وأكد بأن الزيادة من قبل الوزارة كانت موقوفة لمدة عامين نسبة للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والرسوم الدراسية تسدد على أقساط نسبة لظروف الطلاب الإقتصادية.
٭ وزير التعليم العالي ينفي:
نفى وزير التعليم العالي والبحث العلمي خميس كجو كندة بداية الأسبوع الحالي الأنباء بشأن زيادة رسوم الدراسة بالجامعات السودانية وتعهد بتدخل وزارته بهذا الشأن وإحباط أية محاولة للزيادة وأوضح بأن مسألة تحديد الرسوم مسؤولية الجامعات، وقد أكد بأن وزارته شكلت لجنة لمتابعة المسألة، وللجنة الحق في التدخل عند تلقي شكاوي لوجود زيادة في الرسوم الدراسية.
تحقيق: عائشة عبدالله : صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]