عقار يتلقى ضربة عسكرية قاصمة من قواته !

[JUSTIFY]ربما تباهي ما يسمى بقطاع الشمال طوال الفترة الأخيرة الماضية بأنه محافظ محافظة كاملة على قادته العسكريين فى الفرقتين 9 و 10 وأن من المستحيل أن تبدأ هاتين الفرقتين فى الانهيار شيئاً فشيئاً ولو ببطء.

الآن حق للقطاع أن يفغر فاه، فقد بدأ يتهدم ويتحطم ذاتياً حيث استقبلت مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق مؤخراً ضابطاً برتبة عميد فى الفرقة الثانية فى الثورية يدعى عبد الله على فضل، كان مسئولاً عن لواء الإدارة فى الثورية.

الضابط المذكور أعلن عن انسلاخه من الثورية. ليس ذلك فحسب ولكنه أشار الى أن الخطوة التى قام بها مردها إلى قرار من كبار ضباط الفرقة العاشرة بالجيش الشعبي (أبناء ولاية النيل الأزرق) بالانسلاخ والعودة الى الولاية، الضابط قال أيضاً إن قناعة قد تبلورت لدى كبار الضباط فى الفرقة العاشرة بعدم جدوى العمل المسلح، وعلى وجه الخصوص تحت قيادة المتمرد مالك عقار حيث يخلط عقار خلطاً تاماً ما بين طموحاته الشخصية ومطالب المنضوين تحت لوائه!

هذه الخطوة دون شك ستصبح أول الغيث لمطر انسلاخات منتظرة في الطريق ولهذا فإن من المفيد أن نقرأ الخطوة من جوانبها كافة.
فمن جهة أولى فإن رتبة الضابط وحساسية اللواء الذى يتولاه (لواء الإدارة) تشي بأن الانشقاق قد ضرب الفرقة العاشرة ضربة قاصمة، فالمسئول عن الإدارة هو المسئول الأهم والذي بحوزته تفاصيل الفرقة وأسرارها الإدارية، ومن ثم فإن انسلاخه فى هذا التوقيت وعودته يعني ببساطة أن الفرقة العاشرة على الأقل فقدت تماسكها.

ومن جهة أخرى فإن إشارة الضابط المنشق عن تبلور رأي عام بين كبار الضباط بعدم أهلية عقار للقيادة وربما عنى الضابط المنشق أن عقار قائد فاشل بدليل مرور أكثر من 3 سنوات منذ تمرده دون أن يحرز شيئاً على الأرض، هي إشارة خطيرة للغاية، بأن قوات عقار (الفرقة العاشرة على الأقل) فقدت الجانب المعنوي أو الدافع للقتال وهو أمر حتمي حين تتطاول السنوات دون أن تسفر عن نجاح أو حتى مجرد إشارة للنجاح وبلوغ الأهداف.

ومن جهة ثالثة فإن من المتوقع أن يكون (التمرد الداخلي) داخل الفرقة مرده الى بداية وقف جوبا لدعمها المالي والمرتبات الخاصة بالفرقة، فجوبا لديها ما يشغلها وهي تسعى لإصلاح علاقاتها مع الخرطوم، وهو ما يعطي شعوراً سالباً للضباط داخل الفرقة بأن الأفق مسدود أمامهم إذ ليس هناك مجال للحرب، والهزيمة محتومة وبالمقابل أيضاً لا مجال للتفاوض.

وأخيراً، فإن انسلاخ ضباط من الجيش الشعبي -فى ظل وجود حالة الجمود التي تعيشها الحركة- معناه أن الفرقتين بدأت تحل نفسها بنفسها وهو أمر طبيعي فى قوات متمردة تستند فى قتالها على دوافع مبهمة، وتأخذ راتبها ودعمها من دولة أجنبية هي فى خاتمة المطاف لها أهدافها وأجندتها التى يمكن أن تختلف أو تتقاطع مع أهدافهم.

لقد بدأت مدفعية الجيش الشعبي تضرب بعنف صدر عقار الضخم !

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version