خالد حسن كسلا : حيرة المواطن .. وعودة الكودة

[JUSTIFY]يظل المواطن في حيرة من أمره من قضية رفع الدعم عن المحروقات التي زادت الأسعار بسبب كثير الحديث والكتابة عنها قبل أن يرفع الدعم. فقد زادت أسعار بعض السلع الاستهلاكية المهمة قبل تنفيذ قرار «الرفع».. مثل السكر والدقيق والبيض والفحم والبصل بنسبة تتراوح بين «20 إلى 30» بالمائة تقريباً. ولا أدري إذا كانت الأسعار سترتفع بعد تنفيذ الرفع أم أن ارتفاعها بكثرة الحديث عنه الآن سيستقر على حاله باعتباره استبق التنفيذ. إن حيرة المواطن هي أن الحزب الحاكم المؤتمر الوطني قال إن رفع الدعم عن المحروقات رهين بمدى اقتناع كل الأطراف بذلك. لكن ما المقصود بكل الأطراف؟!. والبرلمان ممثل برئيس لجنة الطاقة والتعدين الدكتور عمر آدم رحمة يقول: «إن دعم السلع يؤدي إلى الفساد وهو من أكبر التشوهات في الميزانية وغير مرغوب فيه واقتضته ظروفنا، وينبغي إحكام تحصيل القيمة المضافة وتوسيع المظلة الضريبية».. انتهى .. لكن ارتفعت أسعار أهم السلع بإثارة قضية رفع الدعم على أوسع نطاق قبل تنفيذه.. ارتفعت الأسعار قبل أن يقتنع كل الأطراف التي ينتظرها المؤتمر الوطني.. وقبل أن يشرح البرلمان للمواطن ما معنى أن دعم السلع يؤدي إلى الفساد. إذا كان الغرض من الباب هو تأمين ما بداخل الغرفة عند غياب أصحابها لكن إذا انهارت وسقطت جدرانها على الأرض فما الغرض بعد ذلك من الباب؟!

المواطن لا يريد رفع الدعم عن المحروقات حتى لا ترتفع به الأسعار لكنها ارتفعت، فما الغرض إذن من البقاء على الدعم بعد ارتفاعها؟! ترى هل يفهم المواطن أن البقاء عليه حال لا تقتنع كل الأطراف كما جاء في تصريحات المؤتمر الوطني حوله سيوقف المزيد من الارتفاع؟!

عودة الكودة إلى بيته
كأني بالدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي يعود إلى البيت السياسي الإسلامي في السودان بعد أن أطلق تصريحاته التي احتفت بها هذه الصحيفة وهي تعيد نشرها نقلاً عن صفحته في موقع التواصل الاجتماعي حول الوضع المأساوي المؤسف في مصر التي فتحها وأدخل فيها نور الإسلام ولغة العرب لتنضم إلى الإقليم العربي سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه. إن سيدنا عمرو بن العاص تعرض لإساءة من القاص المصري أسامة أنور عكاشة ولم يحاكمه نظام مبارك.. والمثل المصري يقول: «السفيه شتم الباشا». إن السفيه عكاشة أساء إلى فاتح مصر ومؤسلمها ومعرِّبها سيدنا عمرو رضي الله عنه وأرضاه. وبالعودة إلى موضوعنا فإن الدكتور يوسف الكودة قال: «إن مناصرة الإخوان المسلمين في مصر بالقلم واللسان والمال واجب ديني وأخلاقي».. انتهى
إن الدكتور يوسف الكودة بهذا التصريح إذا تراجع بعده عن اللجوء السياسي غير المفيد إلى سويسرا وعاد إلى أرض الوطن يدافع عن الشرعية في مصر والهوية الإسلامية في السودان يمكن أن يفتح المجال واسعاً لحزبه ليكون ضمن تحالف المعارضة الإسلامية والوطنية الموازي لتحالف المعارضة العلمانية التي يعمل بعض أعضائها مثل نصر الدين الإمام الهادي والتوم هجو في المشروع التآمري الأجنبي بواجهة الجبهة الثورية التي تخوض معارك صفرية بالنسبة للمواطن السوداني. إذن لم يبق أمام صاحب الدكتوراه في الفلسفة الدكتور الكودة إلا أن يسحب توقيعه مع الجبهة الثورية الذي تجاوز به «الحاكم» وهو مخالفة شرعية في نهج أهل السنة والجماعة الذين كان أبرز دعاتهم.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version