أمس الأول الإثنين الموافق 10 نوفمبر 2008 م ذهبت في زيارة خاطفة لأحد زملائي القاطنين في حي جبرونا الواقع غرب المويلح بأمدرمان، وذكرت التاريخ أعلاه بإعتباره أحدث زيارة لي إلى تلك المنطقة مقارنة بأول زيارة لي إلى تلك المنطقة في بداية تسعينات القرن الماضي عندما تم ترحيل الساكنين هناك قسرياً إلى هناك بعد ثلاثة ايام فقط وكانت تلك الرحلة التأريخية التي تعود إلى حوالي 16 عاماً عبارة عن قافلة إغاثة في مكان مقفر تملأنا الأتربة من كل إتجاه، وكانت المظلات المتوفرة آنذاك كم قطعة من الجوالات أو الكراتين… المهم لقد كانت تلك المنطقة صراحة جد عبارة عن صحراء جرداء حمراء الرمال ولذا فقد أطلق هؤلاء إسم (جبرونا) على مكانهم بقي الإسم صامداً أمام محاولات سلطات ولاية الخرطوم التي حاولت محاربة هذا اللفظ المشين في حقها فهي تقول بأنها لم تجبر السكان على قبيح.
المهم على كل ما زرته قبل عقد ونيف لم يعد كذلك اليوم ولا داعي لسرد المساوئ الموجودة هناك والصعوبات التي تواجه الساكن هنا، فالغرض من موضوعنا اليوم هو الإشادة بما يستحق وإيضاح ما نراه يستحق لفت نظر المسؤولين.وكما قلت بأن الكثير من التغييرات حدثت ومنها أن المنطقة تم تخطيطها منذ فترة طويلة بواسطة مجهودات وزارة الشئون العمرانية بالولاية، داعين لهم بالعافية، وصارت جبرونا لها مواصلاتها وخطها المنتظم من سيارات الأجرة في سوق ليبيا.
في الذهاب والإياب يلاحظ الزائر بأن الطريق تتشكل ما بين المسفلت لمسافة ثم الترابي لمسافة أخرى. لم تعد التعرجات كما كانت في السابق وكذلك ليس الطريق كله وعراً عبارة عن حفر فقط أو الإدعاء بأنه سالك ومسفلت… فكل من هذين متوفر.. وهو بذلك حسب رأيي أفضل بكثير مما كانت عليه هذه المنطقة قبل سنوات مضت. واثناء عودتي لاحظت في أحد الأحياء الذي عندما سألت الكمساري فيما بعد عن إسمه قال إنه (ود عيسى) بأن الطريق المتجه شرق-غرب مسفلت سفلتة جيدة ولمسافة معقولة جداً يعكس الجهد الذي بذل في إصلاح هذا الصرح العظيم.. واقول عظيم لأن الطريق في زماننا هذا أحد أهم ركائز التنمية. [/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1078 – 2008-11-13