جذبت الضوضاء التي أحدثتها السيدة أعين الناس لوقت ليس بالقصير، وكان إصرارها واضحا على إسماع شكواها التي أرادت لها أن تكون في مكان عام، وتخيرت وقت صعود الرئيس إلى المنصة لتبلغه بها، ربما أن الجزع والأدمع التي تتالت على خدها، هو ما جعل رجال المراسم والأمن يفاوضونها برفق إلى حين فراغ الرئيس من حديثه، حتى أتت إحدى الفتيات وقادتها بعيداً عن المنصة، بعد أن أحدثت إرباكا واضحاً في القاعة.
لم تنطفيء في أعين السيدة الأربعينية حتى بعد أن انتهى خطاب “البشير” والتقتها (المجهر)، لتحكي لها عن السبب الذي دعاها إلى اقتحام خطاب الرئيس وبث شكواها، وقالت:أنا أم الشباب و”البشير” بيرعي الشباب وأنا سودانية ولقيت الإعلان عن المؤتمر ده في الشارع، وقمت جيت هنا عشان أورى الرئيس مشكلتي…أنا اسمي “ماريا محمد آدم أبكر” وساكنة الكلاكلة شرق..عندى أربع بنات وأربعة أولاد وزوجي اتوفى في نيالا في دارفور في الأحداث في مشكلة قبلية، وأنا ماعملت حاجة وقلت للرئيس انت راجل عادل وبتقول الكلام الطيب، لكن مشيت للجهات المختصة ومافي زول اشتغل بي وقلت ليهو يا السيد الرئيس عايزة لى مية متر بس عشان تلمني أنا وأولادي وما عايزة أي حاجة تاني. وقبل ما أكمل كلامي ساقوني ودخلوني في الغرفة والرئيس طلع وماقدرت أبلغوا كلامي ده).
محمد إبراهيم الحاج
[/JUSTIFY]