الحزب الحاكم مجرد ديكور وخلطة عواجيز وشباب وسيدات، لاكمال المنظر تماما مثل قطع الإكسسوارات التى يضعها الناس فى صوالين البيوت (لا يودى ولا يجيب)، ولكنه فقط يأخذ التعليمات وينفذها أو يجتمع فى المناسبات ويحشد العضوية ليوهم نفسه او غيره بأنه حزب له مجلس قيادى ومجلس شورى وجمعية عمومية ..إلخ، ولكنه فى الحقيقة ( لمة) مثل اى ( لمة) فى مناسبة زواج ما تلبس أن تنفض بعد أن تجتمع بدون ان يكون لها حق اتخاذ القرار فى موضوع الزواج .. أما القرار ففى مكان آخر بعيد تماما عن الصيوان ..!!
* لا يوجد حزب حقيقى فى السودان، فكلها احزاب مظهرية ديكورية، القرار فيها عند شخص واحد فقط هو رئيس الحزب، والبقية آليات تنفيذ، ولم يكن القرار فى يوم من الايام داخل حزب المؤتمر الوطنى بأسمائه السابقة أو الحالية الا فى يد شخص واحد فقط ما عدا بعض الحالات النادرة جدا، ولكن فى معظم الوقت كان القرار فى يد واحد.
* من يعتقد أن الذى اتخذ القرار هو القطاع الاقتصادى بالحزب او المجلس القيادى أو أية جهة داخل الحزب هو شخص غير ملم بالحقائق وغير عارف بالوضع الكائن فى الحزب او فى البلاد بشكل عام ، فالدور الذى ادته هذه (التجمعات) أو (اللملمات) فى المؤتمر الوطنى هو انها فقط بصمت على القرار .. وعليها ان تجد الطريقة المثلى للتنفيذ ..!!
* كما ان الحكومة غير خائفة او مترددة فى اعلان رفع الدعم عن المحروقات، أو الصحيح رفع اسعار المحروقات لأن الحكومة فى الحقيقة لا تدعم شيئا بل بددت كل شئ، ولو استغلت ايرادات البترول الضخمة منذ بدء التصدير فى عام 1998 بعيدا عن الأنانية وحب الذات والفساد، لكان السودان الآن فى أحسن أحواله الاقتصادية ولكنها لم تفعل فذهب البترول فى ما لاينفع وبقيت الحسرة والمعاناة التى لم يشفى منها السودان فى يوم من الايام، والمضحك ان يقول المبروك مصطفى عثمان اسماعيل ان “الذى يُصعِب على الحكومة اتخاذ القرار هو انها لا تريد للشعب ان يعود الى فترة ما قبل استخراج البترول ..الفطام صعب” .. وكأن استخراج البترول أفاد المواطن والبلد فى شئ .. ويضيف المبروك ان عدم رفع الاسعار الذى لم يسمه حتى رفع الدعم وانما (تصحيح مسار الدعم)، استخفافا بالمواطن واعلانا مقدما عن المزيد من الزيادات فى المستقبل، “سيجعل الحكومة تشيل قرعتها وتشحت” .. !!
* أقول .. لقد تأخرت الحكومة فى اعلان القرار ليس ترددا منها او خوفا أو رحمة بالمواطن كما قال المبروك، ولكنها تتبع سياسة ( يا خبر النهاردة بفلوس بكرة ببلاش) وذلك حتى اذا صدر القرار يكون الكل على علم به فلا يلفت نظر احد ولا يثير أحدا.
* أعلنوها خلونا نشحت .. ما نحنا شحاتين، حاشاها الحكومة !!
صحيفة الجريدة
[/JUSTIFY]