ومنتخبنا الوطني أصبح محل شد وجذب، وتحولت مسألته إلى قضية، حيث تقول الارقام التاريخية إن أبرز الصفات التي اطلقت عليه هي «اليتيم» من واقع انه لا يملك القاعدة الجماهيرية، فضلاً عن كونه لا يحظى بالاهتمام الاعلامي، وعادة ما يرعى شؤونه الاتحاد السوداني لكرة القدم «إدارياً وفنياً»، أما مالياً فمسؤوليته تقع على عاتق الدولة، ومع دوران كرة القدم داخل إطار الكرة الارضية فقد أصبحنا نحن الشعب السوداني نختلف عن نظرائنا في العالم في النظرة الموجهة نحو المنتخب الوطني، حيث نعاني من فقدان العديد من الأساسيات والثوابت في نظرتنا للمنتخب الوطني، حيث يعتقد معظمنا انه لا يستحق الاهتمام ولا جدير بالمتابعة، كما ان نتائجه ليست ذات اثر أياً كانت سلبية أم إيجابية، وهنا نهمل تماماً المعيار الدولي الوحيد لقياس تقدم الأمم او تخلفها رياضياً وتحديداً لكرة القدم، إذ أن العالم كله يعتمد على نتائج المنتخبات الوطنية في تصنيف ترتيب الدول.
قبل أيام قلائل تواصلت النقاشات حول المنتخب الوطني السوداني بوصفه قضية خاصة بعد الخسارة الكبيرة التي تعرض لها أمام منتخب ليسوتو، وقد قذفت به هذه الهزيمة الى ذيلية المجموعة، الشيء الذي جعل الكثيرين يوجهون انتقادات حادة صوب «الاتحاد العام والكابتن محمد عبد الله مازدا المدير الفني للمنتخب واللاعبين»، حيث يحمل الجميع المسؤولية للاتحاد ومازدا، وبالرغم من أن هاتين الجهتين يقع على عاتقهما الواجب الأكبر، إلا ان هناك جهات أخرى تتحمل المسؤولية، ومنها الاعلام وضعف الحس الوطني لدى المشجع الكروي، اضافة الى قصور واضح في الامكانات المادية التي من المفترض ان توفرها الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة من واقع ان المنتخب الوطني إحدى المؤسسات السيادية التي تتطلب الاهتمام والمتابعة من الجهات العليا.
قناة النيل الازرق نظمت جلسة نقاش في برنامجها «البحث عن هدف» الذي تقدمه الزميلة ميرفت حسين، وشارك بالحديث في هذه الجلسة المدرب أحمد عبد الله والإعلامي المدرب الزميل الرشيد بدوي عبيد وكاتب هذه السطور. وخلال هذه الحلقة تركز الحديث حول القضايا والهموم والسلبيات والنواقص واسباب العلة، وطُرح السؤال الى متى يظل المنتخب الوطني في مؤخرة الاهتمامات ومتى ينهض؟
الكابتن محمد عبد الله مازدا المدير الفني للمنتخب يرى أن الاهتزاز الأخير لنتائج المنتخب يعود الى التغيير الكبير الذي طرأ والذي يهدف الى تأسيس منتخب مستقبل. فيما يقول الأستاذ أسامة عطا المنان أمين مال الاتحاد والمشرف المباشر على المنتخب إن هناك عوامل عديدة لا بد من توفرها للنهوض بالمنتخب كما حدث في عامي 2008 و2012م، حيث توفرت العناصر والمقومات المطلوبة، وكان الناتج صعود المنتخب للنهائيات الافريقية، اما في هذا العام فقد افتقد المنتخب كثيراً من الاساسيات ولهذا جاءت نتائجه غير جيدة، وقال اسامة ان كرة القدم لعبة مستمرة من دون توقف، كما ان البطولات الافريقية متواصلة والفرص فيها متاحة للمجتهدين والطامحين، وفي حالة أن تتوفر مقومات التطور فحتماً سينعكس ذلك على نتائج صقور الجديان.
المدرب الاعلامي الرشيد بدوي عبيد يرى ان المنتخب جزء لا يتجزأ من الجسم الكروي العام، فإن صلح حال الاندية وارتقى مستواها فإن ذلك سيرفع من مردود المنتخب الفني، واستشهد بدوي بخروج فرقنا الاربعة من بطولات الأندية الافريقية مبكراً، وقال ان هذا الخروج كان مؤشراً لخروج المنتخب. اما المدرب أحمد عبد الله فيرى ان الانتصارات لا تأتي بالأمنيات ولا بالتاريخ بل بالتخطيط العلمي الدقيق والممنهج، وقال إننا مطالبون بأن نقدم الشكر للكابتن مازدا لأنه تحمل المسؤولية في وقت عصيب، وظل يجاهد ويتطوع من أجل بقاء المنتخب في الخريطة الكروية الإفريقية من دون أدنى مقومات.
وفي ظل هذه الأجواء التشاؤمية المحيطة بالمنتخب الوطني فإن الأمل يبقى موجوداً في أن يعود نجمه من جديد للمعان والبريق، فقط نحتاج إلى أن نغير النظرة ونعيد حساباتنا في كيفية دعم ومساندة وتشجيع صقور الجديان، وأن تعمل الدولة على القيام بواجبها تجاه منتخب البلد، ومن ثم يتم اختيار لاعبين تتوفر فيهم المواصفات المطلوبة، وعندها سيكون لدينا منتخب قوي، ولهذه القضية بقية عبر استطلاع سوف نجريه مع المعنيين. [/JUSTIFY]
صحيفة الصحافة