الشطارة في جلب الولادة
قالت بصوت مُتحشرج كأنها تبكي بفمها لا بعينيها، إن خيطاً رفيعاً من (الطلاق) يفصل بينها وبين زوجها الذي بات على شفا حُفرة من (الزواج التاني).حين تزوجته كانت على يقين بأنه (ما بيعرفش)، حسبما كشف له الأطباء. ولأنه (ولد عمي) كما قالت على ملأ من المنتديات، أقنعها والدها بالزواج منه على طريقة (ولد يفوت ولا أمل في زوج يموت).ولأنه كان وسيماً وقوياً وغنياً و(ظاهر الحُسن شهيّ الكبرياء)، تزوجته عن طيب أنوثة وخاطر، لأن قلم العنوسة بسنواته الثلاثين بدأ يوقّع على وجهها بخط رديء، في مجتمع يحسب (بت الطاشرات) في زمرة الهالكات من النساء.مكثت معه سنين عدداً، بذل فيها (المطارف والحشايا) ليبعد عنها سيرة (الحمل والولادة)، نجح أحياناً وسقط أحايين كثيرة كانت تتعاظم حين يمتلئ بيتهم بأطفال الأقرباء الذين يهبطون عليهم دون مراعاة لفروق مواقيت (الرغبة في العيال).سافر بصحبتها لبيت الله الحرام. رفعت يديها لله بأن يهب زوجها القدرة حتى يضخ في رحمها نطفة تستحيل بحكمته تعالى لمضغة وعلقة ولحم وعظم ثم طفل تسيل مع صراخه أنهار الحياة في وجهها الذي توارى عنه الإشراق.
أقنعه صديق بمعاودة طبيب عرف عنه (الشطارة في جلب الولادة وشأن العيال)، وبعد وخز وطعن وحقن وفك وتركيب، تحرّك الزوج مثل توربينة عمياء، ليعلن بعدها الطبيب عن الأسى: (إنت كوّيس يا أخوي، المشكلة كانت في زوجتك، مشُ حتتصلح نهائي)!
بكى سنواته القاحلات ومضى..
ودسّت هي وجهها في الوسادة الخالية وبكت..
لأنها حين قررت البكاء على سنواتها الخضراء، لم تجد رفيقها..
أتدرون لماذا؟!
لأنه كان لحظتها عريساً يستمتع بغرس (شتلة) طفل صغير في (حواشة) جديدة، أخصب تربة من المزرعة الأولى!
آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]