الديوك في الأمثال السودانية.. أشهرها ديك البطانة والمسلمية

[JUSTIFY]الديوك من الطيور التي حظيت بحيز من خارطة الأمثال الشعبية السودانية حيث نجد أن الديوك في كثير من الأوقات تُضرب للأمثال ويقال على سبيل المثال فلان دا «ديك عدة» كان خلوه يخسر وكان نهروه يكسر واخر يقول.. «ديك البطانة» الساقوا مدلولا، يعني مشى وجا ما فهم حاجة وتتعدد «الديوك» وتختلف المسميات… تتباين القصص والحكايات ويظل «ديك المسليمة» الأكثر شهرة، وشاع من أمر الديوك ثلاثة فأصبحت هذه الثلاثة أشبه بالديوك القومية لأنها صارت معروف على نطاق واسع بمختلف أنحاء السودان.. ومثل كثير من الناس لا يعرف سلوك وطريقة تصرفاته على سبيل المثال «هادئي أو أحمق أو هباش أو كسلان».. (الإنتباهة) استعرضت بعض الحكايات عن مسميات الديوك وضرب الأمثال بها وبعض الأشخاص الذين لهم تجربة مع سفر الديوك باللوري والبص ووسائل الدواب القديمة في ولايتي كردفان ودارفور.

ويُحكى أن رجلاً كان له قفص من الدجاج وديك طويل سمين وهذا الديك (العوير) خرج من قفص الدجاج بعد أن هرجل وأرغى وذهب إلى نحو (منقد) النار الذي تقلى عليه (كفتيرة) كبيرة مليئة بالماء الساخن فضرب الديك المسلمية (منقد النار) بجناحه حتى قلب الكفتيرة فوقعت على الأرض وتطاير منها الماء الساخن ووقع على ديك المسلمية الذي عوعا وصرخ من سخونة الماء (الكفتيرة) فاندفع مباشرة نحو منقد النار فاحترق بالجمر كل ريشه وأصبح كتلة متحركة من النار المشتعل ولكنه لم يفكر في كيفية خمد النار المشتعلة.. فأصبح مثلاً مضروبًا (ديك المسلمية يعوعي وحلتوا في النار).

ويحكي أحدهم أن «ديك البطانة» يُطلق على الشخص الذي لا يعرف شيئًا.. (زي بكون قاعد في وسط ناس بتكلموا عن موضوع وهو ما جايب خبر وما فاهم أي حاجة)، وأصل المثل هو أن الديك في البطانة يكون مربوطًا في جهة البوكس أو اللوري الذاهب إلى السوق للبيع.. (حيث يربط في اللوري من برة الرأس إلى أسفل ويصل السوق مبهدلاً لا أحد يرغب في شرائه ويكرر نفس المنوال كل يوم سوق في القرى والمدن القريبة والكبرى كسوق مدينة رفاعة زي الزول الما فاهم حاجة وسط السوق يمشي وما عارف نفسه ماشي وين).
وفي ولايات دارفور وكردفان توجد نفس طريقة الحمل في البوكس وفي وسائل الدواب القديمة التي تتمثل في الحمير والثيران ودائماً توجد عند العرب الرحل الذين يسيرون بها من منطقة إلى منطقة الاستقرار المؤقت وعند القرية المعنية ويذهوان بها إلى السوق من أجل البيع في الأسواق المجاورة للقرية أو المدينة ويكون لهم زبائن من الأحياء المجاورة وبعض الأشخاص يقومون بشرائها من أجل تربيتها في المنازل والبعض الآخر يقوم بشرائها من أجل العلاج الذي يطلبه الشيوخ بلون معين.. في القرى يمثل الديك للسكان مصدر دخل ثابث وفي نفس الوقت يعتبر مصدر إكرام حاتمي للضيوف في المقام الأول وخاصة في الولايات التي تمتاز بكرم أهلها. ويخص به الضيف العزيز أي الذي له مكانة كبيرة ويقابلها هو باحترام.

طرائف عن الديوك من طرائف الديوك في السفر قالت حاجة فطومة وعمرها الآن يتجاوز السبعين عاماً أنها كانت عائدة من الجزيرة إلى أبو دليق وهي تحمل (5) دجاجات هدية من أقربائها وقد سجلت لهم زيارة وعند وصول محطة منزلها نزلت ومعها (10) دجاجات بدلاً من (5) لأن الخمس دجاجات كانت مربوطة في آخر اللوري وهذه الطريقة يمكن أن تأخذ أكثر من حقك نتاج ربط الديوك أو الدجاجة في صف واحد أو خط مستقيم.

وفي إحدى السفريات باللوري حكى العم أحمد حسن وهو مسافر باللوري من سوق بحري إلى عطبرة وكان اللوري مليئًا بالديوك والدجاج وعندما حان وقت أذان الصبح صاحت كل الديوك بصوت واحد وأصيب أحد الركاب بالضجر بسبب الإزعاج وقام بأخذ بطانية مساعد اللوري ووضعها في أذنه من إزعاج الديوك.

وقالت الحاجة بتول بائعة دجاج سابقاً إن حمل الدجاج بطريقة الربط في عصا وسيخ في السفر من قرية إلى قرية أخرى في اللوري على الحافة من ناحية صحية لا يعاني من أي مرض ويمكن أن يتحمل سفرًا يستغرق يومًا أو يومين ومن ناحية أخرى إعلان للبيع بالنسبة للقرى المجاورة ولا يمكن وضعها داخل البص؛ لأنه يحتوي على الديوك الكثيرة وأكثر من (60) دجاجة وبعض الركاب يقوم بربط حبل على أرجل الديوك حتى يتم تمييزه عن بقية الدجاج.

وحكت رباب حسن أن جداتها الثلاث اللائي تزوجت فيهن واحدة وأنجبت طفلاً فمات أبوه بعد مقدمه للدنيا بسنتين فحظي المولود بحب على حب، ويقال إنه في ذات يوم مرض وامتنع عن الأكل فوصف له الطبيب احتساء الشوربة فذهبت الأخوات الثلاث لشراء ديك من السوق الذي يؤتى به من القرى القريبة وبعد شرائه عدن للبيت ولكن في الطريق استوقفتهن إحدى الجارات السائلات عن صحة الصغير فقصصن قصة مرضه من البداية إلى النهاية، ثم سألت الثانية وجاء ردهن بنفس الطريقة إلى أن فارق الديك الحياة من طول المسافة الزمنية وليس المكانية وأصبح مثلاً مشهورًا في رفاعة (ديك بنات طه).

على لسان أحد سائقي اللواري السفرية قال إن وضع الدجاج في حافة اللوري يجعله لا يصدر صوتًا ونسبة لمسافة الطريق الطويلة ويمكن أن تموت في الشارع ويتحمل السائق المسؤولية.

وفي الليل تسبب إزعاجًا للركاب وخاصة لو تعرضت إلى فريسة مثل الكلاب أو عند النزول في محطة وقبل استلام أصحابها تتعرض إلى السرقة لذا يهتم السائق بها اهتمامًا حتى لا يتعرض إلى الغرامة.

صحيفة الإنتباهة
عائشة الزاكي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version