( س ) طالب جامعي في مقتبل عمره ، حضر مع والدته و بعض أفراد أسرته من بلاد الاغتراب لمواصلة دراسته الجامعية بالسودان ليقيما بمنزلهم بأحد الأحياء ” الراقية ” بالخرطوم ، وبقى والده بالمغترب ليعمل ويكدح ليل نهار ليوفر لقمة عيش كريمة لأسرته بالسودان .
يتعارف ( س) مع أقرانه من شباب الحي الذي يقطنه . ويشاركهم سمرهم ولهوهم ، وفي ليلة خريفية متأخرة من ليالي العاصمة يتصل أحدهم بـصديقه ( س) للخروج معاً عند منتصف الليل للسمر والترفيه بعد أن أفلح صديقه في ( سرقة ) مفتاح سيارة والده الفارهه ، خرج ( س ) وهو يسحب رجليه و يكتم أنفاسه لكي لاتشعر والدته بخروجه في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، ويلحق بأقرانه ، ولم تمض ساعة وإلا هاتف ذويه يرن عند الثانية صباحاً بوفاته في حادث أليم بسبب قيادة ( طائشة ) لمن هم بصحبته ، راح ( س ) بعد أقدار الله ، ضحيّة لغياب الأب وفساد الشارع ورفقاء السوء .
نحتاج فعلاً لأدوار فاعلة ووسائل فعّالة تسهم في تربية النشيء وحماية المجتمع من التصدع والكوارث التي تحف بهم .
هناك غزو فكري وثقافي يحاصر مجتمعنا من كل جانب وظهرت أشكاله في نماذج عديدة من الروايات والحوادث نحتاج فيها لـ (Antique Fairs ) يقينا هذه الهجمات والاستلاب .
فمن الغرائب والعجائب أن نسمع بجرائم غريبة وعجيبة وشاذة على مجتمعاتنا وهي تستهدف الشباب ، أخطرها ترويج المخدرات بين طلاب وطالبات الجامعات مع الأسف ” والترويج ” للدعــارة بواسطة شبــكات دعـــارة دولية بالخرطوم كما جـــاء بالزميلة ” الإنتباهة ” لخبر يزلزل الأركان وذلك بوضع السلطات الأمنية يدها على عدد من شبكات الدعارة المنظمة بالخرطوم تقودها مجموعة من النساء القوادات. وقد كشفت المعلومات الأولية عن شبكة خطيرة تعمل في تجارة الدعارة وترويج الرذيلة وسط الأجانب والبعثات الأممية والدبلوماسية، والكشف عن مخطط تموله جهات لم تفصح عنها تستهدف تفكيك المجتمع الســــوداني المحافظ وإشاعة الرذيلة بين الشباب ووسط الجامعات، والتركيز على بعض الأحياء الراقية بالخرطوم.
وقد أشارت ( الصحيفة ) لمعلومات من مصـــــادر تؤكد استهداف الشبكات لطالبات الجامعــــات عن طريق الاستدراج بواسطة قـــوادات وسيطة من داخل الجامعات يستخدمن حبوب الهلوسة المخدرة( الخرشة) فيُدمنَّ ومن ثم يتم تسليمهن لزعيمات الدعارة المنظمة. ورصدت تحريات السلطات لأوكار فخيمة وسط الأحياء الراقية بالخرطوم تُدار بروؤس أموال كبيرة تصل المليارات.
الأمر جدّ خطير ويجعلنا نقف عنده بجدية وحزم لنحافظ على ماتبقت من قيم مجتمعنا وحماية نشأنا وفلذات أكبادنا من جلساء السوء وشياطين الأنس الذين يسوقون للرذيلة ويهدمون الفضيلة ،
فالمسؤولية تضامنية بيّنها لنا رسولنا الكريم في قوله ( فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
بقلم : محمد الطـاهر العـيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]