وقفتُ والنصر بادِ في وقفتي على خبر جاء فيه أن إحدى سلطات المقاطعات الأندونيسية تقوم بتحويل رواتب موظفيها إلى حسابات زوجاتهم بغية مكافحة ظاهرة الخيانة الزوجية، اعتقاداً أن ذلك يتسبب في كبح لجام رغباتهم عندما يمتلكون أموالاً كثيرة.. حيث يتم في المقاطعة تحويل رواتب الموظفين في حساب زوجاتهم تدبيراً للقضاء على احتمالات إقامة علاقات خارج إطار الزواج.. وهي دعوة للنساء السودانيات للمطالبة بتطبيق التجربة الأندونيسية حتى تأمن على الموارد الاقتصادية لزوجها الذي في ظل الظروف الاقتصادية القاسية سيصبح مشلولاً تماماً حالما «آمنت الإرادة السياسية في البلد بالفكرة». ورغم إيماني العميق بأن «السودانية» في غالب الأحيان لا تعرف مقدار ما يصرف زوجها من مرتب وخلافه يبقى الوصول لمرحلة أن تدخل هذه الأموال في حسابها باباً من النصر يضاف للخمسة والعشرين في المئة إياها، حيث يصبح المجموع مئة في المئة، ويصبح أمر «صاحبنا» هيناً ليناً.. حيث لا مانع بعد ذلك أن يقوم بممارسة «زوغان العيون وطيرانها ما دام الأمر لا يعدو مجرد طق حنك وأوهام لا ترتبط بمصدر الرزق إلا في حالة كانت الأخرى محل النظر امرأة مقتدرة لا يهمها الصرف عليها»، وفي هذه الحالة لا تلقي المرأة كثيرُ بالٍ بأن يستمر الأمر أو ينتهي ما دامت هي الممسكة بملف «السلطة والثروة» وتمارس المركزية بقوة.. وما أجمل إحساسها عندما يقف أمامها «سيدهم» مطالباً بالاحتياجات الضرورية مثل «الترحيل أو حق البنزين، حق الفطور وفنجان القهوة.. وحق الكشف للمناسبات.. و.. و..» ولأن المرأة ذكية بالفطرة ستمارس عليه نوع من «المن» عندما يتجاوز حدود الاحتياجات الاستراتيجية، الأمر الذي يعني أنها ستكون لصيقة بكل كبيرة وصغيرة في الشؤون الاقتصادية من «تضخم وسعر الصرف.. و..» وحالها يماثل حال الخبراء الاقتصاديين.. ويا ويل «سيدهم» إذا كانت «المدام» من النوعية التي تحب «كلفة نفسها.. يعني تحب مواكبة الموضة والنيولوك» لأن الأموال عندئذٍ ستذهب إلى بيوتات الموضة ومراكز التجميل ولن يتحصل «سيدهم» على حق الضروريات لينعم بسلبية تامة أمام رغباتها.. فهنيئاً لكن سيداتي أن استطعت اقناع مراكز القوى والسلطة في البلد بجدوى تحويل أموال الأزواج لحسابكن لتصبحن أنتن الآمرات الناهيات.. ويصبح «سيدهم» خالي الوفاض.
آخر الكلام..
أكاد أجزم أن هناك امرأة في هذا البلد تعلم تماماً كم دخل جيب زوجها الذي دائماً ما يخبرها بصرفه من «البانشيت» أما المحسنات البديعية تحتاج للاقتداء بالتجربة الأندونيسية حتى بلوغ الأهداف النسوية الكلية في إطار تفعيل السيادة النسوية على العالم أجمع.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]