ماهر الأسد.. رجل المهام القذرة والفتى اللعوب

[JUSTIFY] إنه الرجل القوي الذي يقف خلف الرجل القوي، الشقيق الذي يدير دفة العمليات العسكرية، بينما يتولى شقيقه دفة العمليات السياسية.
إنه ماهر، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يصفه محللون بأنه الشخصية الأكثر قسوة داخل النظام وفي أسرة الأسد، بما يفوق بأضعاف ما لدى شقيقه.

ويقول جوشوا لانديس، الباحث في جامعة أوكلاهوما، إن ماهر هو “أمين سر” أسرة الأسد والرجل المكلف بإبقاء العائلة في الحكم، وهو دور يبدو أن الشقيق الأصغر للرئيس السوري يستمتع بالقيام به، إذ ينقل أحد الذين قابلوه شخصيا، بأنه ظهر خلال الاجتماع ببذلته السوداء ونظاراته الشمسية وشعره المصفف إلى الخلف، وكأنه أحد أعضاء المافيا.

أما تيد قطوف، السفير الأمريكي السابق في سوريا، فيقول إن ماهر الأسد “يعتبر نفسه مصدر القوة لآل الأسد.”

ويتولى ماهر رسميا مهمة قيادة قوات النخبة في الجيش السوري، وتحديدا الفرقة الرابعة المدرعة وألوية الحرس الجمهوري، كما يدير فعليا مجموعات “الشبيحة”، وهي فرق المليشيات المسلحة المؤيدة للنظام، والمكونة بشكل رئيسي من العلويين الذين تنتمي أسرة الأسد إليهم.

ويقول لانديس إن ماهر كان دائما على رأس العمليات القتالية الأكثر وحشية في سوريا، خاصة وأن فرق “الشبيحة” ليست مسؤولة عن دعم النظام فحسب، بل يحملها البعض مسؤولية ارتكاب عدد من الجرائم الأكثر دموية في سوريا.

الرجل الغامض

يحيط ماهر الأسد نفسه بهالة من السرية موازية لهالة الوحشية التي ترافقه، ويقول لانديس إن المعلومات المتوفرة عنه شحيحة للغاية، إذ يندر أن يظهر في أماكن عامة، ويحرص على مواصلة التنقل وتجنب التحدث عبر الهاتف، ولا تمتلك وسائل الإعلام إلا مجموعة محدودة من الصور له يعود معظمها إلى عام 2000 عند مشاركته في جنازة والده، الرئيس السابق حافظ الأسد.

ويعتبر لانديس أن السبب الرئيسي لهذا الغموض المحيط بماهر يكمن في رغبة بشار الأسد بالحفاظ عليه، باعتباره الشقيق الوحيد الذي مازال على قيد الحياة، بعد وفاة شقيقه مجد عام 2009 وقبل ذلك شقيقه باسل عام 1994.

وتندر المعلومات حول ماهر إلى درجة يسود معها الغموض حول وضعه الصحي، إذ أن البعض قال إنه مصاب، ورجح آخرون أن يكون قد فقد إحدى ساقيه خلال هجوم على اجتماع لقيادات أمنية سورية عام 2012، إذ لم يظهر إلى العلن منذ ذلك الحين.

ومن الغموض المحيط بماهر الأسد تشكلت أسطورة حول تلك الشخصية، إذ يقول البعض إنه كان المعارض الأكبر لزواج شقيقته بشرى من آصف شوكت – الذي تولى لاحقا منصب نائب وزير الدفاع قبل اغتياله في تفجير اجتماع القيادات الأمنية – إذ تشير بعض المصادر إلى أن الأمر وصل به (ماهر) إلى حد إطلاق النار على شوكت وإصابته في بطنه.

ويقول قطوف إن هذه القصة، التي لا يمكن التأكد من صحتها، هي “مؤشر إلى طبيعة شخصية الرجل.

أما لانديس فيعتبر أن ماهر “هو الشخص الذي ينظر البعض إليه على أنه الرجل القوي الواقف خلف العرش، والقادر على تنفيذ المهام القذرة.”

ماهر “الفتى اللعوب”

ويشير قطوف إلى جوانب أخرى في شخصية ماهر الأسد، ويصفه بأنه شخص هادئ وغير مهتم بالقضايا السياسية الراهنة، وقد ظهر بهذا المظهر عدة مرات خلال اجتماعات مع شخصيات عربية.

ويضيف السفير الأمريكي السابق: “لم يظهر على ماهر أي اهتمام بالقضايا التي كانت تثار (خلال الاجتماعات مع الشخصيات العربية)، ولكنه كان يسارع إلى المشاركة في الحوار بمجرد أن يتحول الحديث إلى تناول شائعات حول المطربين والممثلين وفضائحهم الجنسية.”

ويبدو أن هذه الصفات بماهر لا تزعج شقيقه الرئيس، إذ أن الأخير يقدم الولاء العائلي على الاهتمام بالقضايا السياسية العامة، ولذلك يحرص على تولية أقاربه مسؤوليات سياسية، ولكن قطوف لديه وصف خاص لماهر، إذ يقول: “ماهر يرى نفسه الشخص الموكل بحماية النظام.. هو شخص بشع.. بشع للغاية.”

صحيفة المرصد

[/JUSTIFY]
Exit mobile version