كلام نواعم .. علاقة الفن بالمجتمع

[JUSTIFY]في هذه المساحة أتحدث عن حلقة الوصل بين الفن كفن والمجتمع، كما أنوه في هذا السياق بالدور الذي يقوم به الفن بمختلف أشكاله وكل شرائحه ، ولكن قبل الولوج في خضم تلك العلاقة يجب أن نحدد دور الفن بإعتباره فن قائم بذاته، بحيث لا نقف حيارى حول هذه الجزئية من الموضوع لهذا كان لزاماً علينا أن نستدل ببعض وجهات النظر التي نطرحها، حيث نتفق جميعاً على أن الفنون هي نشاط إنساني متعدد الإتجاهات يقوم بها فرد أو مجموعة أفراد يشكلون شريحة من المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذه الفنون تقدم مجموعة صور لحياة المجتمع يجسدها الفنان ويرسمها حسب ما يتخيلها ويتصورها في ذهنه كما نجده في أغنيات الشمال، وهذا على سبيل المثال، فنجدهم يجسدون طبيعتهم وبيئتهم في أغنياتهم وحنينهم إلى أرضهم، وبالتالي يمكننا أن نقول إن الفن حالة شعورية يتقاسم في خلقها الذهن والقدرات الذاتية التي تبرز عامل الإبتكار والإبداع بحيث تكوّن لنا لوحة معبرة وكاملة الأبعاد والمواصفات، مما تبعث الأثر الفني للبيئة والمجتمع، فالأثر الفني هو الباعث الذي يحقق التذوق الفني ويولد الإحساس تجاه العمل الفني بالمنظور العام، وبذلك يكون للفن أهمية ودور فعال في مسيرة الحياة الإجتماعية وزيادة الوعي الإجتماعي والثقافي بين أفراد المجتمع، فان الفن في حد ذاته أخلاق يسمو بها الفنان بل أنه غاية يسمو بها للوصول إلى هدفه وأن يسعى الفنان إلى نفسية نقية خالية من الغدر والكراهية والحقد والحسد، وأن يكون له رسالة سامية يجب أن يؤديها نحو مجتمعه بشرط أن تكون ذات مضامين هادفة ومؤثرة، وأن تساهم في تطور المجتمع. إن الفن تعبير حقيقي عن المجتمع، والمجتمع هو الذي يشكل هذا الفن بصوره وأشكاله، كما أنه يحدد قيمته بما أنه جزءاً لا يتجزأ من الوجود. فالحياة معين لا ينضب ونبع يستسقي منه، فالفنان أفكاره خلال ذاته فنجده ساعياً لإدراكه والتعبير عنه وفق موهبته وميولاته، ولهذا فإن المجتمع يعد وصف لشئ منظور إنما هو خيال يسبح في فضاء الذهن والخيال نسيج وهمي غير محدد المسافات ولا يتأتى إلا في وجود مناخ نفسي مناسب يتعاطى معه الفنان للوصول إلى فكرة الموضوع، فيدخل في تجربته الخاصة التي تبحر به في أعماق الواقع الحي ويستغرق في التأمل ثم التأمل حتى تنضج التجربة بعدما يضيف إليها ما يراه ملائماً لإكتمال الصورة التي بذهنه، إنها روح الفنان ورؤيته الثاقبة نحو الوجود، فيخرج للمجتمع بثمار فنية أفرزتها قدراته الإبداعية، إنه الخلق الفني الذي ينضوي تحته جمالية الصورة الفنية حينئذ يكون الذهن على درجة عالية من الوعي والنضوج والإحساس بالقيمة الفنية لتلك الصورة التي تنتهي إلى قالب فني متكامل، والإبداع ما هو إلا حالة يتحكم فيها الفنان في أدواته وتعبيراته الجلية، وبالتالي نخلص بأن الحياة الإجتماعية هي نقطة إنطلاق الفنان وهي التي تربطه بالمجتمع الذي يستمد منه فنه وإبداعاته وكينونته.
همسة نواعم
جفت ينابيع الحنان في عيونك المتوهجين
راجيك كاتلني العطش مستني منك كلمتين
وأنا في إنتظارك بالأمل أصبح يغازلني الحنين
العمر يجري.. ويعني ما تجري كان جرت السنين

اعتماد عوض : صحيفة الوطن

[/JUSTIFY]
Exit mobile version