د.عبدالماجد عبدالقادر : التنس أمريكي والكديس سوداني!!!

[JUSTIFY]نقص الطرفة المشهورة بمناسبة أن السفير الأمريكي استانفورد قد شوهد في وسائل الإعلام وهو يوزع الكاسات والهدايا بعد المباراة في لعبة التنس التي يعشقها الأمريكان والتي أُقيمت في الخرطوم بين فريق سوداني وآخر أمريكي يمثله أعضاء السفارة.. وذكرت الصحف أن فريق التنس السوداني هزم الفريق الأمريكي شر هزيمة وهلّلت وسائل الإعلام لتحقيقه هذا الانتصار الباهر احتفالاً بيوم فرجينيا. وطبعاً لم ينسَ السفير استنافورد أن يؤكد حرص بلاده على علاقات متميِّزة مع الشعب السوداني في كل المجالات.

وتقول الطرفة إن «الأمم المتحدة» كانت قد قررت الاحتفال بأفضل «الكدايس» أو «القطط» في العالم من حيث قوة البدن والروح الرياضية والرشاقة.. ولهذا فقد تقرر إجراء مباراة «للصراع» بين كدايس العالم انتهت بفوز الكديس الأمريكي على كل قطط غرب أوربا والولايات الأمريكية وكندا ودول أمريكا اللاتينية ودول أمريكا الجنوبية… ومن الناحية الأخرى فإنه وعلى غير المتوقع.. انتصر الكديس السوداني على كل كدايس إفريقيا والشرق الأوسط ودول شرق آسيا وشرق أوربا.. ولهذا فقد تقرر أن يتم إقامة مباراة فاصلة في «لوس انجلوس» بين الكديس الأمريكي والكديس السوداني لتحديد من يستحق الجائزة..
وفي اليوم المحدد للمباراة اجتمع الناس من كل حدب وصوب.. وجاء رؤساء الدول وجاء الدبلوماسيون.. وهلم جرا…
وبدأت المباراة في أجواء حماسية وكانت التشجيعات تذهب إلى الكديس الأمريكي.. ولكن مع ذلك فقد شوهد الكديس السوداني وهو «يشيل الأمريكي فوق ويلبخ بيهو الدلجة» و«يشيلو فوق ويدق بيهو الأرض» ويشيلو فوق ويضرب بيهو الواطة».. وعلى قدر ما حاول الحكم أن يساعد الكديس الأمريكي إلاَّّ أنه فشل لأن الكديس السوداني كان متفوقاً جداً على الأمريكي… وفي النهاية اضطر الحكم إلى إعلان فوز الكديس السوداني على الكديس الأمريكي فوزاً ساحقاً وبالضربة القاضية..

وقام الكديس الأمريكي وهو «يتنشف» بالبشكير واتجه نحو السوداني بكل الروح الرياضية وبارك له هذا الفوز المستحق ولكنه سأله أن يخبره بكل الصدق عن تلك الطريقة التي استعملها لكي يهزمه هذه الهزيمة النكراء وعن أين تعلم هذه الفنون.. والكديس السوداني أخبره بكل صراحة وطلب منه أن يكتم السر وقال له «يا خي أنا في الحقيقة ما كديس.. أنا نمر عديل كده.. لكن هناك عندنا حاجة اسمها الجفاف والتصحر وهي التي تجعل النمور عندنا تبدو مثل الكدايس عندكم»..
ورجوعاً إلى عمكم إستانفورد السفير أو القائم بالأعمال الأمريكي والذي وزع الكاسات وقال إنه يحرص على مشاهدة مباراة هلال مريخ.. وشوهد وهو يزور ضرائح الأولياء في أبو حراز ويرتدي ملفحة الصوفية الخضراء.. ويزور الكباشية في الكباشي شمال بحري.. هذا الرجل من المؤكد أنه يتحرك في مساحة واسعة جداً ربما لا تتوفر مثل ذات المساحة للدبلوماسيين السودانيين في أمريكا حيث نعلم أن من شروط الإقامة في أمريكا وفي بعض الحالات الخاصة ألا تزيد مساحة الحركة عن دائرة نصف قطرها خمسة وعشرون كيلو متراً.. لبعض الدبلوماسيين. وإذا علمنا أن ناس أبوحراز على بُعد مائة وخمسين كيلومتراً.. وباقي الطرق الصوفية بعضها على بُعد خمسمائة كيلومتر.. وناس الكباشي على بعد خمسين كيلومتراً من السفارة الأمريكية عندها سنعلم كم هي واسعة تلك المساحة من «الحركة الحُرة» المتاحة لسعادة السفير أو القائم بالأعمال الأمريكي من حيث المساحة الجغرافية ومن حيث مساحة التواصل الاجتماعي الذي يبدأ بالطرق الصوفية ولا ينتهي بالفرق الرياضية والفنانين والفنانات.

وربما يقفز في أذهاننا تساؤل آخر.. وهو إذا كانت أمريكا أصلاً لديها سفير ولديها قائم بالأعمال.. ولديها طاقم سفارة يمكن أن يشكِّل فريقاً يتبارى في التنس مع الفرق السودانية.. فما هو الداعي أصلاً لإيفاد مندوب أمريكي يخصَّص لمعالجة بعض القضايا.. وما هو الداعي لتعيين وظيفة دبلوماسية اسمها المبعوث الأمريكي والذي يتم تغييره «كل كم شهر» ليمارس فينا كل «الفنون الأمريكية» وإذا كان ولا بد من وجود «زول مبعوث أمريكي» فالأجدر أن يكون هو السفير نفسه.. وقديماً قال أهلنا «جنّاً تعرفو ولا جناً ما تعرفو».. وما دام أننا قد عرفنا وتعودنا على إستانفورد فالأجدر أن نواصل معه فإما أن يجنّنا أونجننه»
(EITHER WE MAKE HIM CRAZY OR HE MAKES US CRAZY)[/JUSTIFY]

د.عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version