حركات دارفور الموقعة .. الرقص على أنغام السلام !

[JUSTIFY]في بادرة هي الأولى من نوعها، نظمت حركة التحرير والعدالة الموقعة على وثيقة سلام دارفور بالدوحة حفل إستقبال على شرف وفد مقدمة حركة العدل والمساواة التي يقودها بخيت دبجو الذي حل في الخرطوم قبل أيام، وهو أمر لم تقدم عليه أي من الحركات التي وقعت من قبل على إتفاقيات سلام. واعتبرت الخطوة تأكيداً من قبل التحرير والعدالة برئاسة التجاني السيسي، على جديتها في توحيد الصف الدارفوري خاصة والسوداني بشكل عام، والتقط رئيس وفد مقدمة حركة العدل والمساواة، التوم سليمان، تلك الإشارة مطلقاً مبادرة من منصة الإحتفال تهدف لتوحيد الحركات الموقعة على السلام من أجل حماية ما أسماها بمكتسبات العملية السليمة. واستنكر التوم لدى مخاطبته لحفل الإقتتال القبلي في دارفور، مؤكداً إضراره بالنسيج الإجتماعي، مبيناً أن حركته أقدمت على السلام بعد أن تبين لها أن الحكومة جادة في ذلك أكثر من أي وقت مضى، وقال:”نحن وقعنا السلام ونعلم العواقب ولنا قناعة تامة بالقرار الذي إتخذناه ولن نحيد عن ذلك حتى لو كلفنا أرواحنا “. وأضاف “في السابق كنا نعتقد أن وثيقة الدوحة مفصلة على الدكتور التجاني السيسي وحركته فقط، لكننا عندما حضرنا ورشة في العاصمة القطرية الدوحة وبحثنا المحاور تبين لنا بأن الوثيقة تصلح لأن تكون أساساً للسلام في دارفور”، مؤكداً أن الوثيقة للجميع وقابلة للإضافة داعياً الحركات التي تحمل السلاح للجنوح للسلم ونبذ الإقتتال.

الأمين العام لحركة التحرير والعدالة، بحر ابو قردة الذي (عرض وبشر) بصحبة د. السيسي ووالي غرب دارفور حيدر جالكوما والضيوف، على أنغام الفنانين عمر إحساس وحنان بلبلو، بجانب فرقة تيراب الكوميديا، عندما إعتلى المنصة قال: “إذا قلنا لكم إننا لم تواجهنا تحديات في تنفيذ إتفاق السلام نكون قد كذبنا عليكم.. وجدنا تحديات تجاوزنا بعضها وبقي منها البعض الآخر”.

وحرص جنود وقادة حركة العدل والمساواة جناح السلام، على إرتداء زيهم العسكري الكامل بالإضافة إلى العمامة والكدمول، خلال الحفل ونلاحظ إنفعالهم مع أناشيد السلام حيث كانوا يجوبون مكان الإحتفال يلوحون بأيديهم ويحتضنون بالسلام كل من قابلهم، وقد كشف ذلك المشهد عن مشاعر جياشة نحو السلم ونبه في الوقت ذاته إلى الأجواء التي كانوا فيها من قبل، والتي بالطبع كلها فر وكر وصوت للسلاح والنواح.

أما رئيس حركة التحرير والعدالة التجاني السيسي فقد إعتبر دخول حركة العدل والمساواة جناح دبجو إضافة حقيقية للعملية السلمية وأهل دارفور، وترحم على أرواح الشهداء الذين قضوا في حادثة إستهداف موكب رئيس الحركة محمد بشير داخل الأراضي التشادية، وقال:” طريقنا واحد هو السلام ولا بديل للسلام إلا السلام”، مؤكداً أن صناعة السلام أصعب من صناعة الحرب. ودعا السيسي لمواجهة من يؤججون الصراعات القبلية في دارفور وتقوية الآليات التي تحقق الأمن مثل القوات المسلحة والشرطة، وناشد أوساط دارفور بالعمل على بداية مشوار جديد يعبر بالمجتمع الدارفوري من مربع الحرب إلى دائرة السلام الإجتماعي، وقال: “نتيجة للإستقطاب الحاد بات من السهل أن ينشأ الصراع القبلي في أي مكان”.

وخاطب السيسي وفد حركة العدل والمساواة قائلاً: “إننا على قدر ما طرحتموه من مبادرة لتوحيد الحركات”، وأكد أن شعب دارفور أصبح يكره الحرب وينشد السلام، وبعث السيسي برسالة للحركات غير الموقعة دعاهم فيها للإنضمام إلى السلام قبل فوات الأوان حسب تعبيره وأردف: “نعتقد أن تحسن العلاقات بين جوبا والخرطوم يعد تيرموميتراً للوضع في دارفور، ونعلم أن هنالك كثيرين عبروا الحدود إلى الجنوب ونحن ندعوهم للعودة والسلام”.

الإحتفال الذي أمَه عدد كبير من الكوادر وقيادات الحركات الدارفورية الموقعة وشكَل فيه حزب الأمة حضوراً بارزاً عبر أكثر من خمسة قيادات أبرزهم الأمين العام للحزب إبراهيم الأمين، غاب عنه د. أمين حسن عمر رئيس مكتب سلام دارفور بالحكومة، وعلى الرغم من طول زمن الإحتفال، إلا أن فقرات البرامج التي توزعت بين الخطاب والغناء بالإضافة إلى الكوميديا جعلت الجمهور يبقى في مكانه حتى وقت متأخر من الليل.

صحيفة القرار
لؤي عبد الرحمن

[/JUSTIFY]
Exit mobile version