لم أكن أتوقع من تلك الأحزاب أن تقف إلى جانب الحكومة ضد الشعب والمواطن الغلبان، فالسند الذي تجده من تلك الأحزاب سيبث فيها الروح من جديد، وسيجعلها أكثر جرأة في إخراج القرار إلى الوجود أو إلى العلن بعد أن كان همساً.
إن الأحزاب المشاركة في الحكومة لم تحس بمعاناة المواطن، وإلا لما وافقت على هذا الأمر، فرفع الدعم عن المحروقات تترتب عليه معاناة جديدة للمواطن في كل شيء.. والحياة بعد رفع الدعم ستصبح قاسية وستزداد المعاناة أكثر.. فإذا كان المواطن عاجزاً عن شراء (اللحمة) التي وصل سعر الكيلو فيها إلى أكثر من ستين جنيهاً فكيف سيشتريها بعد رفع الدعم؟ وهذا يعني أن سعر الكيلو سيصل إلى ثمانين أو تسعين جنيهاً.. أما بقية الخضروات فحدث ولا حرج، وكذلك المواصلات التي بدأت ترتفع تعريفتها بصورة غير مبررة ولا أحد يسأل، فلا إدارة المرور ولا الولاية أعلنت عن تعريفة جديدة للمواصلات، وأصحاب عربات الـ(هايس) بدأوا في رفع التعريفة باجتهادهم الخاص، واستغلوا حاجة المواطن ومعاناته في الوصول إلى مكان عمله أو إلى منزله، فكل صاحب مركبة بدأ يعلن التعريفة التي تناسبه، ومن أراد الركوب يركب وإلا فليصبر على المعاناة.. وكذلك أسعار اللبن التي تضاعفت بنسبة (100%) عن سعرها القديم.
إن رفع الدعم الذي وافقت عليه الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة، سيكون وصمة عار على جبينها، والتاريخ لن يرحمها والانتخابات على الأبواب.. أما أحزاب المعارضة الحقيقية التي أيضاً تدرس هذا الخيار، فإن تطابقت وجهة نظرها مع الأحزاب المشاركة في الحكومة فما على المواطن إلا أن يفوض أمره لله وينتظر فرجه، ونتمنى أن يكون فرجه قريباً.
صلاح حبيب: لنا راي : صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]