ابتدر السفير عثمان السيد حديثه قائلاً عن تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية إنه يضم الغالبية العظمى من أهل السودان، وبالعودة إلى نتائج انتخابات عام 1986م نجد أن معظم الأحزاب الكبيرة بما فيها الجبهة الإسلامية القومية بشقيها الوطني والشعبي وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي، هذه الأحزاب حازت على أكثر من «95%» من أصوات الناخبين والأصوات في انتخابات يعتبرها البعثيون والناصريون انتخابات حرة ونزيهة… الحزب الشيوعى حصل فى الانتخابات على مقعدين اثنين لمحمد ابراهيم نقد وآخر، اما البعثيون فلم يحصلوا على اي من المقاعد وهذا دليل واضح على عدم وجود تلك الأحزاب وفاعليتها فى السودان وحتى الآن لم نرَ تأثيرًا أو مشاركة مباشرة فى السلطة لأنهم فرعان، لذلك تنصلت منه الأحزاب الكبيرة ذات الوجود الكثيف المتحالفة معهم، أما بشأن تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية برئاسة أمين بنانى فليس هناك مجال للشك في نجاحه وبغالبية الشعب السوداني أي نسبة «95%» منهم خاصة أن أمين بناني شخص له كاريزما ومعتدل وله قبول من جميع ألوان الطيف السياسي السودانى من خلال مواقفه الواضحة، وفي تقديري هذا التحالف اذا استمر في هذا النهج وبنفس القوة والتجمع الذي بلغ حتى الآن ما يقارب «30» حزبًا حتمًا سيسهم في ان يكون البديل المناسب لقوى الإجماع الوطني الذي قد قبر وأضحى من الماضي وحسابات المصالح أصبحت الحكم.
الإسلام مع الاجتهاد:ويرى الأستاذ والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر أن الاسلام يأتي دومًا مع الاجتهاد في الرأي، والسودان كبلد ديمقراطي قائم على الاجتهاد في الرأي خاصة أنه بلد تحت التكوين لذلك يرى عبد الله أن أي اجتهاد قائم على الشفافية مقبول ويضيف للمجتمع. وأضاف خاطر أن أي بلد ديمقراطي يقوم على تعدد الأصوات وبهذا يرى أن التحالف الجديد يخدم الفكر الإنساني وطبيعة التركيبة السياسية في السودان وكثير من الأحزاب الطائفية قامت على الفكر الديني وحتى المؤتمران «الشعبي والوطني» أيضاً قاما على هذه الفكرة بيد أن عبدالله آدم خاطر يقول إنه إذا كان هذا التحالف الجديد في اتجاه بناء الشخصية وتفعيل دورها سواء كان الافريقي والعربي فإنه مرحب به. ويقول خاطر إن في الديمقراطية ليس هناك حديث عن فرص نجاح وعدمها وإنما هناك مجهودات لتقريب وجهات النظر على الساحة وإذا ما نجحت فإن هذا هو المطلوب، وفي حالة الفشل فلها حق الاجتهاد، ورغم ذلك يرجع لهم الفضل لأنهم ساهموا في بناء مجهود إنساني.
طرحُهُ كافٍ ووافٍ:أما الفريق أول ركن محمد محمود جامع الخبير الإستراتيجي فإنه يرى أن ثمة فرصًا لنجاح التحالف الجديد خاصة أنه من اسمه يختلف عن التحالف الآخر ولكن عليهم يجب توضيح الجديد لديهم. ويؤكد جامع أنه إذا ما كان لهذا التحالف طرح كافٍ ومقبول ووافٍ ففيه أمل للساحة السياسية السودانية ويمكن أن ينجحوا وذلك لأن الإسلام ليس فيه شيء رمادي وهذا سيكون نهجهم. وقال: إذا كانوا ينادون بأحلام وآمال الأمة الإسلامية التي هي الآن بحسب جامع في حالة نوم عميق، واستطاعوا أن يجمعوا كل المجهودات للناس وتحقيق الآمال التي نادت بها الإنقاذ في بداياتها فإنه وقتها يمكنهم أن يحققوا نجاحات وأن يحظوا بالتفاف الناس حولهم وذلك لأن الخلفية العامة للناس هي الإسلام وأن أي تحالف أو حزب ذا خلفية إسلامية سيجد حظه في الساحة.
شخصية محبوبة:ويقول المحامى غازى سليمان ان تحالف قوى الاجماع الوطنى بات فى غرفة الانعاش وهذا يفتح الباب اما تحالف القوى الإسلامية، ويضيف انه على ثقة كاملة فى قدرات المحامى الانسان امين بنانى فواحدة من مؤشرات هذا التحالف فى سياسة بنانى فهو شخصية محبوبة ويتمتع بثقة المثقفين فى السودان، ومما يجعل التحالف الأقرب لأن يصبح بديلاً لقوى الاجماع خاصة اذا خرجت من الانقاذ قوى وتيارات معارضة وهذه التيارت يمكنها ان تتحالف مع تحالف القوى الإسلامية الوطنية.
فرص نجاح التحالفالبروفيسر حسن الساعورى قال ان فرص النجاح لأى تحالف تعتمد على عدة عوامل اولها ان اعضاء التحالف متيقنون بمعنى انهم متفقون بنسبة مائة بالمائة ثانيًا ان هذا التحالف اذا كان اندماجًا فهل يقوم على تنظيمات متكاملة اما اذا كان قائمًا على تنسيق فهل هو مكتمل تنظيميًا على مستوى التظيمات؟ ويضيف الساعورى ان التحالف امام اختبار ما اذا كان سينال تأييدًا من قواعد الشعب ومدى اقتناعهم وتجاوبهم مع التحالف، على المستوى الآخر هل سيجلب انصارًا اضافيين وسيكون جاذبًا للقواعد الشعبية ويفتح عضوية جديدة.
تحقيق العدالة:
أما اللواء عبد الرحمن ارباب فيرى ان تحالف القوى الاسلامية الوطنية سيكون نظريًا البديل الامثل لكن على ارض الواقع يتطلب ان يحققوا ما لم تحققه الحركة الإسلامية وهى العدالة والدولة الراشدة وازالة الفقر، وكل هذه الأشياء اذا تحققت فهو بذلك سيكون البديل فالمواطن يريد ان يحقق هذه الأشياء لكن على ارض الواقع.
فرص واسعة وتأييد كبير:ويقول الخبير الأمني العميد الامين محمد الحسن أن هذا التحالف الجديد سيقدمه بلا شك غياب التحالف المعارض عن الساحة والذي سيفتح الباب واسعًا له، و سوف يحقق نجاحاً لم يحققه التحالف البائد وذلك لأن صبغة التحالف الإسلامية مقبولة وستساعده بلا شكٍ في بناء أرضية صلبة تمكنه من الوقوف وخلق أنصار في الساحة سياسياً بعد أن ابتعدت الأحزاب المعارضة وتركت الساحة خالية إلا من بعض التوجهات التي لم يكن توجهها المعارض ذا أثر و لم يكن لها الأثر الملحوظ في بعض الاوقات، لذلك والحديث للأمين أن المرحلة القادمة إذا ما احسن هذا التجمع القراءة فإنه سيحقق المزيد من النجاحات، وكما قلت فإن الأجواء مهيأة تماماً لذلك. ولكن الأمين الحسن يرى أن التحالف الراهن أيضاً سيجد المعارضة لجهة أن من الحركات والأفكار في الساحة ما هي غير إسلامية ولا تعتمد المرجعية الإسلامية وهؤلاء لهم أتباعهم في الساحة ولكن ــ والاستدراك أيضاً للأمين ــ أن الوضع السياسي الراهن مشجع لنجاح هذا التحالف ذي الصبغة الإسلامية الذي ربما وجد مشاركة واسعة وتأييدًا كبيرًا وسط الأحزاب التي تفرقت وتجزأت إلى فرق وطوائف تقتات من بقايا النظام الحاكم وتأتمر بأمره في الوقت الذي يتطلع فيه المواطن المشرئب الى العدالة في الحكم وتقسيم الموارد المالية والسلطوية ولا يجد صدىً لمناجاته، لتأتي السانحة في طبق من ذهب لهؤلاء. وأؤكد أن كل المستجدات الراهنة تقف إلى جانب هؤلاء الإسلاميين.
تحديات أما البديل:كما اشار الخبير العسكرى اللواء «م» بابكر عبد الرحيم لـ «الانتباهة» بان تحالف قوى الاجماع الوطنى بزعامة ابو عيسى قد مضى وقته واصبح تحالفًا من الماضى وهناك شك ان يصبح البديل المناسب مبينًا أن الخلافات المتصاعدة بين فصائله اكثر من خلافاتهم مع الحكومة فكيف لهم قيادة وادارة سند ودفة البلاد السياسية، الأيام الماضية كانت مانشتات الصحف اليومية تحتل تصريحات هالة عبد الحليم واحدة من ذلك التحالف اتهمت التحالف بأنه غير مؤهل على خلافة الحكومة الراهنة ووصفته بالضعف والوهن واشارت إلى انه غير قادر على العمل السياسى وقالت انه مات «اكلينكيًا»، فيجب على الجميع الاتحاد مع بعضهم البعض ووضع رؤى سياسية وتوجه سليم وعلى رأى المثل «الايد الواحدة ما بتصفق» نسبة لأن هذا الشعب السودانى عريق وجدير بالاحترام وعانى وضحى كثيرًا لذا يجب ان يحظى بالبديل المناسب لذلك ينبغى التكاتف من اجل رفعة الوطن وليس من اجل مناصب او استيزار.. أما الحديث عن تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية فالمعروف ان امين بنانى ترس فى مكنة كبيرة وله تطلعات ورؤية لا يستطيع التحالف القديم تحقيقها وسرعان تعود «حليمه لقديمه» ويعود تارة التناحر والمشكلات وتذهب الاشياء التى ينبغى ان تبنى على اسس وقواعد سليمة وثوابت الوطن واضحة جدًا ومتطلبات هذا الوطن عظيمة لذلك على البديل ان يكون اعظم واقوى لتحمل ومجابهة التحدي.
صحيفة الإنتباهة
استطلاع: عبد الله/ هنادي/ فتحية