د. هاجر سليمان طه : ما الذي قاله قادة المعارضة لسلفاكير خلف أبوابهم المغلقة ؟!

[JUSTIFY]سافر كثير من زعماء المعارضة السودانيين إلى يوغندا وجوبا للقاء قادة الجبهة الثورية التي تضم شتات الحركات المسلحة في دارفور وبقايا الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، سافر قادة معارضتنا ليوحدوا «جهود المعارضة المسلحة» مع معارضة الداخل، ولم يُخْفِ أحدٌ منهم دعمه لتلك الحركات لا سيّما أن بعضها ليس إلّا جناحاً عسكرياً لأحزاب معارضة داخلية وذلك معلوم للجميع.

ولذلك فإنني أتساءل عن حقيقة ما يمكن أن يكون قادة أحزاب كالشعبي والشيوعي قد قالوه للسيد سلفا كير في لقائه بهم في زيارته الخاطفة للخرطوم، إذ هل يمكن أن يكون السادة في قيادة الشعبي والشيوعي قد أكدوا ضرورة وقف المساعدات لحركة العدل والمساواة مثلاً؟ أو جنود ياسر عرمان والحلو وعقار الآتين لواجهة الأحداث من رحم الحزب الشيوعي السوداني؟

إن كان ذلك ما حدث فإنّ هذا هو المفروض، هذا إن كانت الأحزاب حريصة حقاً على تجنيب البلاد مصيراً مشابهاً للمشهد السوري أو المشهد العراقي، والذي نتمناه حقاً أن يلتفت الجميع إلى أنّ الجذوات المشتعلة في أطراف هذا الوطن يوشك أن يكون لها ضرام، وأنّها إن نشبت في هذا البلد فإن المشهد السوري سيكون مجرد نزهة بالمقارنة لما يمكن أن يحدث في السودان نظراً إلى أنّ التناقضات الجهوية والقبلية تفوق بكثير ما هو كائن في سوريا أو في العراق.

إنّ هذا البلد في حاجة ماسة إلى أن يتحلحل قادة المعارضة فيه من مراراتهم الشخصية والتزاماتهم للجهات الخارجية، كما هو كذلك في حاجة ماسة إلى أن تتنازل الحكومة عن حالة الانفراد بالحكم وبالقرارات المصيرية، بعد أن حصدت هذه البلاد آلاماً كثيرة جرّاء هذا وذاك.
الحلم هو أن تكون المعارضة قد تجاوزت حقاً خندق العناد والسعي الدائم في إفساد كل ما تقوم به الحكومة لإطفاء الحرائق في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، والحلم الأكبر أن تخرج المعارضة من أفلاك أمريكا والغرب وتعود لهذا الوطن الذي يحتاج الآن لكل أبنائه ليجنِّبوه المصائر المظلمة المُفضية إلى دماره وضياعه.

والحلم كذلك أن تقف الحكومة والحزب الحاكم وقفة صدق أمام النفس، وأمام هذا الشعب الذي دفع أثماناً باهظة لأخطاء الحكومة من أرواح أبنائه ومن لعاعة العيش التي يتعلل بها. على الحكومة ألّا تستنفد صبر الناس بالتلويح المستمر برفع الدعم عن السلع بينما الناس يكابدون غلاءً يتصاعد وضنكاً مُجهداً، ويراقبون في أسف الانهيار في أهم موارد الدولة الزراعة والثروة الحيوانية.

على الحكومة ليس فقط أن تتوقف «أو بالأحرى أن يتوقف وزير ماليتها المحترم» عن استفزاز الناس بحديث رفع الدعم بل عليها كذلك أن تشهر سيف العزم في مواجه الفساد المحمي بالقوانين والمتدثر «بالزوغان» من توثيقه في أوراق رسمية أو مهره بإمضاءات معروفة، نعم إنْ لم تعلم الدولة أن أخطر الفساد هو ذلك الذي لم توثقه الوثائق ولم تدونه الأوراق الرسمية، وكان أهله أذكى وأمهر من ذلك، إن لم تعرف الحكومة وتعترف بوجود هذا الفساد وتعاظُمه فإنها تكون ممن يكتفون بالطعن في ظل الفيل، بينما الناس تراقب الفيل وهو يدوس ويدمر بلا حسيب ولا رقيب.

وبعد…
إنّ روح التفاؤل لا شك عمت بعد لقاء الرئيسين، هذا اللقاء الذي أبدى فيه السيد سلفا كير وجهًا جديدًا غير الذي كان يأتي به في أديس أبابا مرة بعد مرة. وفي ظل هذا التفاؤل الذي أشاعته الزيارة ومخرجاتها في نفوس الشعب السوداني شمالاً وجنوبًا، فإنّ الأمل يبقى في أن يخرج الجميع إلى ساحة الحق والإخلاص والعزم على الّا يُؤتى السودان في وجوده وبيضة بقائه من قِبـَل أحقادهم أو رغبتهم في الانتقام أو من قِبـَل ولائهم لأولياء نعمة أغراب مغرضين، أو من قِبـَل غرورهم وأهواء نفوسهم الفانية. ولا يزال السؤال قائمًا، ترى ما الذي قاله قادة الأحزاب المعارضة للسيد سلفا خلف أبوابهم المغلقة؟

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version