«الإنتباهة» تجوّلت حول ردهات عائلة اشخانص التي خرّجت أبناء كانت لهم بصمة وما زالت أحياء الخرطوم تذكرهم لعل أهمهم الممثل إبراهيم خان الذي ولد «1936» في ود مدني ودرس في مدرسة البندر، وعمل في بداياته بإذاعة ركن السودان التي تحولت إلى إذاعة وادي النيل قبل أن يلتقي منتجاً أقنعه أن يعمل في السينما وفعلاً سافر إلى مصر والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرّج فيه عام «1961» وفي فترة توقف السينما في القاهرة في الستينيات ذهب إلى «بيروت» وعمل «20» فيلماً هناك مع صباح وفريد الأطرش ومحرم فؤاد وفهد بلان. وعمل في مصر أكثر من «40» فيلماً وكثير من المسلسلات وخان الذي يعتز بجنسيته السودانية ولم يغيرها أبدًا حتى وفاته، تزوج في بداياته بالممثلة سهير رمزي وكان أول زواج لها قبل أن ينفصلا بعد عام ولم يتزوج بعد ذلك إلا بعد فترة طويلة من العزوبية متخلياً عن لقب أشهر عازب وينجب ابنته الوحيدة، كان شغوفاً بالسودان وزاره محاولاً النهوض بالدراما، وكان يعشق أصوات إبراهيم الكاشف ووردي وكابلي ومحمد الأمين وصلاح بن البادية، وتوفي خان «2007» بعد صراع مع مرض الكبد مخلفاً ذكريات لا تحصى أهمها أنه سوداني أصيل.
ونجد شقيقه جاك اشخانص من أهم مهندسي المعمار في السودان واشتهر ببناء الطراز النوبي وعشقه للرسم وكان له مكتب في الخرطوم 2 وهو متزوج من بولندية لذا تنقل كثيرًا إلى أن صفى أعماله وسافر ليستقر نهائياً في لندن في «1997». وهناك أبناء آخرون هم إسحاق طبيب نفساني مقيم بلندن وهناك ليلى، زوجها سعد مهنى ـ كان وزيراً للثروة الحيوانية وعمل في الفاو بالصومال ولها من الأولاد ماهر سعد مهنى، دكتور أسنان ومجدي مهندس مدني، محسن هندسة ومقاولات، ومها تعمل بهيئة الأمم المتحدة وأيضاً هناك منى زوجة الطيار عبده عز الدين وهو شقيق لاعب المريخ المرحوم سامي عز الدين وأخيراً صفية وهي متزوجة من تونسي وتعيش في تونس مع بناتها الثلاث تماهين ـ مشكاة ـ ياسمين طارق.
عائلة اشخانص نموذج للسودان القديم الذي ضم كافة الأجناس تحت لواء الدين فصاروا سودانيين خالصين ففي كل حديث عن خان لا يذكر أصوله الآرمنية والمغربية يتحدث عن السودان وود مدني ولكن معظم المواقع تقول ولد لأب سوداني وأم مصرية وهذا ما نتمنى أن نكون قد وضحناه من خلال هذه السياحة القصيرة مع عائلة اشخانص السوداني المتصوف الذي ظل في مدني حتى وفاته.