أولاً من حيث المبدأ فإن فض القيادة الجنوبية تسليم العلم السوداني لسفارتنا ليلة إنزاله بجوبا، حتي تحتفظ به في متحفها الوطني، وإصرارها علي أن يحمل أسمة دولتهم الوليدة أسم “جنوب السودان” كان يشير بكل وضوح إلي أن آمالها في سودان موحد لم تنته، بعيداً عن كيف سيتحقق ذلك.
وكثير منا أيضاً ساورته الشكوك بنية تيار السودان الجديد، إسقاط حكومة السودان في الخرطوم، والتوحد عبر برنامج السودان الجديد، وقد عززت هذه الهواجس، الحروب التي اندلعت بين الدولتين، وتأزم العلاقة الذي استمر منذ انفصال الجنوب وإعلان دولته، واعيا كل حكماء أفريقيا.
ودون النظر في الصراع الأيديولوجي ونوايا هذا وذاك الطرف التي لا تعني المواطن العادي في شئ، فإن الثابت هو أن بذرة الوحدة كانت داخل غالب أهل الجنوب، وزادتها التجربة المريرة التي خاضها شعب جنوب السودان مع مواطني دول الجوار الأخرى، وعدم تأقلمه مع ثقافتهم.
والمؤكد أكثر أن حنين الوحدة قد نما وتزايد داخل أهل الجنوب قبل قيادتهم، لكن هل سألنا أنفسنا بأن هل يكفي فقط الحنين بيننا والأشواق واللوعة لبناء وحدة من جديد؟ الإجابة التي لا تحتاج إلي كبير عناء هي لا وحتي تكون الإجابة نعم، نحتاج إلي عمل كثيف بيننا كدولتين وشعبيين.
ونظن وبعض الظن إثم أن أهم طريق إن رصفناه يمكن أن يقودنا إلي التوحد مرة أخري، هو المضي في ذات الطريق الذي شدد عليه البشير وسلفا أمس الأول في الخرطوم، والسير بثبات في طريق التعاون بين البلدين وجعل الحدود منطقة لتبادل المنافع والمصالح كما قال البشير.
وحتي نمهد الطريق لما اتفق عليه البشير وسلفا بالخرطوم، لابد من نزع أخطر فتيل يهددنا وهو أزمة منطقة أبيي، وبدون ذلك سنحرث في البحر.
صحيفة الوفاق
الشيخ يوسف