لم تكن هي المرة الاولى التي تعلن فيها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عدم اعترافها بـ«14» مؤسسة تعليمية مع حرصها على ايراد اسماء الجامعات المعترف بها في دليل القبول العام سنويا، وعلى الناحية الاخرى ترتكز تلك المؤسسات على تصاديق من جهات حكومية اخرى مؤكدة عدم احقية التعليم العالي في تقييمها او الاعتراف بها اذ ان تلك المؤسسات لا تمنح درجات علمية بل شهادات تدريبية بتفويض من جامعات عالمية.
طلاب هذه المؤسسات التدريبية والتقنية قصدوا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لطلب توثيقات فتحفظت الوزارة ورفضت ختمها لان تلك الشهادات تحمل درجة الدبلوم واعتبرت ان منح الدرجات العلمية يخصها وحدها كجهة معنية بالامر ما دفعها تحذير الطلاب الذين لم يتم قبولهم في الدور الأول والثاني، من اللجوء للمؤسسات التعلمية التي لم يرد اسمها وبرامجها الدراسية في دليل القبول لهذا العام، وأكدت الوزارة انها سبق أن حذرت الطلاب واولياء الأمور التقديم لمثل هذه المؤسسات موضحة ان تسجيل الطلاب فيها سيكون «ضياعاً للزمن وهدراً للمال»، مؤكدة ان من يلتحق بهكذا مؤسسات يفقد الشهادة الجامعية لعدم اعتماد توثيقها من الوزارة، وقال مدير ادارة الإعلام بالوزارة أسامة العوض «للصحافة» إن الوزارة قامت بمخاطبة المؤسسات التي لم تعمل بالإجراءات والشروط المطلوبة من قبل الوزارة، مبيناً أن عدد تلك المؤسسات بلغ 14 مؤسسة تعليمية.
«الصحافة» وحرصا منها على مصلحة الطلاب واسرهم سعت للوقوف على مزيد من التفاصيل عن المؤسسات غير المعترف بها من الجهات ذات الصلة حيث كشف مصدر مطلع بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي «للصحافة» عن عدد مقدر من اسماء المراكز والكليات التقنية التي تمنح الدبلومات للطلاب موضحا ان معظمها مراكز تعليم عن بعد تتبع لجامعات عالمية ومحلية وبعضها كليات تقنية، وهي «سنترال ستيت يونفيرستي اوف نيويورك» «سيتي اند قيلز» «جوهانز بيرج انجلش يونفيرستي» «الكلية الامريكية » «الاكاديمية الامريكية للطيران والتكنولوجيا» «اكاديمية الدانقا لعلوم الحاسوب» وكليتان تقنيتان طلبتا من الوزارة توفيق اوضاعهما وكلية خاصة بالطيران لم يتسن لنا الحصول على اسمها من الوزارة.
وقال المصدر ذاته ان هذه المؤسسات تمنح تصاديق من وزارات اخرى بينها الموارد البشرية ووزارة العمل التي تسمح بمزاولة نشاطها كمراكز تأهيل وتدريب ومعاهد قومية وكليات ومدارس تمنح درجات علمية للطلاب مع ان منحها حكر على الوزارة، والغرض من هذه الخطوة ان المعاهد تعمل على جذب اكبر عدد من الطلاب.
وعن مسؤولية التعليم العالي عن هذه المؤسسات بمختلف مسمياتها فان دورها يقف عند اطلاع الطلاب على الكليات المعترف بها من قبل الوزارة من خلال دليل القبول والمؤسسات وعلى المؤسسات التي تريد ان تؤسس برنامج تعليم عاليا ان تأتي عبر الوزارة وتقوم بتسجيل برامجها وفقا للشروط والمواصفات الواردة في لوائح التعليم العالي.
واضاف المصدر ذاته ان بعض طلاب هذه المعاهد قدموا شهاداتهم التي حصلوا عليها للتوثيق في التعليم العالي ولكن تم رفض ذلك، واوضح ان الوزارة لديها وثيقة مشتركة مع جهات حكومية خاصة بمراكز التدريب منها «وزارة العدل، وزارة الاستثمار، جهاز الامن والمخابرات الوطني وادارة التعليم الاهلي والاجنبي» وان هذه الوثيقة تنظم مزاولة وممارسة العمل التعليمي بموجب ترخيص ومراقبة ومتابعة لدخول الشركات العالمية والوطنية في الخدمات التعلمية ومنع اي نشاط تعليمي هدفه التلاعب على طالبي الخدمة من المواطنين بالاضافة الى التنسيق بين المؤسسات المختلفة والجهات المانحة للتراخيص، وعلى الطلاب الرجوع للتعليم العالي للاستفسار عن مثل هذه المؤسسات داخل وخارج البلاد.
«الصحافة» بحثت عن المؤسسات المعنية من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتقت بالمدير العام للشراكة الذكية بين الاكاديمية الامريكية للطيران والتكنولوجيا ومركز مرائي للتدريب والتأهيل دكتور اسماعيل الازهري سيد احمد، الذي اوضح في حديثه «للصحافة» ان اكاديمية الطيران يتم اعتمادها من الطيران المدني وليس من التعليم العالي والبحث العلمي وفقا للمعايير العالمية، وأكد ان لديهم ترخيصا من الطيران المدني تحت الرقم «10» يسمح للاكاديمية تدريس تخصصات الطيران المختلفة.
ويقول دكتورالازهري ان مركز مرائي للتدريب والتأهيل مسجل في وزارة الموارد البشرية المركز القومي للتدريب ويمنح المركز «شهادات صغيرة» لاتتجاوز فترتها الثلاثة اشهر وهي شهادات تدريب في «اللغة الانجليزية، الاعلام والعلاقات العامة، والكمبيوتر» بتفويض من جامعة «سنتر استيت يونيفيرستي اوف نيويورك » وبالتالي هي شهادة معتمدة عالميا ومن المركز القومي للتدريب وليس لديها علاقة بالتعليم العالي لأن الاكاديمية لاتمنح دبلوم او بكالريوس حتى تعترف بها، ويشير دكتور الازهري انه حسب لوائح التعليم العالي فان اي شهادة تقل عن التسعة اشهر لا تندرج تحت مسؤوليتها.
واعتبر دكتور الازهري حديث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن المؤسسات التي لا تندرج تحت سلمها التعليمي تشويشا اعلاميا، ويضر بعمل هذه الاكاديميات والمعاهد في هذا التوقيت تحديدا والذي يصادف انطلاقة الدراسة في الجامعات والمعاهد وتساءل الازهري عن لماذا اقبلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على هذه الخطوة في هذا التوقيت؟ ماضيا للقول ان الشهادات الصغيرة التي تمنح للطلاب من المعاهد والاكاديميات تساعدهم كثيرا في الحصول على فرص في الجامعات العالمية، اضافة لما توفره من خدمة للشركات التي تطلب تدريبا لموظفيها وكوادرها بدلا من ابتعاثهم الى الخارج في تدريب يمكن تنفيذه عبر هذه الاكاديميات والمعاهد وهم في اكاديمية الطيران لديهم خبرات من امريكا والصين وبريطانيا يعملون على تدريب منسوبي طلابهم واردف «نحن لم نطالب التعليم العالي بتوثيق هذه الشهادات حتى لا تعترف بها». [/JUSTIFY]
هند رمضان
صحيفة الصحافة