أبناء النوبة .. تمرد على التمرد

[JUSTIFY]بدأ مؤخراً بوضوح شديد أن أبناء جبال النوبة بقطاع الشمال بالحركة الشعبية لا يحتملون من يمسك بملف قضية منطقتهم من عناصر خارج المنطقة ولا ينتمون إليها، ولا يقبلون أن يقوموا بأنشطة تخص منطقة أخرى غير منطقتهم، وهذا ما أبانته الأخبار التي رشح فيها مؤخراً أن مجموعة من قادة قطاع الشمال منتمين لجبال النوبة قد هددوا بالتمرد على القيادة السياسية للقطاع وعلى ياسر عرمان أمينه العام على وجه التحديد، وأن سبعة عشر ضابطاً من أبناء جبال النوبة بقوات الجيش الشعبي احتجوا على أوامر بنقلهم إلى معسكرات الحركة الشعبية على الحدود بين ولاية النيل الأزرق ودولة جنوب السودان كان قد أصدرها عبد العزيز الحلو. وتقول الأخبار أيضاً إن ياسر عرمان قد أصدر قرارات بمنح الضابطين الكبيرين بالجيش الشعبي عبد الله تية وفيليب نيرون رتباً عسكرية وتكليفهما بالعمل العسكري.

ويقال إن الاعتماد على أبناء جبال النوبة المتمردين في قيادة الحرب ضد الدولة بولاية النيل الأزرق يعود إلى فشل مالك عقار في إدارة العمليات بالمنطقة. وبالطبع من الواضح أنه فشل فقوات الحركة الشعبية هناك تُدحر بشكل مُستمر، وقيادتها الآن كأنما تفكر في استغلال أبناء النوبة لتحارب في منطقة عجز عن الحرب فيها أبناؤها بالحركة الشعبية وعلى رأسهم مالك عقار.

كذلك احتجّ قادة عسكريون متمردون من أبناء النوبة في الجيش الشعبي على تكليف وليد حامد وإزدهار جمعة بمهام تتعلق بملف جبال النوبة. وهذا التكليف ربما كان الهدف منه إقناع أبناء النوبة بأن العمل داخل القطاعين السياسي والعسكري لقطاع الشمال بالحركة الشعبية لا يفرِّق بين منطقة وأخرى وأن أبناء النوبة يمكن أن يحاربوا في النيل الأزرق كما حاربوا في جنوب السودان من قبل.. وأن القيادات السياسية في القطاع من أبناء النيل الأزرق أو نهر النيل أو غيرهما يمكن أن تتبنى مع أبناء النوبة قضايا جبال النوبة. وكل هذا «اللف والدوران» حول عقول أبناء النوبة لكي يقتنعوا بأن يكونوا وقود حرب في مناطق أخرى غير إقليمهم، وهذا هو إعادة إنتاج استغلالهم فقد حارب بهم قرنق قبل اتفاقية نيفاشا وكان يغريهم بالوعود إذا ما سيطر على السودان بهم أو وصل إلى تسوية مع الخرطوم تحت سيف الضغوط الدولية البتار. وحتى تحويل عبد الله تية وفيليب نيرون إلى ضباط بالجيش الشعبي يصب في اتجاه التفكير لدى القيادة السياسية لقطاع الشمال في أن أبناء النوبة مكانهم ميادين الحرب وأن غيرهم مكانهم العواصم الإفريقية مثل إزدهار جمعة ووليد حامد. لكن أبناء النوبة اليوم أو الكثير منهم بالحركة الشعبية لم يكونوا على ثقة بقيادة الحركة مثلما كانوا أيام جون قرنق، وحتى نموذج تلفون كوكو نجد قريباً منه داخل قطاع الشمال الآن مجموعة عبد الله قرفة، وقد تكون في طريقها إلى اقتفا أثر تلفون، وهي مجموعة مناهضة لمجموعة ياسر عرمان، وكان عبد الله تية وفليب نيرون قد هددا ضمنياً بالانضمام لمجموعة قرفة. والسؤال هل الحركة الشعبية بقيادة سلفا كير الذي زار البلاد بالأمس ستتبخر أنشطتها في السودان بفعل المجموعات المتنازعة بداخلها وبسبب إعادة إنتاج استغلال النوبة وتوجيههم دون غيرهم إلى ميادين الحرب خارج منطقتهم؟!.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version