د. فتح الرحمن الجعلي : طلاق غندور ..آثرت الوقوف مراقبا لصراع (فيلة) من أفيال الإنقاذ

[JUSTIFY]قبل فترة كتبت مقالا صدرته بقصة (زياد) الرجل شيخ العرب الذي بيده كل أمور قومه والذي أمسك كل أزمة الأمر عندهم حتى أنه حينما تشاجر رجل وامرأته فطلقها، سخرت المرأة منه وقالت _ضاحكة_: قال طلقانة قال!
هو الطلاق عندك؟ الطلاق مو عند زياد وزياد في الدامر، أمش شوف لك شغلة!
القصة التي لم نرد إيرادها بصورة درامية لأن النكتة لا تحتمل التكرار، سقناها لأنها كانت سبب حوار رائع وراقٍ مع البروفيسور ابراهيم غندور رئيس اتحاد العمال، الذي (خاشننا) مازحا حول الموضوع ثم لم يلبث أن تحول لشخص لطيف، يتمتع بدرجة عالية من التواصل مع الآخرين ويحسن التعامل معهم.
بروفيسور غندور أفاد بما يطمئننا أنهم ممسكون بملفاتهم بصورة جادة وقادرون على حفظ حقوق العمال.
على مستواي الشخصي، كنت متنازعا بين مشاعري تجاه الرجل وحضوره المميز ومنطقه القوي، وبين معرفتي بقوة قرارات علي محمود ومقدرته على تنفيذها مهما كلفه الأمر!
وفي خضم هذا التنازع، آثرت الوقوف مراقبا لصراع (فيلة) من أفيال الإنقاذ، خائفا على (نجيلة) العمال من أن تداس، فإذا بي أقرأ في صحف الأمس تصريحا قويا يتصدر صفحاتها الأولى، منسوب لاتحاد العمال، يقول بإلزامية قرار زيادة الأجور لوزارة المالية!
الحقيقة أنه ليس هنالك ما يمنع أن يكون اتحاد العمال بهذه القوة، وليس هنالك ما ينزل هذا التصريح منزل الاستحالة، فمن مصلحة الحكومة أن يكون الاتحاد قويا ويستطيع ممارسة دوره النقابي، فمسرح الرجل الواحد مسرح (بايخ) وله نتائج سالبة لا سيما إذا كان الأمر متعلقا بأجور العمال، بينما وجود اتحاد فاعل _ وإن كان رئيسه وقادته حكوميين (كاملي الدسم) _ أمر يطمئن العمال ويجمل صورة الدولة والمجتمع معاً ويجعل الأدوار الاجتماعية موزعة بعدالة جيدة؛ الأمر الذي لابد أن يراعيه الحزب الحاكم وحكومته!
والحقيقة الأهم هي أن العمال في حاجة لزيادة الأجور في بلد تموت فيرانه من غلاء الأسعار، ويشكو نمله شظف العيش، وتهاجر عقوله بحثا عن راتب شهر في غيره يعادل راتب سنة فيه!
أخي غندور: الكرة في ملعبك، فلو مرّ القرار وأخذ العمال حقهم فالطلاق طلاقك وياكا (زيادهم) ، وإن كان الأمر غير ذلك، أرجو_ شاكرا_ رفع الراية البيضاء والطلاق طلاق علي محمود!
[/JUSTIFY]

حلو مر – د. فتح الرحمن الجعلي
صحيفة السوداني

Exit mobile version