في الليلة الظلماء يفتقد صفوت حجازي

[JUSTIFY]المسرجة مريسيلة اللمبة- حبوبة- وناسة هي أسماء تطلق على اللمبة الشعبية المعروفة وقد يختلف اسمها من مكان لآخر ولكن يتفق الكل على أنها هي التي استلمت راية الإضاءة من النشاب وهو عود تشعل في مقدمته النار ليقوم مقام البطارية أم حجرين أو أم ثلاثة إذا كان العود طويلاً وكذلك يلعب دور الكبريت في تخزين النار. انتهى دور العود إلى التكابة وهي كوم حطب يشعل عليه النار بغرض الإضاءة والقراءة في خلاوى القرآن وعلى مرتفعات الجبال للإرشاد وكذلك يستخدم دفاية في البرد القارس.

عن بكرة ابيه

المشهد المصري الإعلامي نراه كمراقبين قد امتلأ عن بكرة أبيه بالمناوئين وشديدي المناوئة للنظام المبعد ينشرون الحق والباطل والتضليل والتطبيل والاسترزاق الذي لا يهم المشاهد والمتابع الخارجي بشئ والذين دلفوا من باب المشهد الخلفي وحاملي مفاتيحه من النسخ المصورة كل الناس يعرفون مناظراتهم ومساجلاتهم الرهيبة مع د. صفوت حجازي الذي عرفناه لأول مرة عبر الفضائيات الديمقراطية شخصية استثنائية في منازلة الخصوم فكرياً وفقهياً وسياسياً خاصة الماكرين منهم والأشد مكراً سمعنا من بعض المعلقين من خصومه السياسيين بأنه في فترة تولي مرسي قد باع ضميره فصار يدافع عنه بالحق والباطل فإذا سلمنا بذلك جدلاً أن د. صفوت حجازي قد باع ضميره من أجل الدفاع عن مرسي ونظامه اليوم هناك من باع سريره ليعيش مشرداً بين فسحات المشهد. إن الإعلام المصري وهو يسعى جاهداً لتثبيت أركان الوضع الجديد ومن حقه طبعا عليه أن يضع في الاعتبار قواعد المهنة وأخلاقياتها مثل احترام الرأي والرأي الآخر وإن كان ذلك غير ممكن البتة أو الآن فليبحث عن بدائل تحترم عقول الآخرين أما أن يصر المشهد الاعلامي بأن يأتي بخصوم الأمس واليوم زرافات ووحدانا على لافتة البرامج المسيسة ويطلب من الآخرين التصديق والتصفيق فهذا كلام فيه مضيعة للوقت ويساعد على انصراف الناس عن مشاهدة هذه القنوات إلى الفضائيات الكرتونية على شاكلة توم آن جيري وميكي ماوس.

عامل الوقت

في مؤتمره الصحفي الذي عقده امس الأول عول رئيس الوزراء الببلاوي على عامل الوقت مقروناً بالتحسن التدريجي للأوضاع بالداخل على خلفية التدابير الحكومية الجارية على الأرض أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً وقضائياً وشعبياً وإعلامياً هذا التعويل يراه السيد الببلاوي على أنه سيسهم في إقناع المجتمع الخارجي والمحيط الذي تتباين مواقفه حيال الأوضاع في مصر التعويل د. الببلاوي قد ينجح في واحد اثنين ثلاثة وقلناه من قبل وقد يفشل فشلا ذريعاً في إقناع الكثرة الغالبية من هم في الخارج لعدة أسباب

استمرار واستمراء الحلول الامنية

من هذه الاسباب استمرار واستمراء الحلول الأمنية المفتقرة للغطاء الكافي – تحويل المشهد السياسي على شمولية متأسفة بالمناوئين التعتيم الإعلامي بحق الخصوم وملاحقتهم والتشهير المتعمد بتوجيه الآلة الإعلامية المضخمة وخصها بألد خصوم المناوئين من الدينيين والعلمانيين ومن النطيحة والمتردية ومن أكل السبع في سابقة سياسية لا تتسق وروح العدالة والديمقراطية

العالم ليس قرية فحسب

وفي هذا السياق نلفت انتباه السيد الببلاوي إلى أن العالم صار قرية إن لم يكن حياً بفضل ثورة التواصل والمعلوماتية فالأوضاع في دول الربيع العربي منذ اندلاعه في تونس باتت تحت الرقابة الدقيقة واللصيقة من الأطفال قبل الكبار واذكر في هذا الخصوص أن صغيرتي قالت لي يوماً وبدون مقدمات إنت يا بابا الزول البقول دار دار زنقة زنقة بالمصري مشى فين فلم ينقذني من رهق الإجابة إلا نداء والدتها تعالي الفطور جاهز إذن لا أحد يجرؤ مهما كانت قدرته في كتابة النصوص وإعداد السيناريوهات ورسم الصور والدبلجة المرقمة لن يستطيع خداع أحد الحقيقة وحدها هي التي تبرئ الذمة الوطنية والإنسانية.

حصاد وتقاوى

إن السيد الببلاوي قبل أن ينتظر حصاد القناعات الخارجية عليه مراجعة تقاوى وبذور المادة الإعلامية السياسية المسرطنة التي يسعى وبصورة مكشوفة زرعها ألد خصوم النظام المبعد في عقول شرفاء العالم الحر. نؤكد للسيد الببلاوي أن الكل يقدر الظروف الاستثنائية التي مرت وتمر بها مصر الآن ومن الناس من يرى أن تدخل الجيش في 30 يونيو بعد استفحال مشهد الفرقاء في رابعة والتحرير لأزمة وطنية حفاظاً على مصر وأمنها لأجل معلوم حتى ولو كانت تلك الحشود قد صنعت خصيصاً ولكن في الوقت نفسه من غير المقبول أن يشغل الخصوم بخلفية هزائمهم الانتخابية وأحقادهم السياسية والتاريخية مظلة التحول لنشر الكيد والكذب والتضليل والتشهير.

مل المحاضرات المحتضرة

هذا لم يقنع أحداً في المجتمع الخارجي الذي مل المحاضرات المحتضرة ودروس التلمذة السياسية التي تقدم يومياً عبر شاشات البث المصري والمتمصرة .سيدي الببلاوي إذا أردت كسب الرأي الخارجي عليك بإصلاح الخط الإعلامي الداخلي ومن هفواته سمعت أحدهم في لقاء اتجاه واحد سأل عن رأيه حول أكثر من شخصية منها البرادعي وإبراهيم سعد الدين والرئيس السوداني أجاب عن الأخير بطريقة لا تستحق الرد نزولاً لثقافتنا التي ترفض القطيعة أينما وجدت وتدعو لمواجهة الخصم على شاكلة الذي يقابلك متحزم قابله عريان- إن مصر في الحقيقة أكبر من الإخوان بأخطائهم أو الخونة الذين يتاجرون ويتكسبون من مآسيها .

فتنة بخلفيات مختلفة

إن الذي يجري في مصر الآن هو فتنة بخلفيات مختلفة وليس إرهاباً كما يحلو للبعض والتدابير الوطنية لنزع فتيل الفتنة معروفة وليس من بينها الطريقة التي تتبعها بعض وسائل الإعلام المصرية والمتمصرة والتي بكل أسف يعول عليها السيد الببلاوي في تغيير صورة المشهد المصري في الخارج.

سيدي الببلاوي

سيدي الببلاوي اذا سلمنا جدلاً أن كل قادة الإخوان ومناصريهم من جبهة مناصرة الشرعية باتوا مطلوبين للعدالة فلماذا لم تتح الفرصة وفق ضوابط محددة ومشددة لمن هم يؤمنون بعودة الشرعية بالطرق والوسائل السلمية بعيدا عن العنف والإرهاب الذي دخل على المشهد المصري بطريقة تدعو للاستغراب والاستفهام.

كلمة اخيرة

كلمة أخيرة الشعب السوداني سيظل وفياً لمصر في أمنها المائي والحياتي والسياسي والأمني حيث لم يسجل التاريخ أن الشعب السوداني قد ضمر يوماً شراً لمصر وشعبها حتى عندما احتل اسماعيل باشا السودان 1821 برفقة المصريين وكذلك الحكم الثنائي الإنجليزي المصري في العام 1899 سر قوة الإنجليز كان السودانيون لا يعاملون المصريين معاملة الغزاة بل معاملة أبناء العمومة وصلة الدم وثقافة وجيرة والمصير المشترك بشهادة جيمس روبرتسون ومن بينهم الجنوبيون الذين صاروا الآن دولة مستقلة والذي يلاحظ أن هناك من يسعى للاستفادة من أجواء المشهد الكلي بغرض الاصطياد في مياه الجنوب والشمال العكرة نسبياً هل من منتبه؟

قراءة : ابشر رفاى: صحيفة أخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version