يوازي دكتور نافع في إثراء الصحف بالمينشيتات زعيم حزب الأمة الحبيب الإمام الصادق المهدي التي تأخذ جنسية «رباطابي» رغم بُعد صاحبها عن قبيلة الرباطاب، فالمهدي يلقي بالأوصاف وربما لا يلقي لها بالاً ولكنها تصبح في اليوم التالي مادة دسمة للصحف كلها تتناولها من الزاوية التي تروق لها ولم تقتصر تعليقاته الساخرة على الحزب الحاكم فحسب بل امتدت سهامها لتنال عضوية حزبه بل بعض أهله تسنده في سخريته ذخيرة أدبية رائعة لا يملك حتى المختلفون معه سوى أن يعجبوا بها فقد اتهم المؤتمر الوطني بأنه يقف وراء مذكرة صدرت عن بعض رموز حزبه منتقدة إياه فكان رد فعله السريع: «المؤتمر الوطني يمشي مقابر حزب الأمة للتحدث مع الموتى عن حال الحزب ــ هم موتى سياسياً وقاعدين في بيوتهم ولا شغالين لا نشطين لا متحركين وكلامهم كلام بعاعيت» وحين سُئل ذات يوم عن مشاركة حزبه في الحكومة قال: «نحن ما بنمشطها بقمله» وقال في مقام آخر إن «سرج الوطني مليء بالدبايب» وآخر حديثه ما تصدر صحف السبت عقب لقائه بالرئيس البشير نافيًا عن نفسه وحزبه شبهة استقطاب من قِبل المؤتمر الوطني للمشاركة في الحكومة فقال: «للمرة الألف لن نشارك في الحكومة الحالية» وأضاف :«إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدَّق ما يعتاده من توهم» .. ينكر المهدي رغبتهم في المشاركة رغم أن نجليه عبد الرحمن وبشرى غارقان في «عسل الحكومة» أحدهما مساعد للرئيس والآخر ضابط في جهاز الأمن! فهل استشار الولدان أباهما في المشاركة فوافق أم هما من العاقين؟
المهدي عن نفسه عُرف بمواقفه «المتلوِّنة» مع الحكومة التي هي المؤتمر الوطني، وما فتئ يُمسك بالعصا من «النص» ومن ثم يسهل عليه التملص من أي حديث خرج في لحظة تجلٍ أو تغيير الموقف لصالح حزبه، وقد أقر من قبل أن الحزب استلم أموالاً من المؤتمر الوطني سماها البعض «رشوة» لجر رجله داخل الحكومة بينما اعتبرها هو «جبر ضرر» عن أموال وأصول فقدها بسبب الحكومة.
صحيفة الإنتباهة
هويدا حمزة