حدثنا حول الأزمة السورية؟
الأزمة السورية ليست قضية سورية وتناولها بأنها قضية قطرية سورية غير صحيح، أنا أعتقد أن هذه القضية مشكلة صراع دولي، وكل المسارات التي تمضي منذ تدخل روسيا، وهم حريصون على سوريا لأنها الميناء الوحيد في المياه الدافئة. وهذا جزء من سياستها الاستراتيجية. وروسيا لن تتخلى عن هذا الميناء في المياه الدافئة، وسيتخذون من دمشق حليفاً دائماً، ويستميتون في الدفاع عنها. واستطرد قائلاً: لكن لأن الأزمة السورية دولية وليست روسيا فقط، كان يكفي إصدار فيتو روسي لوقف التدخل في سوريا. لكن أيضا جاءت معها الصين وهي دولة تبحث عن قيادتها للعالم اقتصاديا أكثر من أن تقود العالم سياسيا. وهذا في الصراع المستقبلي في محور روسيا والصين وإيران، وسوريا العراق ولبنان، وكل هذه الدول طرف في الصراع الموجود.
والصراع الآن يدور بين القوى الكبيرة في العالم. وسوريا الآن هي المسرح الذي يدور فيه الصراع. النظام الذي يحكم سوريا الآن بطبيعته يظل نظاماً طائفيا.ً وجذوره التاريخية أن هؤلاء العلويين منذ مدة طويلة إنهم لم يحكموا سوريا، وظلوا يقولون أن أهل السنة قاموا بإقصائهم من الحكم لمدة 4 قرون بعيدين عن المشاركة في الحكم. وظلوا على هامش الهامش.. ولذلك عندما جاء حافظ الأسد وأسس الدولة، بدأ العلويون يأخذون مواقع متقدمة في الدولة، ويشكلون مراكز قوى في الاقتصاد والجيش، وكثير منهم عندما تقوم بدراسة التاريخ، إن الدولة السنية المتعاقبة عاملتهم معاملة قاسية جدا، واعتبروهم امتداداً للغرب والأجنبي. وكل هذه المرارات ظلت معهم، الأمر الذي زاد (الطين بلة) وأصبح لديهم خوف شديد من أي تغيير يحدث لهم، خشية من مغبة مستقبلهم. لأنهم يعتقدون أن السنة سيقومون (بسحلهم).. وأسهب مولانا أحمد عبد الرحمن شارحاً حول هذه النقطة. سوريا قامت بجرجرة الدول الإقليمية، لأن طابع الصراع أخذ الجانب الطائفي. وهنالك كثير من المراقبين يقولون أن موضوع سوريا سينتهي بدويلات طائفية مثل ما كانت موجودة في الماضي، تقوم على أساس وجود المحور الشيعي والمحور السني، وهذا الأمر هو الذي أدى لدخول دول كطرف في الصراع مثل تركيا والسعودية وقطر. وجر الصراع الزعيم اللبناني حسن نصر الله عندما شجع أنصاره بالدخول إلى سوريا، والقتال ميدانياً إلى جانب الدولة السورية.. وهذا الدخول والمشاركة في القتال سيؤدي إلى عدم استقرار مثل ما يحدث الآن في لبنان الآن. وإلى حد كبير انسحبت حركة حماس عندما شعرت أن الموضوع فيه الطابع الشيعي. بدليل أن إيران تعتقد أن هذه المعركة هي معركة طهران ضد أعدائها. وهي لذلك لم تتردد أبداً في دعم نظام الأسد بشدة. ولذلك المسرح الآن في سوريا حدثت به تعقيدات سياسية وعسكرية كبيرة، وفي فترة وجودي في القاهرة حزنت عندما عقدوا مؤتمراً في القاهرة وحضر فيه ممثلو المنظمات المتطرفة بصورة كبيرة، مثل الجهاد والزمر وعبد الفتاح بجانب مرسي. أعلنوا في المؤتمر قطع العلاقات مع سوريا، وهذه الخطوة أدت لحدوث ردة فعل في صفوف الجيش المصري..
ما هو السبب وراء خوف الجيش المصري من خطوة قطع العلاقات مع دمشق؟
الجيش المصري كان لديه شكوك وخوف من وجود حركة حماس، وبعد المؤتمر تزايدت الشكوك بحضور فدائيين ومجاهدين وتدريب… هذه الإجراءات أدت لإزعاجهم بصورة كبيرة، وقطع العلاقات مع سوريا بعد سنتيتن ونصف… وشعروا أن هذه الإجراءات ستجعلهم في مواجهة مع طائفة يعتبرونها متطرفة، والأمريكان يعتبرونها متطرفة أيضا، ومجلس الأمن. وهذه المنظمات هي صاحبة القرار، وهنالك تردد للإجابة على أسئلة مهمة، أبرزها، هل إذا تدخلوا ضد نظام الأسد يكونوا ساعدوا في مجيء التيار الإسلامي للحكم وهم ما يسمونه بالإرهاب.
والآن هم بين شقي الرحى فماذا يفعلون؟
والآن بفعل وسائل الإعلام، المشهد في سوريا والمجازر وإراقة الدماء المستمر، يلقي بظلاله السيئة على هذه المنظمات الدولية. وهي في ملف سوريا تسهم في إيجاد وعي بنظام جديد أكثر وعياً وديمقراطية على مستوى المنظومة الدولية.
هنالك اتهام للنظام السوري باستخدام غاز الخردل ضد المدنيين، والناتو يهدد بضرب سوريا؟
أمريكا والناتو يرتبان للضربة ولكن لم يحددوا الوقت. وهم مجبرون ومكرهون. في المستقبل الجيش المصري يعتقد أيضا أن هذه الخطوة ستفتح لهم جبهة قتال جديدة وهذه ساعدت في تغيير النظام في مصر.. الآن الغربيون مصالحهم متضاربة وهم في حالة تنافس على المنطقة، وهم ظلوا في حالة صمت كبير جدا. والملف السوري شكل أمام الغربيين تحدياً أخلاقياً للمنظمة الدولية، لأن الغرب ظل دائماً أمامه خطان متوازيان، أخلاقياته ومبادئه ومصالحه، وعندما تأتي الساعة الحرجة، يقدم مصالحه. والآن هم يدرسون في خطة، هل إذا وجهوا ضربة لنظام الأسد، هل تخدم مصالحهم على حساب أخلاقياتهم ومبادئهم أم لا؟؟؟ وهم حتى الآن لم يقرروا.
هل تتوقع أن حلف الناتو.. امريكا وبريطانيا وفرنسا سيضربون دمشق؟
أعتقد إنهم قرروا، وسيقومون بالتنفيذ رغم المخاطر ورغم عدم اطمئنانهم بالمستقبل السياسي في سوريا بعد زوال نظام الأسد، هل سيأتي نظام جديد في مصلحة الغرب؟؟؟
الضربات العسكرية للناتو هل ستتحدث تغييرات كبيرة على الأرض؟
أفتكر إن هذه الضربات إذا نفذت ستحدث تغييراً كبيراً على الأرض. واستدرك قائلاً: لكن الغربيين لن يقوموا بهذه الضربات إلا إذا تأكدوا إنها ستحدث تغييراً في موازيين القوى. وهم ينتبهون إلى أي مدى سينعكس ذلك في علاقة روسيا بالولايات المتحدة الأمريكية والصين وعلاقاتها بواشنطن.. ورسيا والصين لهما علاقات قوية بالولايات المتحدة الأمريكية.
حاوره : عبدالرازق الحارث إبراهيم: صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]