حرائق النفايات تنفث السموم في سماء الخرطوم

[JUSTIFY]خرطوم 2013 عاصمة نظيفة وخضراء ،هدف وشعار وضعته حكومة ولاية الخرطوم منذ بداية العام وتم تداوله في الصحف والاذاعات المختلفة كما خصص رقم خاص لتلقى شكاوى المواطنين حالة بروز اي قصور في اعمال جمع القمامة او تأخر عربات النفايات وتوعدت الولاية بتغريم أي مواطن يخالف لائحة النظافة ويضع النفايات في الطريق قبيل موعد مرور سيارة النفايات ووصلت الغرامة مبلغ «50» جنيها .

الصورة الزاهية التى رسمتها الولاية وروجت لها سريعا ما تبدلت ملامحها الى صورة اخرى حيث سحب الدخان الكثيف تغطى سماء احياء العاصمة واكوام النفايات تبعثرت وبلغت الشوارع واصبحت الصورة جزءاً من تفاصيل اغلب الاحياء عقب توقف عربات نقل النفايات التي لم تترك خياراً لدى المواطنين سوى البحث عن اقرب الحلول وأيسرها وهو التخلص من نفايات المنازل عن طريق الحرق امام المنازل ، وان تصاعد الدخان برغم اضراره البالغة اخف وطأة من جيوش الذباب والناموس .
وفي الحلة الجديدة كادت النيران امس الاول ان تتمدد داخل احد المنازل بعد ان تم حرق كميات كبيرة من النفايات في احد الشوارع ولولا يقظة الجيران لتمدد الحريق للداخل ، وفي احد شوارع منطقة الكلاكلة اللفة جمع سكان الحي نفاياتهم داخل احد المجارى واشعلوا بها النيران ما نتج عنه سحب سوداء مصحوبة برائحة البلاستيك المحروق وبقايا المأكولات ما سبب بعض حالات الاختناق وسط من يعانون الأزمات والحساسية. احدى النساء قالت في حديثها «للصحافة » ان المنازل لم تعد تتحمل تواجدا اضافيا للديدان التى اتخذت اكياس وصناديق القمامة مأوى لها نتيجة تعفن النفايات ماضية الى القول بانه كان لا بد من البحث عن طريقة للتخلص منها.

ومن جانبه يقول كامل مصطفى من ناحية الكلاكلة انهم تضرروا كثيرا من تراكم النفايات في الطرقات فلم يكن لهم خيار سوى حملها خارج المنازل ما ادى الى ظهور الكوش ولكن مع كثرة تلال النفايات اضطر الاهالي لحرقها .
وأضاف ان الجيران اتفقوا على استئجار عربة نقل لحمل النفايات ، وقذفها داخل المصارف فيما اعد البعض الاخر براميل خاصة لحرق النفايات في وقت تفرز فيه البيوت النفايات بطريقة يومية …وفي ظل تأخر عربات نقل النفايات تتراكم كمياتها واصبحت قنبلة موقوتة وسط الاحياء ، و يضيف الحاج عثمان احد سكان منطقة الرميلة ان حرق النفايات لا يمثل سوى حل العاجز عن الحل وحتى نقل بقايا الحريق يتم عبر الدرداقات وعربات الكارو و البكاسي و لا احد يعلم اين يتخلص منها سائقو تلك المواعين ولا يهتم الاهالي الى معرفة ذلك وان كانوا علي يقين من ان الضرر البيئي قريب لا محالة وابرز رسله جيوشه الناموس والذباب الذي تزايد منذ عدة ايام برغم ما قامت به الولاية من اعمال الرش الرذاذي والجوي.

سعاد محمود – ربة منزل بمنطقة الكلاكلة قالت ان عربة نقل النفايات انتظمت بداية العام بصورة جيدة الا ان أكياس النفايات عادت لتملأ قارعة الطريق من جديد لغياب العربة عن الحضور ماضية الى ان حال المنازل اليوم في معظم مناطق الولاية يغني عن السؤال فالنفايات متراكمة بكثرة وحولها جيوش الذباب والحشرات مشيرة الى ان المواطن لجأ الى حل مشكلته اما بنقلها بعربات الكارو تلقي بها كيف ما اتفق وهنالك من لديه عربة خاصة يحمل معه كل صباح نفايات منزله ليضعها على حافة أقرب شارع رئيسي حيث ينتظم مجيئ عربات نقل النفايات بصورة شبه يومية، أو أن يقوم المواطن بحرقها. [/JUSTIFY]

ولاء جعفر
صحيفة الصحافة

Exit mobile version