وما شهده البرلمان من جلسة ساخنة انتهت بإجازة البرلمان وتصديقه على اتفاقية قرض ربوي بين حكومة السودان والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بشأن تمويل مشروع كهرباء الولايات الشرقية بحجة أنّ هنالك ضرورة وحاجة ملحة يختلف الناس في تقديرها تجعل البعض يحمد الله كثيراً على أنه لم يكن نائباً مشاركاً في تلك الجلسة التي صادقت على القرض الربوي.
قرض كهرباء الشرق الربوي ليس الأول من نوعه الذي يناقش في البرلمان، فقد سبقته إلى داخل القبة قروض أخرى مثل سيتيت ومطار الخرطوم وسط مخاوف من تحليل الحرام في دولة ترفع شعار الشريعة، خاصةً وأن هنالك الكثير من الآيات القرآنية التي تناولت قضية الربا بوضوح يصعب الالتفاف عليه.
وقد قال تعالى في محكم تنزيله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). البقرة الآية 225
اللافت في إجازة القرض الربوي أمس أنه رغم ترجيح كفة الموافقين على القرض إلا أن هناك نواباً آخرين استطاعوا تبرئة ذمتهم وقول (لا) قوية لهذا القرض الربوي، ومن ذلك ما ذهبت إليه المخضرمة د. سعاد الفاتح: عندما قالت إنه ليس هناك ما يساوي غضب الله، وإنه كلما أمعنا في القروض الربوية محق الله اقتصادنا وأفقرنا، وتساءلت هل نبرر لله؟ قبل أن تحرض النواب على رفض القرض وخشية الله وليس الناس والفقر. وقال زعيم المعارضة د. إسماعيل حسين: (دعونا نسمي الأشياء بأسمائها فهذا القرض ربا لا لبس فيه). ثم وجه حديثه للنواب: (يوم القيامة لا نأتي كنواب وإنما كأفراد)، وذكرهم بأن كل السحت في الربا وان دين السودان ارتفع الى (41) مليارا من (15) مليارا والدَّين الداخلي (11) ملياراً وكل ذلك بسبب الربا.
من الآخر، الحمد الله إني لست نائباً في البرلمان.
[/JUSTIFY]فتح الرحمن شبارقة
صحيفة الراي العام