أصبحت أسوأ من مقديشو .. جوبا المدينة النازفة

[JUSTIFY]قال استيفن أمابرقو في مقال نشره على موقع «نيوز ناو» تحت عنوان «المدينة النازفة جوبا وليست مقديشو» قال: «سنكون أكثر دقة ووضوح لو قلنا إن دولة الجنوب علقت في مستنقع غياب القانون التام بدلاً من ذر الرماد على العيون تجنباً لرؤية الواقع الأليم بعد أن انتشرت ظاهرة اغتيال المواطنين الأبرياء من قبل قطاع الطرق الذين هم قوات الأمن ورجال الشرطة التابعين لحكومة جوبا». والمأساة تكمن فى أن حوادث الاغتيال هذه لا تتم فى منطقة جونقلي المنكوبة بل فى جوبا حاضرة البلاد ومقر الحكومة، ففى التاسع عشر من أغسطس استيقظ المواطنين على حادث قتل مأساوي لشخصين ثقبت جثتاهما بالرصاص، الأمر الذي نشر الرعب فى نفوس المواطنين الذين أدركوا ان البلاد تنزلق فى مستنقع الفوضى العسكرية، خاصة أن المجرمين يرتدون زي الشرطة، حيث أنهم تسوروا المنزل بحجة أن أهله لم يفتحوا الباب، ثم قاموا بكسر الباب واقتادوا الأخوين للخارج ورموهما بالرصاص حتى فارقا الحياة. وقال شهود عيان إنهم أبلغوا الشرطة التى جاءت بعد فوات الأوان بحجة أنها لا تملك وسيلة للنقل، حيث أن حياة الإنسان لدى نظام الحركة الشعبية سلعة لا قيمة لها، فضلاً عن البربرية التى تُدار بها أجهزة الأمن والشرطة. ويقول الكاتب إن نائب الرئيس جيمس واني إيقا الذى كان وقتها المتحدث الرسمي باسم البرلمان قد انتقد أداء الشرطة وطالب باستدعاء وزراء الأمن والداخلية والقوات المسلحة وقدامى المحاربين الذين تتم أمام أعينهم هذه الجرائم البشعة واللاانسانية، بعد أن سير مواطنو جوبا حملة احتجاجات واسعة سبوا فيها النظام ورجال الشرطة والأمن ووصفوهم بالسفاحين، ليبرز السؤال الأهم لماذا جوبا من دون مدن الأرض هي العاصمة التى يرتدي فيها المجرمون والسفاحون زى الشرطة والأمن؟

ويمضي كاتب المقال قائلاً إن كل ما قام به إيجا هو بث خطاب طويل أثبت فيه تعاطفه مع أهل الضحايا، قائلاً إنه تم القبض على المجرمين وستتم معاقبتهم، وهو ذات الخطاب الذى تقوم حكومة الحركة الشعبية بتلاوته عقب كل حادثة اغتيال بشعة كما حدث عندما قتلت قوات الأمن الكاتب والمحلل السياسي إسحق إبراهيم، وأيضاً عندما اعتقلت جوبا أحد جنرالاتها بتهمة قتل آلاف الأبرياء وتشريدهم على خلفية اعتراف وزير الدفاع الجنرال كول مايانق الذى تحدث عن اعتقال عدد من كبار قادة الجيش الشعبي ثبت تورطهم في جرائم وأعمال منافية للقانون، الأمر الذى يؤكد عجز جوبا عن محاسبة المتورطين وانتشار المجرمين والسفاحين وسط أجهزة الدولة المعنية بحماية المواطنين ورعايتهم. ففى دولة النازية التى تحكم دولة الجنوب يقوم رجال الشرطة والأمن بالاعتداء على المواطنين أو يتواطأون مع المجرمين أو يستأجرونهم ملابسهم وأسلحتهم من أجل إنفاذ الجرائم بسهولة وسلاسة، حتى يقوموا باقتسام الغنائم من مال ومقتنيات ونساء وأطفال، فكل شيء مباح لدى إمبراطورية المافيا فى جوبا، فى وقت وصف فيه المحلل السياسى مادينق دي مادونق الوضع الامني في جوبا بالمنفلت، قائلاً إن جوبا كانت أكثر أمناً واستقراراً عندما كانت عاصمة مركزية تحت دولة السودان منها بعد أن أصبحت عاصمة دولة الجنوب تحت ظل حكم الحركة الشعبية، حيث أصبحت جوبا الملاذ الآمن للمجرمين وقطاع الطرق، في وقت لم تظهر فيه القوى السياسية خطة واضحة لحماية المواطنين، كما لم تظهر فيه السلطات الأمنية مقدرتها على إنفاذ سياسة واضحة تضمن حماية المواطنين وممتلكاتهم قبل أن تغرق جوبا فى بحر الدماء. لقد تحولت جوبا إلى مجزرة منظمة مع ارتفاع معدلات القتل والسرقة والخطف إلى مستويات مخيفة وغير مسبوقة في الليل وفي وضح النهار وتحت بصر وحماية قوات الشرطة والأمن الذين ثبت تورطهم في الأعمال الإجرامية التي عصفت بالمدينة الدامية.

صحيفة الإنتباهة
ترجمة إنصاف العوض

[/JUSTIFY]
Exit mobile version