ويمضي كاتب المقال قائلاً إن كل ما قام به إيجا هو بث خطاب طويل أثبت فيه تعاطفه مع أهل الضحايا، قائلاً إنه تم القبض على المجرمين وستتم معاقبتهم، وهو ذات الخطاب الذى تقوم حكومة الحركة الشعبية بتلاوته عقب كل حادثة اغتيال بشعة كما حدث عندما قتلت قوات الأمن الكاتب والمحلل السياسي إسحق إبراهيم، وأيضاً عندما اعتقلت جوبا أحد جنرالاتها بتهمة قتل آلاف الأبرياء وتشريدهم على خلفية اعتراف وزير الدفاع الجنرال كول مايانق الذى تحدث عن اعتقال عدد من كبار قادة الجيش الشعبي ثبت تورطهم في جرائم وأعمال منافية للقانون، الأمر الذى يؤكد عجز جوبا عن محاسبة المتورطين وانتشار المجرمين والسفاحين وسط أجهزة الدولة المعنية بحماية المواطنين ورعايتهم. ففى دولة النازية التى تحكم دولة الجنوب يقوم رجال الشرطة والأمن بالاعتداء على المواطنين أو يتواطأون مع المجرمين أو يستأجرونهم ملابسهم وأسلحتهم من أجل إنفاذ الجرائم بسهولة وسلاسة، حتى يقوموا باقتسام الغنائم من مال ومقتنيات ونساء وأطفال، فكل شيء مباح لدى إمبراطورية المافيا فى جوبا، فى وقت وصف فيه المحلل السياسى مادينق دي مادونق الوضع الامني في جوبا بالمنفلت، قائلاً إن جوبا كانت أكثر أمناً واستقراراً عندما كانت عاصمة مركزية تحت دولة السودان منها بعد أن أصبحت عاصمة دولة الجنوب تحت ظل حكم الحركة الشعبية، حيث أصبحت جوبا الملاذ الآمن للمجرمين وقطاع الطرق، في وقت لم تظهر فيه القوى السياسية خطة واضحة لحماية المواطنين، كما لم تظهر فيه السلطات الأمنية مقدرتها على إنفاذ سياسة واضحة تضمن حماية المواطنين وممتلكاتهم قبل أن تغرق جوبا فى بحر الدماء. لقد تحولت جوبا إلى مجزرة منظمة مع ارتفاع معدلات القتل والسرقة والخطف إلى مستويات مخيفة وغير مسبوقة في الليل وفي وضح النهار وتحت بصر وحماية قوات الشرطة والأمن الذين ثبت تورطهم في الأعمال الإجرامية التي عصفت بالمدينة الدامية.
صحيفة الإنتباهة
ترجمة إنصاف العوض