[JUSTIFY]
أصاب الملل كل من تابع الأحاديث التي تدور حول جمع الصف الوطني والتي أصبحت قائمة في معظمها وعبارة عن تصريحات هلامية لا يستطيع أحد أن يمسك بها، حيث اتسمت كلها بالمناورات غير المجدية والأهداف غير الواضحة التي يتم تغييرها مطلع كل شمس، فأحياناً يقودها مبادرون همهم رتق ثقب الخلافات داخل الحزب أولاً حيث يعاني من خلافات وتشظي د اخله تقودها أجنحة كما يحدث داخل حزب الأمة القومي بأجنحته من آل البيت الذين يقودون حراكاً ناعماً في وجه إمام حزب الأمة القومي الصادق المهدي وجريرته امتلاك الامامة وقيادة الأنصار الكيان، حيث يظهر هو بانه غير عابىء بما يحدث حوله بإعتبار أن الأوجاع النابعة من آل البيت غير موجعة يمكن تهدئة آلامها بمسكنات القربى ووحدة آل بيت كاهداف استراتيجية تمتد آثارها لقرون وأجيال استحال علاجها حيث برزت واطلت عبر تلك الاختلافات الناعمة بين الامام التاريخي الهادي المهدي والامام الديمقراطي الصادق المهدي وكانت هي بداية الانشطار والشقاق بين الرجلين خاصة عندما هم الامام التاريخي والوراثي بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية في اول انتخابات إبان الديمقراطية الاولى إلا أن الموت الذي غيب الشهيد الهادي المهدي أوقف السباق ووضع حداً للعراك وأصبحت الساحة خالية للامام الديمقراطي دونما منافس ليجمع بين امامة الانصار الدينية وزعامة الحزب السياسية إلا أن المرحلة العصية لحزب الامة بدأت بتمرد جديد ومن قيادات قبلية وسياسية بإعلان حزب الامة للاصلاح والتجديد الذي بدأ قوياً باستقطابه لقيادات حزب الامة (العقيدة والسياسة) وظهر للعيان كواجهة المهندس عبدالله علي مسار من قبيلة الرزيقات وتم ترشيحه في الحكومة الديمقراطية وزيراً اقليمياً بدارفور والذي شق عصا الطاعة عبر مواجهات اعلامية مع العائلة المهداوية وكال الاتهامات كما تراءى له كاول بادرة واستطاع الحزب الجديد استقطاب قيادات بارزة مع مقدمتها مبارك الفاضل أحد السواعد القوية بحزب الامة ومن أبناء عمومة آل البيت وجذب الحزب المنشق بعض الأعمدة والأسر العريقة والمصاهرة لاسرة المهدي من بطون القبائل الدارفورية واكثرها شهرة حيث عقد الحزب الوليد الناشئ اول مؤتمراً له قبل خمس سنوات بقاعة الصداقة وسط حشود ضخمة خشي البعض منها على حزب الامة الأصل وبخلخلة أركانه وقواعده الجماهيرية فالقاعة امتلات بالحشود التي أتت من الولايات وكانت في السابق دوائر تسليم مفتاح إلا انها خرجت عن الطاعة
وقطف الحزب الجديد (حزب الامة الاصلاح والتجديد) ثمار انفصاله القسري من حزب البيت الكبير بتوافقه مع المؤتمر الوطني وذلك بتعيين مبارك الفاضل مساعداً لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية بينما أصبح المهندس عبدالله مسار والياً لنهر النيل ونهار وزيراً للتربية والتعليم إلا أن رياح التغيير وأمواجه أغرقت آمال الحزب الجديد المبتكر وتفرق جمعه بداية بالتحركات التي بدأها مبارك الفاضل مع حزبه القديم بين الكر والفر والتصريحات التي تشوبها الظلمة بين عودته وتمويه اختلافه إلى أن أعلن مبارك الفاضل حل (حزب الأمة الاصلاح و التجديد) عام 0102 تمهيداً لعودته إلى الحزب الحلوب وهي اللعبة القديمة التي ظل يمارسها الساسة عبر اشتراطات تحمل فشلها اما لقساوة تنفيذها او استحالة تحقيقها.. حيث يصعب علاج جرح الخلافات الذي لا زال يقطر دماً ولهذا لم يعد مبارك الفاضل إلى أحضان الحزب كما توهم وذلك لان عمليات الاحلال السريع بدلت الآمال وكافة المواقف والمواقع فأصبح للحزب القومي أمين عام من خارج آل البيت بالرغم من نار الخلافات التي اشتعلت حول مبارك الفاضل ليعود إلى موقعه مرة أخرى بعد انتهاء الزوابع التي اقتلعت.
اما عبدالله مسار الذي عاد إلى الأضواء بشدة كوزير للاعلام إلا أن خفوت الأضواء لازمه مرة أخرى بعزله كخلافات إجرائية مع متنفذين وقيادات وسيطة داخل مؤسسات الوزارة ليعود مرة اخرى نائباً بالمجلس الوطني رغماً عن دفوعاته ومجاهداته الاعلامية التي قادها عبر اجهزه الاعلام لتقوية خندق المؤتمر الوطني ولمواكبة ما يجري في الساحة السياسية فان متطلبات التوافق التي يطرحها رئيس حزب الامة مؤلمة وجراحة قاسية.
محمد عثمان عباس:صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]