الدكتور أحمد السيد، مدير مستشفى الشعب، للأهرام اليوم : جميع أجهزة عمليات القسطرة استأنفت عملها منذ الخميس بعد انتهاء عملية الصيانة التي أجريت لها بعد توقفها يوم الأربعاء نتيجة لضغط العمل عليها..ثم يستنكر المدير العام لمستشفى الشعب ما أسماها بالضجة التي صاحبت توقف جهاز القسطرة عن العمل، ويسمي أمر التوقف بالعادي والطبيعي، ولمح إلى توقف أجهزة بمشافي كبرى لمدة تقارب الشهر ولم يثر توقفها ضجيجاً كهذا، ثم يكشف عن رغبتهم في استيراد جهاز قسطرة قلب خلال الأيام القادمة..هكذا الحدث والحديث، توقف جهاز القسطرة عن العمل بمستشفى الشعب، فتوجس المرضى وضجت الصحف، وغضب مدير المستشفى على ضجيج الصحف وتحدث حديثاً فحواه : ( ليه الكوراك؟، أجهزة واتعطلت، ودا شيء طبيعي، وفي مستشفيات كتيرة أجهزتها معطلة ليها شهر، ليه ما كوركتو فيها؟)، أوهكذا لسان حال مدير مستشفى الشعب ..!!
**وعليه، مايجب تأكيده هو أن أجهزة القسطرة التي يتحدث عنها مدير مستشفى الشعب هي (جهاز واحد فقط لاغير)، أي هي ليست أجهزة قسطرة كما يقول سيادته، بل جهاز قسطرة.. وهذا الجهاز الذي تعطل يوم الأربعاء الفائت، بسبب ضغط العمل عليه، هو الوحيد العامل في كل المشافي العامة بعاصمة البلد..نعم، كل مشافي أمدرمان العامة خالية من أجهزة قسطرة القلب، وكذلك كل مشافي الخرطوم بحري، ثم كل مشافي الخرطوم عدا مستشفى الشعب، ولذلك ليس بمدهش أن يتعطل الجهاز الوحيد بسبب ضغط العمل عليه..هذا الجهاز متوفر في المشافي الخاصة، وشبه الخاصة، أي في المشافي التابعة لمؤسسات الدولة النظامية، ولكنه غير متوفر في المشافي العامة رغم أهميته ورغم حاجة البسطاء إليه..لماذا؟..ليست هناك إجابة منطقية في دهاليز صناع القرار، ولكن ما يجب عليك أن تعرفه يا صديق هو أن قيمة الكشف بهذا الجهاز في المشافي الخاصة تتراوح ما بين (11/ 12 مليون جنيه)..أها، هل عرفت لماذا مشافي البلد العامة بلا أجهزة قسطرة قلب غير ذاك الذي يتعطل بمستشفى الشعب، بيد أن المشافي الخاصة وشبه الخاصة تضج بهذه الأجهزة؟..وللمزيد من التأكيد، اقرأ ما يلي ..!!
** اليوم السبت، يصل إلى البلاد وفد هندسي من إيطاليا لتركيب جهاز قسطرة قلب بمستشفى براحة الخاص ببحري، وهذا الوفد بجانب ذاك المرفق الخاص، مكلف أيضاً بتركيب جهاز قسطرة بمستشفى عام .. ولكن لن يتم تركيب جهاز المستشفى العام، لذات السبب المذكور أعلاه، إذ مراكز القوى التي تخدم المشافي الخاصة أقوى من مراكز السلطة المناط بها خدمة الناس والبلد..نعم، في العام 2009، استوردت إدارة مستشفى الصداقة جهاز قسطرة كأول جهاز قسطرة في مرفق صحي عام بمحافظة أمدرمان، ولكن تدخلت وزارة الصحة المركزية وحولت الجهاز من مطار الخرطوم إلى مستشفى الخرطوم..ومع ذلك، منذ العام 2009 وإلى يومنا هذا لم يتم تركيب الجهاز، ناهيك عن تشغيله، بل كان ولايزال ( مكدساً في بيئة سيئة التخزين)، كما تصفها إحدى وثائق الشركة المستوردة..نعم، هذا مايحدث يا والي الخرطوم ، إن كان الأمر يهمك : منذ أغسطس 2009، وإلى يومنا هذا 25 فبراير 2012، لايزال جهاز قسطرة قلب دفع المواطن نصف قيمته – 700 مليون جنيه – من دم قلبه، يقبع في مخازن مستشفى الخرطوم..وقد نسأل ونتساءل بحزن : في أي وطن غير هذا المنكوب، يتم تعطيل المرافق الصحية العامة، بعدم استيراد أجهزتها تارة وبتخزين ما يتم استيراده تارة أخرى؟..ولماذ لايتم تركيب هذا الجهاز بمستشفى الصداقة أو الخرطوم، بحيث يخفف الضغط على جهاز مستشفى الشعب ؟..ولا إجابة غير معلومة مفادها : قيمة الكشف بهذا الجهاز في المشافي الخاصة وشبه الخاصة، تتراوح ما بين (11/ 12 مليون جنيه )..ولذلك، أي لأن مصالح الخاصة هي التي دائماً تقهر مصالح العامة في بلادنا بلا رحمة، سوف يظل جهاز قسطرة القلب بمخازن مستشفى الخرطوم قابعاً في المخازن لثلاث سنوات أخرى، وسوف يتعطل جهاز قسطرة القلب الوحيد بمستشفى الشعب يوماً تلو الآخر ..!!
[/JUSTIFY]
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]