الطيب مصطفى : يا طالب الجنة

[JUSTIFY]كلما صنعت سيئاً فى الدنيا فستأخذه فى الآخرة ، وكلما نقص من دنياك شىء جعل زيادة فى آخرتك ، وكلما نالك هم أو حزن أو غم جعل فى أفراح آخرتك. أكـل اليوم سئل سهل التسترى : الرجل يأكل فى اليوم أكلة ، قال: أكل الصديقين ، قيل له : فأكلتين قال : أكل المؤمنين ،قيل له : فثلاث أكلات فقال:قل لأهله يبنوا له معلفاً. اطـلـب قلـبـك قال أحد الصالحين: اطلب قلبك فى ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفى مجالس الذكر، وفى أوقات الخلوة ، فإن لم تجده فى هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك. ثــلاثــة للـعـلــم يقول عمر بن الخطاب «رضي الله عنه»: لا تتعلم العلم لثلاثة وتتركه لثلاثة، لاتتعلم العلم لتجارة به ، ولا متباهٍ به ، ولا لتماريٍ ولا تتركه حياء من طلبه،ولا زهادة فيه ،ولا رضا بالجهل منه.
القـائــل الناس عند القول أربعة : قائل يقول ولا يقال معه ،وقائل لا تأخذ منه منفعة ،وقائل لا تحب أن تسمعه ،وقائل لا تستحي أن تصفعه. الــتـزام الصـمــت إذا جالست الجهال فانصت ، وإذا جلست العلماء فانصت ،فإنك إذا أنصت للجهال ازددت حلماً، واذا أنصت للعلماء ازددت علماً. أهــل الالـفة إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك، وإن أخاك الصدق لم يخدعك، واذارآك طالباً سعى معك وإذا رأى ريب الزمان صد عنك، شتت شمل نفسه ليجمعك. حـكيــم وصـبـي رأى أحد الحكماء غلاماً يصلي الفجر فأراد أن يعرف ما إذا كان يصلي الفجر عادة أم عبادة.
فقال الحكيم : يا بني ، ايهما أفضل عندك المال أم العقل؟
فقال الصبي: العقل .
فقال الحكيم : لم .
الصبي : لأن العقل يأتى بالمال، والمال يذهب العقل.
الحكيم : المال أم العدل؟
الصبي : العدل .
الحكيم : لم .
الصبي : لأن المال يحمي صاحبه من الظلم فى غياب العدل فيكون غاية، فإذا اوجد العدل كان المال وسيلة غاية.
الحكيم : المال أم الملك؟
الصبي :المال .
الحكيم : لم ؟
الصبي : لأن المال سيكون وسيلتى لملك القلوب إذا صرفته فى الخير وملك القلوب أعظم، أما الملك الدنيوى فإنه يطغينى فأظلم فأفقد ملك القلوب فيتمنى الناس زوالى .
الحكيم : المال والملك أم العلم ؟
الصبي : العلم .
الحكيم : لم .
الصبى : لأنى بالعلم ابلغ مرتين تفوق مرتبة المال والملك . ألم تسمع عن قصة عبد الله بن المبارك وزوجة الرشيد عندما رأت الناس يلتفون حوله ويقبلون يديه وقـد خرجوا لاستقباله دون مناد يخبرهم بحضوره ، وقارنت بين هذا الاستقبال لعالم ، وبين جمع الناس بالعسكر لاستقــبال الرشيد فصاحت – من ولى هذا والله هو الملك لا ملك الرشيد.
الحكيم : يا بنى ، المال أم إلاخوان ؟
الصبي : الاخوان.
الحكيم : ولم .
الصبي : بالمال وحده – لا أستطيع البلوغ إلى كل ما أريد ،لكن بالأخوان أبلغ ما أريد.
الحكيم : المال أم العافية ؟
الصبي : العافية .
الحكيم : لم .
الصبي : لأن العافية تأتى بالمال ولايستطيع المال وحده – أن يأتي بالعافية.
الحكيم : أنا أم أنت؟!
الصبي : أنت وأنا فأنت النهر الذى يفيض بالحكمة والعلم ونحن الزرع الذى نسقى منه.
الحكيم : لقد أثلجت صدري يا بني ، بارك الله فيك . قم فى حفظ الله.
لـيـن الكــلام
دخل رجل على المأمون الخليفة العباس يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فأغلظ له فى القول وكان المأمون ذا فقه فقال له : ياهذا، ارفق فإن الله بعث من هو خير منك إلى فرعون وهو شر مني وأوصاهما : اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقول له قولاً لينا لعله يذكّر أو يخشى. الصـبر علـى الحــلال

دخل الإمام العراق وترك دابته خارج المسجد مع رجل ،وخرج الإمام مع رفيقه الذى جاء إليه وأخرج درهمين ليعطيهما للرجل المنتظر مع الدابة فلم يجده ولم يجد اللجام على الدابة فقد سرقه الرجل وانصرف وذهب الإمام إلى السوق ليشتري لجاماً بدلأ منها فوجد لجامه فى السوق واشتراه بنـفس الدرهمين التى أراد أن يعطيهما للرجل وقال : إن الرجل لا يحرم الرزق الحلال وقلة الصبر.

[/JUSTIFY]

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version