توم أند جيري.. آدم وحواء وعلاقة أزلية لا تنفك منذ خلق ذلك الضلع الأعوج.. ما بين القوة والضعف.. السعي للندية واختلاف المستويات.. الغريزة والروح.. الأب والأم.. الأخ والأخت.. مفاصل كثيرة تعزز علاقتهما التي لا تنفصل إلا تحت قواهر الضغوط.. وفي الواقع العصري تزداد الحاجة للإحساس بالأنثوية والذكورية اللتين يقدرهما الكثيرون من الطرفين- حسب موروثاتهما واعتقاداتهما- وما تطفح به ثقافتهما في إطار النوع.. أما المس على أوتار العلاقة العاطفية بينهما تشوبه تفاصيل وتداعيات كثيرة، ترتبط بأدق التفاصيل الحياتية داخل وخارج محراب البيوتات، ومواقع الحراك الاجتماعي.. ولأن اليوم الآن بمساره يتطلب التداخل في الأدوار بعد أن التقطت المرأة قفازها لأداء أدوار كانت حصرياً على «ضراع الرجل» اهتزت الرؤية لهذه العلاقة، ومن هنا بدأت بذور الندية وانتقاص اجواء الانكسار الأنثوي، الذي كان يرضي الغرور داخل الرجل، تبدلت إلى أجواء تمكينية أمسكت المرأة فيها بمفاصل حياتية كتف بكتف مع الحبيب أو الأخ أو النصف الآخر.. الأمر الذي جعل بعضهن يكبرن على بعض الأشياء والتفاصيل الصغيرة، فالأفق التفاكري والنظرة العميقة للحياة المتصاعدة عن المرأة دون إرخاء روح أو إرضاء كبرياء الآخر -«الرجولة»- أفضت للأمر الذي جعل بعضهم يعتقد في كونها تعمد لتجاهل دورها الأساسي في تكوين لبنة الأسرةل والعمل على تفاصيل راحتها الأساسية، من مشغوليات ترتيب المنزل، واستقبال ووداع أفراد الأسرة في غدوهم ورواحهم، في إطار عملهم، ودراستهم وغيرها من نشاطات.. وأخيراً اتهام آدم للحواء بأنها وراء تعاسته، اتهام مجحف لأنه أخلى فيه بمسؤوليته في هذا الاتهام وتقاصره عن اداء بعض المهام الإنسانية كمفهوم من تفاصيل المسؤولية الاجتماعية، وراء تحجيم بعضهن عن اطلاق العنان للسيطرة، المفهوم القديم والموروث في أصل العلاقة.. والمستجدات التي جعلت المرأة تخرج من «الخدور والهوادج والشبريات» لتكون أكثر فعالية في كل القطاعات الحياتية، فخرجت من ثوب «الحبيبة» التي تقضي اليوم كله في غزل نسيج المناديل، التي تمسح بها دموع العشق والوله لذلك المتغافل أو الجاري وراء لقمة العيش، لأنها أصبحت هي الأخرى مشغولة الدوائر الذهنية، ساعية لتغطية الفراغات التي آلت إليها، بحكم تفوقها علمياً واقتصادياً على قاعدة فكر متقدم، أسهم في خلق ندية لا تخل بأدبيات علاقة المرأة والرجل ما دام كل منهما متفهماً لتطورات واقعهما المتجدد.. إذن من يصر على الاتهام من أي طرف ينحرف عن حقيقة استيعابه للواقع الحالي، فالمرأة الذكية تقود ركب حياتها بروح العصر، وتقوم بوظائفها بوعي وقاَّد، ومن يحاول هزها فهو إما أنه لم يترقَ لفهمها أو تقاصر عن انجاز ما أنجزته..
ü آخر الكلام..
صديقتي سألتني عن علاقة الرجل والمرأة اليوم.. فقلت لها.. ما زالت حاجة الرجل للمرأة والمرأة للرجل قائمة، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]