} فقد اجتمع السيد الرئيس أمس الأول بالسيد “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة (المعارض)، ومن المرجح أن يلتقي الرئيس خلال الأيام القليلة القادمة بالشيخ الدكتور “حسن الترابي” زعيم (المؤتمر الشعبي) المعارض، فضلاً عن لقاءاته المتواصلة مع مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” مرشد (الختمية) ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل).
} وجاء في أخبار (المجهر) بعدد اليوم أن (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) خاطبت الوساطة الأفريقية بقيادة “ثابو أمبيكي”، طالبة الجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة، وأعلنت موافقتها على وقف إطلاق النار خلال فترة تطعيم الأطفال بمناطق سيطرتها بجنوب كردفان.
} كل هذه الأنباء، سارة، مطمئنة، ومريحة، لكن معالجة أزمة (الاقتصاد) المستفحلة هي الأهم من كل هذه الاتصالات والمفاوضات والحوار الوطني المسؤول.
} بدون اقتصاد قوي ومعافى تتحرك فيه قطاعات الإنتاج بزيادة حجم الصادرات الزراعية والحيوانية وغيرها، فإن إدارة الحكم وممارسة السياسة ستظل معطوبة، ومعيوبة، لتستمر معاناة الشعب، وضائقته المعيشية، دون أن يرى أثراً ملموساً ومحسوساً لنتائج ذلك الحوار السياسي، ودونكم (نيفاشا) و(أبوجا) و(الدوحة) و(أسمرا) و(القاهرة)، كل هذه الاتفاقيات المتيمنة بأسماء تلك المدن والعواصم الأفريقية والعربية، لم تسفر عن (تغيير) حقيقي في حياة الناس، وأعني هنا (انخفاض) تكلفة المعيشة في السودان من غذاء ودواء وكساء وتعليم.
} استقرار الاقتصاد ورفاهية الشعب هي أساس الاستقرار السياسي، وليس تداول السياسة وتكاثر الأحزاب والحركات وتعدد منظمات المجتمع المدني، وخير دليل على ذلك واقع الحال في دول الخليج العربي من السعودية إلى سلطنة عمان. الشعوب في هذه الدول (لا) تعاني من شظف العيش، ولذا فإن الأنظمة السياسية الحاكمة هناك ثابتة وراسخة ومستقرة.
} رئاسة الجمهورية تُشكر وتؤجر على مبادراتها الوطنية لإزالة (الاحتقان السياسي) في البلاد، ولكنها مطالبة أيضاً باهتمام وتركيز أكبر لتخفيف معاناة الشعب في توفير متطلبات الحياة الأساسية (مأكل ومشرب.. علاج وتعليم) لقد تضخمت فواتير (العلاج) و(التعليم) في كل أسرة سودانية بأرقام تجعل ميزانياتها (معجّزة) بنسب كبيرة ومتفاوتة في ظل التنامي المزعج لمؤسسات (التعليم الخاص) على حساب (الحكومي) المتآكل. أما العلاج، فحدث ولا حرج، حيث الأسعار (الفلكية) للأدوية بما فيها المنقذة للحياة!!
} أي قرار عن رفع الدعم عن أي سلعة، خاصة (المحروقات)، يعني إفراغ الحوار السياسي آنف الذكر من محتواه وضرب هدفه الأساسي، وهو الاستقرار والأمن ورفاهية الشعب.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]