فقد وفد السيد الوزير إلى الوزارة من بوابة دارفور ثم راكباً سرج المحاصصة وقسمة السلطة بين الحركة والحكومة.
وأيضاً الحركة التي وفد منها هي حركة العدل والمساواة، والقبيلة التي ينتمي إليها هي قبيلة الزغاوة ذات الحظ الوافر في سجالات دارفور.
وهذه قواعد تجعل من الوزير وشاغل المنصب مشغولاً بمسببات ومبررات تعيينه في الوزارة من باب الوفاء لسبب التعيين وأيضاً الالتزام السياسي، وليس أخيراً دواعي التمسك بمعاني القبلية السائدة في البلاد وفي دارفور.
ومن بعد هذا كله فإنّ وزارة الصحة لم تسلم في عهد من عهودها الطوال من داء المشاكسات والمنازعات بين أضلاعها المختلفة ومكوناتها الداخلية.
السيد بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة الإتحادي قفز على كل القواعد التي ترسم الفشل وتؤسس له في المواقع وخاصة في الموقع المشار إليه.
والرجل من أهل ((الخلا والدواس))، وكثير من أهل هذا ((الكار)) لا يبقون في المنصب كثيراً وإذا بقوا واستمروا فلن تكون النتائج مما يرجوه الناس من إنجاز.
السيد بحر إدريس أبو قردة كسر كل هذه القواعد وقدم نموذجاً مختلفاً تماماً.
فمنذ أن جلس على كرسي الوزارة تنزه عن مشاكساتها ومشاكلها القائمة بين أضلاعها وفي حيشانها.
وفور دخوله مجلس الوزراء نأى بنفسه عن مُـشاكسات السياسة وأمراضها، فلا يسمع الناس منه غير حديث الصحة، ولا يجـدون منه اهتماماً غير الأمراض والأوبئة والمعدات والمستشفيات.
كل هذا بأداء ترفع عن القبلية والمحاصصة والمنازعة وكـأنما هو آتٍ من غير الفصائل المسلحة.
في فبراير الماضي وقبل أن يدخل الحديث عن السيول والأمطار دوائر الاهتمام العام كان هو مهتماً وناظراً إلى المستقبل، شهدت الخرطوم وبعض الدول الأخرى مجموعات من الكوادر جلبها من مواقع مختلفة وأعد برامج منوعة لتدريب المدربين على مواجهة الكوارث، وأعد لها مواقع العمل وجلب لها الأموال الكافية.
ليس هذا فحسب، بل وفرت في عهده وبجهود منه ومن الوزارة كثيرا من احتياجات فصل الخريف من مبيدات وأدوية ومواد.
أوصل لكل ولايات السودان حاجاتها لمواجهة الخريف.
صورة لدارفور نراها بها وهي تقدم نموذجاً في هذا الرجل تخرج به من المحاصصة وقسمة السلطة وحقوق القبيلة إلى رحاب الوطن وخدمته بنهج قويم من العمل في صمت والنظر إلى المستقبل والانشغال بأمر واحد هو التكليف المحدد في وزارة بعينها وإن كانت في تعقيد وزارة الصحة الاتحادية.
دارفور بخير الخرطوم:راشد عبدالرحيم :الرأي العام